المرحوم حسن كامل خريس
قبل أربعة أعوام وفي السابع من شهر شباط تركَنا في رحلة لا نهاية لها ولا عودة منها.. كانت رحلة الصعود إلى السماء نزولا في الأرض وإختفاءً تحت التراب ..
كنت أحبه وكان يحبني ... كنا أكثر من إخوة .... لم أعرف " بعد رحيله " أحدا مثله ولم يستطع أحدا بعده ملىء فراغه...حين تهاجمني هموم الحياة أهرب إلى قبره ... أشكو له ...أبكيه.
صار لك أربع سنوات في الغياب وكأنك لم ترتحل في تلك الليلة كنجمة المساء البعيدة، فقد ظلت نجمتك على حالها يا حسن، قريبة منا رغم بعدك عنا..أربع سنوات مضت وما رحلت لأنك مثل الحب تلازمنا في القلب، ومثل الشمس تتوهج احمرارا، وكنت كما يقال في لغتنا العامية "دينمو حارتنا". لم تكن من الذين ينسون لننساك حينما فاجأك القدر، فقد عرفناك أباً للذاكرة.
أقرأ هذه الساعات فاتحة الوفاء والحب على روحك المرحة دوما ونبل الشهامة فيك وبساطة العامل الجنوبي الطيب، يا صديقي ،يا أبا علي ..فقد كنت تخدم أهلك وأصحابك بكل ما ملكت من قدرة وطاقة.
إشتقت لك يا صاحبي ....
إشتقت أكلمك,أمازحك,أشكو لك وتشكو لي...
إشتقت للمّتك الحلوة, لسهرتك,ملاقاتي لك وملاقاتك لي...
ولكن عزائي في ولدك علي فكلما زادني الشوق لرؤيتك نظرت في وجهه فأراك فيه.
أبا علي سنظل جميعاً نتذكرك, فمثلك لا ينسى , ولكن عزاءنا لأنفسنا أنك انتقلت إلى خير جوار , ومن دنيا فانيه إلى آخرة باقية .
رحمك الله واسكنك فسيح جناته ,كلنا على هذه الطريق, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(الحاج عباس غريب)
تعليقات: