ليلة خريفية

ليلة خريفية
ليلة خريفية


في ليلةٍ ظلماءَ

من ليالي الخريف الباردة

يعكر صَفْوها

حفيف أوراق الأشجار المتساقطة

جَلسْتُ على ذاك المقعد

أنتظر تلألؤ البدر

من تلك النافذة المقابلة

لينير العتمة

التي ما برحت

تقض مضاجعي

وتُثقل كاهلي

بألف سؤال وسؤال

لجدوى الحياة

بلا أمل وبلا رجاء

بلا جليس وبلا أنيس

يعطي للحياة معناها

يزيد من دفئها

وينير ظلماتها.

حبيبتي ..

يا من سَكنْتِ

عقلي وخيالي

ما عهدتُ يوماً بُخلكِ

فجودي عليَّ

بنظرةٍ ..

بهمسةٍ ..

بإبتسامةٍ ..

علَّ ذلك

يمنحُ حياتيَ الأمل

بغدٍ مشرقٍ دافيءٍ

يخلو منه الجفاء

ويعوض سكونه

ضوضاء

لكنه ليس بضوضاء

بل نغمٌ محبّبٌ

على مسامعي

نغمٌ ..

عَجِزَت آلاف الطيور

أن تنشد مثله

كيف لا

وهو نغم الحبيبة

التي طالما إنتظرْتُ

أن أمتّع ناظريَّ

بوجهها المنير

كأنه البدر

في منتصف الشهر

يوزع نوره

يميناً ويساراً

ليهدي من أضلّوا السبيل

ولمن تملّكهم الجفاء

لبعد الحبيب.

حبيبتي ..

أما آن الأوان

للخريف أن يمضي

ويزهو الربيع بزهوره ؟

فيا أجمل زهرة

في بستان ربيعي

لن أفقد الأمل

وسأتشبث بالرجاء

علَّ تلك النافذة تُفتح

ويشرق منها

ربيع الأمل

بغدٍ جديد

مِلؤه الحب والصفاء.

* رائد حكمت طويل* - الإهداء : إلى أجمل زهرة في بستان ربيعي.

تعليقات: