أناذلك الطائر الحزين، لي أُخوةٌ في كل بلدٍ ومن كل دين
ولد في أرضنا..نهل من مائنا..وما كان جاحداً..أسمعنا أجمل الألحان..
فرح لفرحنا.. وحزن لحزننا.. بكى.. هاجر.. تذكّر.. قتله الحنين مثلنا..
فهذا الطائر الحزين ولد ولم(يفقس) مثل أبناء جلدته..من يشعر..
ويحلم.. ويبكي هو أشبه بالإنسان.. عايشنا في السرّاء فكان سعيداً..
وعايشنا في الضرّاء..فرحل مثلنا..تاركاً أجمل بقاع الأرض في
كل الفصول..ولم يزل صداحه يتردد في كل أرجاء سهلنا وفوق
مجاري الينابيع..هنيئاً لنا وهنيئاً لكل الطيور والفراشات..
وكل حيوان ولكل الحشرات..لها جنّة تسرح بأمان من الله..
ومن أصحاب تلك المروج.
الطائر الحزين
أناذلك الطائر الحزين
لي أُخوةٌ
في كل بلدٍ
ومن كل دين
عشت في كل
بقاع الأرض
شممت بأرضكم
رائحة الياسمين
تفتّحت عيناي
على خضرة سهل
غذائي التوت البرّي
وأكواز التين
لعبت مع الفراشات
وصانعات العسل
خفت البرد
وطلقات الصائدين
حماني الله
في عشّ منزويٍ
كان مُلكاً
لبقيّة
أهلي الراحلين
جمعت من
سنابل القمح
قصباً
وفرشته
بأوراق الطيّون
والقصعين
تراب الأرض
جبلته بدموعي
كسوت قضباني
بالحب والحنين
بنيت هذا العشّ
في قلوبكم
ليبقى دافئاً
على مر
السنين.
رحيل الطائر
رحلت قسراً
بعد رحيلكم
تركت عرشي
محمّلاً بذكرياتي
سكنت بعيداً
تنقّلت كثيراً
وكلّما زرت
ربوعكم
نزفت جروحاتي
أين أنتم؟
مجنون يفتّش
وأين أنا؟
نسيت
على بعدكم
أيّامي
وساعاتي
ما نفع جنّة
من دون أحبّة؟
خفت حاضري
منتظراً
ربيعي الآتي
لعلّي ألمح
طيفاً..
أو أشمّ
رائحة
وبعد حلمي..
تطفيء النار
دمعاتي
رحلتُ ناسياً
أجنحتي ترفرف
حيث جمع
صدق محبّتكم
ريشاتي
أصبحت
في عمرٍ
خارت همّتي
وقصرت خطوتي
وطالت
مسافاتي
تركت عشّي
في قلوبكم
دافئاً
مسبحاً
بقصائد حب
من كتاباتي.
تعليقات: