إعادة تأهيل وبناء <عين القرشة> عند المدخل الغربي لبلدة الماري

الماري:

تشهد بلدة الماري الحدودية ? قضاء حاصبيا هذه الأيام حركة انمائية ناشطة في المجالات كافة لم تعرفها البلدة منذ أمد بعيد، نتيجة الحرمان الرسمي من جهة، واحتلالها لأكثر من عقدين من قبل العدو الإسرائيلي، الذي ما زال يحتل قسماً من أراضيها الواقعة بمحاذاة الشطر الشمالي اللبناني من جارتها بلدة الغجر··

من يدخل البلدة اليوم يُلاحظ الورش المنتشرة عند مدخلها الغربي وفي أحيائها الداخلية، وهي تعمل كخلية نحل من أجل انجاز المشاريع المقررة، خاصة تلك المتعلقة بالبنية التحتية وبناء جدران دعم على جانبي الطرقات، وتجميلها بالأحجار <المكردسة> وغيرها من المشاريع الأخرى، التي تعود بالفائدة على كل أبناء البلدة··

وهذه المشاريع على أهميتها، ما كانت لترى النور لولا الجهود الجبارة التي بذلها ولا يزال مجلسها البلدي باشراف وتوجيه من رئيسه يوسف فياض، الذي أخذ على عاتقه، ومنذ اليوم الأول لتسلمه مهام البلدية، العمل بشكلٍ جدي ودؤوب لإنماء البلدة، من ضمن خطة شاملة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الأولويات والحاجيات الضرورية التي لا يُمكن تأجيلها خصوصاً تلك المتعلقة بخدمة المواطنين الحياتية والمعيشية·

<لـواء صيدا والجنوب> التقى رئيس البلدية فياض في مكتبه في دار البلدية محاطاً بعدد من أعضاء المجلس البلدي·· استعرض فياض المشاريع التي انجزتها البلدية خلال فترة زمنية قصيرة، وبإمكانيات مادية متواضعة، فقال: عندما تسلمنا مهام البلدية وجدنا أنفسنا أمام كم من الاستحقاقات والصعوبات التي واجهتنا، بفعل الظروف الصعبة التي أحاطت بهذه البلدة لعقود مضت، إلا أن ذلك زادنا اصراراً على مواجهة كل المعوقات بعزم وإرادة قوية، وبتضامن وانسجام تام بين كافة أعضاء المجلس بعيداً عن <الحزازيات> والحسابات الشخصية والحزبية الضيقة، وهدفنا الأول والأخير خدمة أهلنا، فكان لا بد من وضع خطة انمائية تنموية شاملة من شأنها النهوض بالبلدة على مراحل، خاصة تلك المتعلقة بتأمين مياه الشفة والصرف الصحي، وتوسيع الطريق الرئيسي لمدخل البلدة، والشوارع الداخلية وتعبيدها بالأسفلت، وهنا لا بد من توجيه كلمة شكر وتقدير الى وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، على ما أبداه من تجاوب لمساعدتنا في تعبيد العديد من الطرقات بعد زيارته الأخيرة الى المنطقة·

وأضاف: لقد قامت البلدية بتوسيع العديد من الطرقات، وبناء جدران دعم على جانبيها وتجميلها بالحجر <المكردس>، وانارة شوارع البلدة، وابعاد الظلمة عنها، ومعالجة مشكلة النفايات المنزلية بصورة مؤقتة، على أمل أن نجد حلاً جذرياً لهذه المشكلة من خلال مشروع نعمل عليه في <اتحاد بلديات العرقوب> لتأمين معمل لفرز ومعالجة النفايات في المنطقة·

وتابع: هذه المشاريع ورغم أهميتها، لكن يبقى المشروع الأهم الذي تمكنت البلدية من انجازه، هو بناء قناة لري الأراضي الزراعية في سهل الماري، وهذا المشروع كان بمثابة حلم، وقد تحقق بالنسبة لأبناء البلدة الذين بغالبيتهم يعتمدون في معيشتهم على الزراعة، ويبلغ طول هذه القناة حوالى 14 كلم تنطلق من نقطة سد الماري شمالاً حتى حدود بلدة المجيدية غرباً، وهي مكشوفة وتستوعب 300م3 بالثانية، ويتفرع منها عشرات المسارب، تنقل قسماً من مياه الحاصباني الى الحقول الزراعية خلال فصل الربيع، والى جانب هذه القناة، التي تجف مياهها مع مطلع الصيف بالتزامن مع جفاف نهر الحاصباني، انجز مشروع آخر لتأمين مياه بديلة لري السهل خلال فصلي الصيف والخريف، وهو مشروع مموّل من الاتحاد الأوروبي عبر <مجلس الإنماء والإعمار> و<صندوق التنمية الإجتماعية> بكلفة حوالى 410 آلاف يورو، ويشمل مد قسطل مياه بقطر 27 سم وبطول 5 كلم انطلاقاً من بئر تم حفره عند نقطة معروفة بالشاغورية الى الشرق من بلدة ابل السقي وحتى سد الماري، ليصب بقناة الري الأولى التي تنطلق من السد الى السهل، كذلك تم انشاء بئر مدفون بعمق 3 أمتار وعرض 6 أمتار وطول 16 متراً، تخزن فيه المياه، ويتبع له منهل صخري ضمن حديقة عامة لتأمين حاجة الحقول المجاورة من المياه، والى جانب ذلك عملت البلدية على إعادة تأهيل وبناء <عين القرشة> عند المدخل الغربي للبلدة، والاستفادة من مياهها كي لا تبقى تذهب هدراً·

ولفت الى <العلاقة المتينة مع قوات الطوارىء الدولية المنتشرة في المنطقة، وما تقدمه هذه القوات من مشاريع وخدمات من شأنها أن تدعم صمود الأهالي وتشبثهم بأرضهم>·

وختم فياض متمنياً على <جميع المسؤولين في الدولة ومؤسساتها الانمائية والخدماتية بإيلاء المنطقة الحدودية بشكل عام، وبلدة الماري بشكل خاص اهتماماً خاصاً للتعويض عما لحق بها من اهمال وحرمان لعقود من الزمن.

بناء قناة لري الأراضي الزراعية في سهل الماري

رئيس بلدية الماري يوسف فياض