فراس حاطوم ونانسي السبع
بالأمس، توجّه رئيس قسم التحقيقات في «الجديد» الزميل فراس حاطوم إلى مكتبه في القناة، للمرة الأخيرة. جمع أغراضه، ودّع زملاءه والإدارة وجميع العاملين فيها. يترك حاطوم وراءه عقداً كاملاً من الزمن، لمع اسمه خلاله كأحد أبرز المراسلين في «الجديد». خبرة مهنيّة خوّلته خوض تجربة صناعة وثائقيات استقصائية كانت جديدة على الشاشات اللبنانيّة. فلماذا يغادر حاطوم القناة، بعدما كان «فتاها المدلّل» لسنوات؟
قبل موجة صرف الموظفين التي شهدتها القناة خلال الشهر الماضي، قدّم حاطوم استقالته إلى إدارة القناة. قرار أعلن عنه من دون تردّد، والسبب في ذلك، أنّ «الفتى المدلل» وجد نفسه «مظلوماً». رغم ذلك يغادر حاطوم القناة وهو «على علاقة جيدة مع الجميع»، رغم أنه يحمل في داخله «عتباً»، كما يقول. يعزو السبب في هجره «الجديد» إلى أنه لم يعد قادراً على تطوير تجربته داخل هذه المحطة. «لا أريد أن أتحوّل إلى عبء عليها، لذلك حان وقت التغيير».
في آب من العام 2002، دخل حاطوم القناة كمتدرب في قسم الأخبار، بعد تخرجه من كلية الإعلام والتوثيق في «الجامعة اللبنانية»، ليعمل في العام 2003 في قسم الرصد الفضائي، قبل أن يتم تعيينه مراسلاً في العام 2004، فرئيس قسم التحقيقات، المنصب الذي يشغله منذ عام. يؤكّد حاطوم أنّ عمله في «الجديد» أكسبه خبرةً واسعة في المجال الإعلامي، ولا ينكر فضل القناة الكبير على تجربته المهنيّة. برأيه منحته «الجديد» مع بعض زملائه، فرصاً «لا تقدمها قنوات أخرى، إلا بعد عشرين سنة من الخبرة على الأقل». لكنه من جهة أخرى، يرى أنّ علاقة الموظف بالمؤسسة تحكمها المصلحة، وبالتالي، فإنّ «لا أحد يتمسّك بمراسل لسواد عيونه»، يقول. يبدي حاطوم تحفظه على صرف «الجديد» لحوالي ثلاثين موظفاً، وأكثرهم من قسم الأخبار، خصوصاً أنّ أسباب صرف زملائه لم تكن مقنعة بالنسبة له. «بعد موجة الصرف تلك، وجدتُ أنّ قراري في مغادرة القناة صائباً». ويبدي عتباً آخر على «الجديد»، «لعدم تقارب نضوج تجربة المراسلين فيها، مع نضوجها كقناة تقنياً وإدارياً». ويشرح هنا: «لم تتطوّر القناة لوجستياً، بل فضّلت العمل على تحسين الأمور التي لا تحتاج إلى تغييرها». بنظره فإنّ «قسم الأخبار» في «الجديد» هو الأول مقارنة مع المحطات الأخرى والأكثر إنتاجيةً»، لذلك «على «القناة» أن تطلق خطة إستراتيجية خاصة بهذا القسم، عوضاً عن صرف عدد كبير من موظفيه».
ولكن إلى أين يغادر فراس حاطوم؟ هو يستعدّ حالياً لخوض تحدٍّ جديد من خلال شركة إنتاج أسّسها مؤخراً، تحت اسم «شوت بروداكشن». وتعنى الشركة بإنتاج المواد الإعلامية في المواضيع كافة، إضافة إلى تقديم خدمات صحافية ومواد إعلامية لمؤسسات إعلامية خارج لبنان. إلا أن هذا «البزنس» الجديد لن يُبعده عن الشاشة، إذ أنه بصدد إطلاق سلسلة وثائقيات ميدانية، حصل على موافقة مبدئية لتمويل حلقات تجريبية منها، لعرضها على إحدى القنوات. سينطلق حاطوم إلى عالم الفضائيات مستقلاً، بعدما نجح في تقديم أفلام وثائقية أثارت الجدل، ومنها «رحلة البحث عن الحقيقة»، الــذي أدخـــله السجن، وتناول فيه المطلوب زهير الصديق، «الــشاهد الملـــك» في قضية اغتــيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ومع مغادرة فراس حاطوم للقناة، سينفصل عن زوجته الزميلة نانسي السبع «مهنياً»، بعدما جمعتهما قصّة حب خلال عملهما سوياً، تكللت بالزواج في العام 2010. بعيداً عن «الجديد»، سيفتقد حاطوم لشريكته في الحياة والعمل، خصوصاً أنهما اعتادا على استشارة بعضهما البعض، في كل أمورهما المهنية. أما الحنين الأكبر فسيبقى إلى «الجديد» نفسها، يقول حاطوم، رغم «العتب».
زينة برجاوي
فـراس حـاطـوم: وداعــاً قنــاة «الجـديـد»
تعليقات: