سرّ تطهير أهل البيت عليهم السلام‎


سر تطهير الله عز وجل لأهل البيت عليهم السلام

..

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين.

ما تقرأونه هنا، لم نقرأه في كتاب، أو نسمعه في مناظرة، أو نستلهمه من محاضرة أو أوحي لنا من وراء حجاب. إن طاب وساغ لكم، فالدعاء هو ما نرغب ونطلب نشركم لهذا الكلام السر بسخاء. وإن لم يطب لكم فدعائكم هو ما نرغب بالطلب من الله عز وجل بعدم وقوعونا في البلاء.

بداية، لا بد لكم أن تعلموا إن سر تطهير الله عز وجل لأهل البيت عليهم السلام هو سر إستمرار ذرية نبي طاهر في صلب إمام طاهر. لقد شاء الله أن تستمر ذرية نبي الهدى محمد (ص) من خلال حبيب الله ووصي نبي الهدى إمام المتقين علي عليه السلام. وبهذا مهّد الماكر الرحيم بطهر ذرية الرسول الأمين بطهر صلب من أحبه الله ورسوله وحب الله ورسوله تمهيداً إلى خلافة رسول الله في غيابه.

تصوّروا أن الله في حياة الرسول الأكرم لم يسمح لأحد من البشر أن يبلّغ سورة التوبة عن رسول الله إلا من أحبه الله ورسوله وأحب الله ورسوله، ألا وهو علي عليه السلام. فما بالكم يا أحبة بحمل الرسالة بعد وفاة رسول الهدى!؟

الشيطان الرجيم ألذي أغوى ووسوس لنبينا آدم عليه السلام بفعل ما أمره الله بالنهي عن فعله، في لحظة حرجة من تاريخ الأمة (غسل جسد رسول الأمة) وسوس لمعاصري وصحابة الرسول (ص) بإنّهم أحق بخلافة رسول الهدى من ولي كل مؤمن ومؤمنة، علي عليه السلام بشهادة رسول الله (ص) وكان ما كان في تاريخنا الغابر الحاضر.

السر يحتوي في جوهره على قرائن ثلاث:

أولاً: سر الألوهية

ثانياً: سر النبوة

ثالثاً: وسر الولاية

الله سبحانه وتعالى في محاورة أبليس إختار بشر صبغت صفاتهم الإنسانية بربانية طاهرة. من آدم إلى محمد عليهما الصلاة والسلام نرى أن إبراهيم كان خليلاً لله بينما موسى كان كليم الله، وعيسى الرباني كان روح الله عليهم سلا الله أجمعين، وكلٌ في قومه. بينما محمّد (ص) كان رسول الله إلى الإنسانية جمعاء. هذا التلاقي الروحي بين الله وعباده من الأنبياء هو سر إلهي بإن الروح آلتي يأنس بها جسدنا وتعطيه طاقة الحياة هي من روح الله وبها يتكامل الإنسان البشري مع الله سبحانه وتعالى.

وبما أن ظروف حياة الإنسان تتحرك ضمن قوانين الحياة الطبيعية بإستثناء الوحي الإلهي، فإن ظروف الحياة الخاصة التي مرّ بها نبينا محمد (ص) كانت خاضعة لقوانين الطبيعة. معجزة نبوته لم تكن في سيطرته والتحكم في جوارحه أو إستثناءات جسدية بشرية كما حصل لزكريا أو لعيسى والطاهرة مريم عليهم السلام. معجزة محمّد كانت الكلمة، القرآن الكريم. وبهذا رسولنا عاش حياة طبيعية كباقي البشر، يأكل ويشرب وينام ويستيقظ. فكان لا بد من أن قوانين الطبيعة تجري عليه كما تجري على بقية البشر. صلوات ربي عليه كان إربعينياً عندما أتاه الوحي وزوجه الطاهرة خديجة الكبرى أصبحت يائسة من الحمل في سن متأخر. إحتراماً للمرأة في ذاك المجتمع الذكوري وبحكمة إلهية توجيهية كان لا بد أن تستمر ذرية محمّد (ص) من خلال إبنته الطاهرة، فاطمة الزهراء عليها السلام وأبن عمها باب مدينة علم الكلام، أي مفتاح معجزة رسول الله (الكلمة - القرآن) في يد من أحبه الله وأحب الله، علي عليه السلام.

السر يكمن بإن الله تقديراً لرسوله الأكرم ولجعل الطهر كله في بيت النبوة بإعجاز وقدرة إلهية جعل طهر ذرية محمد (ص) في صلب علي عليه السلام. إذن السر هو أن لإستمرار ذرية الطاهر محمّد (ص) كان لا بد من الرعاية الإلهية بجعل صلب علي عليه السلام مطهراً من الله سبحانه وتعالى. وبهذا بارك الله أهل البيت بأن جعلهم مطهرين من كل رجس.

"إنما يريد الله ليذهب الرجس عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيراً"

هذا التطهير من الرجس حمل بين طياته السر القرينة الثانية، إلا وهو سر النبوة.

ما كان لرسول إلا وترك وراءه خليفه ووصي. أنبياء الله جميعاً، منهم من شاء الله له ترك خليفة في أهله، والنبي عليه الصلاة والسلام إحتراماً لم تكن ليس بالإستثناء. لقد فعل وترك لنا الكثير من الوصايا والأحاديث بفضل علي عليه السلام بتولّي الخلافة من بعد رسول الله.

سر الولاية

الجميل في رسالة محمد (ص)، أنه ترك لنا جزء يسير من أحاديثه بحق علي عليه السلام بالخلافة والولاية من بعده. كمثل:

من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من ولاه وعادي من عاداه.

علي مع ألحق أينما دار

لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق

علي مني وأنا من علي

غداً لأعطي الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله

يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي من بعدي

لم يكن لفاطمة كفؤ لو لم يخلق الله علي

علي أخي في الدنيا والأخرة

اعلم الأمة من بعدي علي

علي ولي كل مؤمن ومؤمنة.

هذة القرائن بل الدلائل على أحقية علي بالخلافة بعد رسول الله صممّت في السماء بيد حكيم جبار، أراد لهذا الإنسان أن يرى سوء عمله وأختياره.

يا أحبة، سر تطهير الله لأهل البيت الأطهار هو التمهيد الإلهي لولاية علي عليه السلام.

الولاية لعلي والشورى للأتباع.

والحمدلله رب العالمين

..

* بقلم: د. إبراهيم محمد خريس

تعليقات: