لا زالوا في الليل يقتلون
شكري بلعيد، من سجون بورقيبة الى سجون بن علي ،
الى قائد في ثورة تونس ،
الى شهيد كان يجب ان يموت كي يحكم الظلام.
عندما كانت سهى بشارة تخطط لقتل رأس عملاء العدو ، كان هناك من يخطط لقتل القائد الشيوعي المناضل مهدي عامل
احمد عطية ابن بلدة الخيام : اعدام ، التهمة مكافح مقاوم
واحد منهم......... ميشال
قف مكانك ، ارفع يديك ، ، انزع نظارتيك عن وجهك ، وهاتنا بكل اوراقك ودفاترك وكتبك ...وقعت اخيرا ، وقعت!
انت هو الراس المطلوب
( وقت اسود يدور، وسلاح اسود يدور ، وكلام اسود يدور ويدور، وتبتدئ المحكمة )
- اسمك
*ميشال واكد
- ماذا عن حبك للوطن؟
* عظيم وكبير
- والمقاومة ؟
* يتحرك افرادها مع دقات قلبي وفي انفاسي
- والضاحية ؟
* انا مؤذنها مع بداية كل فجر: حي على النضال ، حيّ على الكفاح ، حيّ على خير العمل
- والعمال ؟
* احب تعب ايديهم ، احب سواعدهم والعرق ، اتالم لجوعهم ، ولا استطيع الا ان اغضب من اجلهم واقاتل
- والشباب ؟
* نحاول ان نرسم معا خارطة للوطن بحجم احلامنا
- وتحركاتك يوما بيوم ؟
* كنت اقول للدروب خذيني الى كل البيوت...اطرقها بابا ، بابا ، واقول لها : الوطن ...الوطن
- والفتاة التي احببتها؟
* كنت اوشوشها : الارض حبيبتي وعشيقتي ، لها مني القلب والذراعين والعيون ، ولها مني دمي
- والمعلمين والتلامذة ؟
* كنت اقول لهم ارفعوا اقلامكم ، وكتبكم ، اصواتكم ، وايديكم ، وصوبوا جيدا،جيدا...
- والدفلى والنعناع ؟
* والزعتر والزيتون والتين والليمون والتبغ والصخروالشفق والندى وكل مياه الانهر والسواقي...كنت انسق معهم كي لا يمر الغزاة
- اذن مت
* عاش الوطن
تقول الحكاية والتاريخ شاهد : ان عيني ميشال لم تنم ، وهي ابدا تلاحق الجلاد كي تقهره ، وان يديه لم تزل مرتفعة خضراء في قبرها ، ترفض السقوط قبل ان تقطف الشمس للوطن
شكري بلعيد
تعليقات: