جاد رشيدي.. وفطر في منطقة الركايز - أرشيف

موسم واعد من الفطر البري هذا العام، عززته العاصفة التي ضربت لبنان أخيراً، وما رافقها من أمطار غزيرة وبرق ورعد أدّت إلى تكاثر الفطر في حقول البور، وبشكل لافت هذا العام، فكانت فرصة سانحة لعشرات القرويين في القرى الجبلية، الذين يمضون ساعات عدة يومياً في جمعه، ليدخل بقوة في السوق المحلي ولأسابيع عدّة فقط، بحيث يراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين الـ 15والـ 20 ألف ليرة.

كانت «شتوة كانون» القوية خلال الأيام القليلة الماضية، كافية لنضوج موسم فطر بري ممتاز، وفق فارس المحمد، أحد العاملين في جني وتسويق كميات من هذه الثمار الشهية التي بات لها زبائن يطلبونها مع مطلع كل شتاء، ولفترة لا تتجاوز الشهر.

يضيف المحمد: «لقد بيّض كانون وجه الأرض إذ انبلجت كميات كبيرة من الفطر، وجاء ذلك عقب سقوط الأمطار الغزيرة مصحوبة بالبرق والرعد، فبدا الموسم جيداً وتمكّنّا خلال اليومين الماضيين من جمع نحو 40 كلغ، من مختلف أنواع الفطر المعروفة عندنا بتسميات متعددة منها الجاروشة، وتكون بحجم كبير قطرها يزيد عن الـ15 سنتيمتراً، وبوز العجلة وهو من أجود الأنواع وأفيدها».

واذا كان جمع الفطر في البراري هواية مميزة عند الكثيرين، إلّا أنّه بات هدفاً لفئة فقيرة تعمل على قطفه وتسويقه، كتجارة رابحة. والزبائن هم من المارة على الطرق أو في الأسواق الشعبية أو بعض المطاعم التي تتباهى بفطر بلدي لا يتوفر إلّا نادراً.

ويقول فاروق ماضي الذي يعمل منذ سبع سنوات في جمع وتسويق الفطر، إنّ هذا الموسم يعود على عشرات العائلات بمردود مقبول، فالزبائن في ازدياد، يدفعهم إلى ذلك نظافة الفطر وخلوّه من السماد والمقويات. ويحذر من الفطر السام الذي ينبت عادة قرب جذوع الأشجار، خصوصاً أشجار الصنوبر والتين، ويكون جذعه رقيقاً ولونه يميل إلى السواد وجوانبه مرققة. وينصح بتناول الفطر البري لأنه وجبة شهية ومغذية ونادرة في هذا الزمن، حيث السموم الكيماوية تدخل في كل غذاء نباتياً كان أم حيوانياً.

وتفيد مصادر طبية أنّ للفطر العديد من الفوائد الصحية، فهو من أفضل المواد التي تنشط الإفرازات المعوية، ويساعد في تسييل الدم، ويحد من التخثر والتجلط، ويسهم في خفض نسبة الكوليسترول. كذلك يفيد في تقوية جهاز المناعة ويساعد في محاربة الفيروسات والأمراض السرطانية، ويعالج أمراض الروماتيزم وتصلب الأنسجة، وينشط عملية الأيض داخل الجسم.