موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما

 موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما
موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما


حاصبيا ـ

نبت العشب وأصبحت "السليقا"، على انواعها، الغذاء المفضل للكثير من ربات المنازل في منطقة حاصبيا والعرقوب، اللواتي تعلمن من أمهاتهن كيفية قطافها وتمييزها عن غيرها من الأعشاب الأخرى، لأن قطاف "السليقا" يحتاج الى خبرة ومعرفة لا يتقنها إلا من عاش في القرية وتنقل في حقولها وسهولها، فيما تحولت لدى العديد منهن الى مهنة تؤمن مردودا ماديا لا بأس به، وذلك من خلال عرض ما يقطفنه الى جانب الطرق الرئيسية، بينما الجيل الجديد يكاد لا يعرف من "السليقا" إلا اسمها، وما يشترى من محال الخضار، وربات المنازل يجاهدن في سبيل إقناع أبنائهن باهمية هذه المأكولات الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية، وفوائدها الصحية الكثيرة مقابل المأكولات الجاهزة والمعلبة والمهجنة.

في الأيام المشمسة من فصل الشتاء، تنتهز العديد من النساء فرصة الطقس الجميل لـ"كزدورة" في البرية حاملات معهن الكيس والسكين لقطاف "القرص عني" والهندباء، او كما يسمونه في المنطقة "العلت"، و"الزويتا" و"الدردار" و"السبانخ" و"المعاذين" وحتى "الهليون" وغيره مما تنتجه الطبيعة بلا أي مساعدة أو رش كيماويات.

وتشرح أم محمد الأخرس من الهبارية، التي خرجت لأول مرة هذا العام لقطاف السليقا، ان "الأعشاب ما زالت صغيرة ولم تنم جيدا بسبب الثلوج والصقيع الذي تلاه، لكن الحمدلله جبت شوية عنّي وعلت ولسان الثور ودردار، يعني أمنت طبخة اليوم وصارت جاهزة"، مضيفة:" هذا الأكل صحي ومغذ وصحة الناس منيحة هون لأن اكثر أكلنا من الطبيعة ومش ملوث".

أم رواد بركات من حاصبيا، تركز هذه الأيام على ان يكون غذاء العائلة "من السليقا على انواعها من طبخ ومعجنات السبانخ البرية وسلطة العنّي، للإستفادة ولو قليلا من غذاء طبيعي مئة في المئة"، واليوم خرجت وابنها وابنتها "للتمتع باشعة الشمس بعد اسبوع من الثلوج والأمطار الغزيرة وجيب شوية سليقا للغدا"، مؤكدة انها تعلمت قطاف السليقا من والدتها "بينما اليوم ما حدا بدو يتعلم يميز بين أنواع السليقا وأي نوع للأكل، أكثر من هيك ولادي صغار وبعمل كل جهدي لياكلوا من السليقا لأنها مغذية وطبيعية"، مشيرة الى ان اولادها "عندما يكبرون سيعرفون أهمية هذه المأكولات مقارنة بالمأكولات الجاهزة والخضار التي ترش بالأدوية والمواد الكيماوية لتنمو بسرعة".

اما أم محمد الخالد من الوزاني، فان قطاف السليقا طوال فصل الشتاء والربيع مهنة تعود عليها بمردود مادي تعين به زوجها على تأمين جزء من مصاريف العائلة، حيث تخرج كل يوم الى البرية "لقطاف السليقا وبيعها الى الأصحاب والمعارف وشو بيبقى معي بيكون غدا للعائلة"، مشيرة الى ان "سعر كيلو اي نوع من السليقا بين 1000 و3000، وكل ما زاد العشب بالأرض تراجع السعر، ولكن الحمدلله خير الأرض من خير السما".

 موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما
موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما


 موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما
موسم «السليقا».. خير الأرض من خير السما


تعليقات: