شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
اكثر من ألفي مشاهد من كفركلا والجوار كانوا هناك، في حضرة الإمام الحسين عليه "السلام"، وعلى الرغم من الجو العاصف والماطر أنشدوا مع أبنائهم ثم رفعوا أيديهم إلى الأعلى وبكوا ثم ابتسموا وصلّوا ثم علا تصفيقهم وأكاد أقول زغرداتهم عندما رفع ممثلون يجسدون المقاومة طفلاً يمثل جيلاً كاملاً يؤمن بأحقية الإمام الحسين عليه السلام.
الحقّ يقال أن ما قام به شباب وفتيات كفركلا كان رائعاً في مسرحية متطورة محققة على يد النادي الحسيني – النبطية، لقد قاموا بأدوارهم بإحساس كاد يشبه واقعاً وحقيقة قل نظيرهما في زمن انحدار الأداء المسرحيّ في هذا الوطن الكبير.
هي فرقة مسرح جادّة مؤلفة من أكثر من أربعين هاوٍ وهاوية، وهم يعتبرون بحقٍّ أقرب إلى الإحتراف المسرحيّ الكلاسيكيّ بكلّ معنى الكلمة، فمنذ العام 2000، عام التحرير قلب هؤلاء المعادلة القديمة للمسرح الحسينيّ في البلدة، فجعلوها نبراساً مشعّاً للأداء واللغة العربية وحقيقة المواقف وفهم المعاني وإيصالها إلى أهلهم بحرفيّة بالغة ..
وإلى جانبهم دائماً وقف إمام البلدة السيد عباس فضل الله ورسم لهم خطّ سيرهم في المسيرة الحسينية، بأدواتهم البسيطة وملابس عادية ومعدات تكاد تكون من العدم.
جسدوا واقعة الطّفّ في العام 2001، وتطاولت قاماتهم المستمدة من سيرة الإمام الحسين عليه السلام، فحققوا مسرحية " موكب السبايا "، تشاوروا مع إمام بلدتهم الذي أمسك بأيديهم وسار بهم في هذا المجال إلى شطّ الأمان، فكرسوا معاً وجدّدوا عهدهم باقامة الشعائر الحسينية وواقعة الطّف ومسرحية تحاكي إحدى الشخصيات التي رافقت الإمام الحسين "عليه وعليهم السلام"، إلى أن شططوا وأرسوا رحالهم هذا العام في رائعة " حبيب بن مظاهر " والتي من خلالها ألقوا الضوء على هذا الصحابي الجليل إيماناً منهم بأن الجيل الجديد يجب أن يعرف ويتعلم عن الإمام وأصحابه عليهم السلام. كرسوا ما امكن من التقنيات المسرحية من ملابس وديكور ونصوص وماكياج وصوتيات وإضاءة إلى أن توصلوا إلى هذا الحدّ من تقديم الأفضل من بين ما يقدّم في لبنان في هذا المجال وتحديداً في هذه المسرحية التي " ترفع الرأس كما يقول" حسين يحيى و حسين قاسم و قاسم مزنر وخضر وعلي ومحمد والطفل مهدي ووالده جلال وإبنته وصديقتها والأخت منى وزوجها وأولاد أبو علي يحيى وإبنة حسين قاسم وجميعهم عائلة واحدة هي " السيرة الحسينية " في جميع أشكالها وبلدتهم التي يحبون ، كفركلا .
إن أداء هؤلاء تماهى حتى أوصلوا ما يمكن إلى درجة الإحتراف والإحساس بالسيرة الحسينية والشعور بالمسؤولية فأجادوا واستفاضوا ورفعوا إسم بلدتهم عالياً حتى يكاد كل لبنان يعرف قصتهم بل قصصهم مع المسرح الحسيني.
وللمؤثرات الموسيقية والصوتية رونقها الخاص، بحيث شكلت مع الأداء لوحة رائعة، فقد تميزت بجودتها الفائقة، والتسجيلات الإحترافية والمحترمة ، إضافة إلى تناسق الإكسسوارات والملابس مع روحية المسرح والديكور، والتوقيت الليلي الخاشع... كلها مجتمعة ، أنتجت أداءً مميزاً من أصغرهم إلى أكبرهم فقد كانوا أكثر من رائعين، وهم بالتأكيد سيسمحون لي ان أقول لهم شكراً .. شكراً من القلب والعين، أما اللسان فهو يعجز عن تقديرهم ..
فبكل تواضع .. و بصفتي مخرج لهذا العمل المسرحي ، أقول لكم .. شكراً، سلمت ايديكم ودمتم ذخراً لبلدتكم التي عمر مسرحها الحسيني يفوق الخمسين سنة ..
ودمتم ذخراً للمسرح الجنوبيّ ولكلّ لبناني أصيل..
شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
شباب وفتيات كفركلا قدموا مسرحية متطورة أقرب إلى الإحتراف المسرحي
تعليقات: