الجيل الرابع يرى النور في نيسان في قطاع الاتصالات الخلوية في لبنان

نصف الهواتف العاملة على شبكة الخلوي هي أجهزة ذكية (مروان بو حيدر)
نصف الهواتف العاملة على شبكة الخلوي هي أجهزة ذكية (مروان بو حيدر)




سرعة إنترنت قياسية عبر شبكة الخلوي دون اتصالات صوتية

..

يُبحر قطاع الاتصالات الخلوية في لبنان في تجربة حديثة اسمها «الجيل الرابع». مع إطلاق هذه التكنولوجيا التي توفّر سرعة إنترنت قياسية مقارنة بالسائد، في نيسان المقبل، يُعلّق المستخدمون آمالاً جديدة بموازاة آمال لا تزال معلقة على الجيل الثالث

يقفز عدد مستخدمي الإنترنت عبر شبكة الهاتف الخلوي في لبنان على نحو ملحوظ منذ تقديم خدمة الجيل الثالث (3G) في عام 2011. معدّل نموّهم يُقارب 60 مشتركاً شهرياً، ويقترب العدد من 1.3 مليون مشترك. بالتوازي مع هذا الطلب، تُقبل البلاد على تكنولوجيا أكثر حداثة في هذا المجال. لا تدعم المكالمات الصوتية، لكنها توفّر خدمة إنترنت بسرعة تصل إلى 40Mb/s.

إنّها شبكة الجيل الرابع (4G)، أو ما يُسمّى تقنياً «Long Term Evolution» – أي التطوّر على المدى الطويل – التي يبدأ نشرها تدريجاً في بيروت ومن المفترض انطلاق خدمتها التجارية بعد شهرين.

يُمكن «تذوّق» السرعة التي توفّرها التقنية الجديدة على الشبكة العنكبوتيّة في منصّة تفاعليّة تابعة لشركة «Alfa» – إحدى الشركتين المشغلتين لقطاع الخلوي في لبنان – في مجمع «ABC» في منطقة الأشرفية. هناك، قدّمت الشركة أمس عرضاً عن التقنية الجديدة بحضور وزير الاتصالات نقولا صحناوي.

أوضح الوزير أنّه بنهاية شباط الحالي ستبدأ مرحلة تجريبية تشمل 200 طالب (جامعي) و200 اختصاصي «يُختارون لتجربة الجيل الرابع، تمهيداً لإطلاق الخدمة تجارياً في بيروت الإدارية في نيسان المقبل».

صحيح أنّ المستهلكين في لبنان لم يقطفوا بعد الثمار الكاملة من الجيل الثالث، وحتّى العديد منهم يحملون أجهزةً لا تتمتع بتقنية «LTE»، ويُرمز إليها بالجيل الرابع. وبحسب إيضاحات رئيس مجلس الإدارة، المدير العام، في «Alfa»، مروان الحايك، فإنّ 25 ألف مشترك فقط على شبكة هذه الشركة يحملون هواتف ذكية بتقنية «LTE». هذا يعني أن نسبتهم لا تتجاوز 1.5% من إجمالي المشتركين لدى هذه الشركة. «لكنّ هذا الأمر سيتغيّر مع الوقت».

غير أنّ الهدف من الجيل الرابع حتّى الآن يبقى لتلبية اتصال سريع بالإنترنت بسرعة تراوح بين 30Mb/s و40Mb/s، مع تسجيل سرعة مختبرية تصل إلى 100Mb/s، وليس للاتصالات الصوتية.

فحتّى الآن تنحصر الإفادة من التقنية الجديدة بالداتا، ليس في لبنان فقط بل عالمياً. ووفقاً لإيضاحات التقنيّين في «Alfa»، فإنّ جهوداً تُبذل لتوفير الاتصالات الصوتية مع تشغيل الجيل الرابع على الأجهزة عبر خيار يُسمّى «Fall Back» ــ أو التراجع ــ إلى الجيل الثالث. وحتّى في البلدان المتقدّمة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُعمل على توفير تلك الاتصالات مباشرة على شبكة «LTE».

ويبلغ عدد مشتركي الداتا في هذه الشركة 700 ألف مشترك من أصل 1.8 مليون مشترك إجمالي على هذه الشبكة. مع العلم أنّ 50% من الأجهزة الخلوية العاملة على تلك الشبكة هي أجهزة ذكية (Smartphones) تتمتّع بخاصية دعم الجيل الثالث.

وتُشغّل «Alfa» التابعة لشركة «Orascom» شبكة الاتصالات «Mic1» التابعة للدولة اللبنانية، فيما تُشغّل «Touch» التابعة لشركة «زين» شبكة «Mic2».

لكن أليس من المفترض الانتظار لكي يكتمل مخطط تحسين الجودة على شبكتي الجيلين الثاني والثالث قبل حتّى التفكير بالرابع؟

يؤكّد مروان الحايك لـ«الأخبار» أنّ «نوعية تغطية شبكة الاتصالات الخلوية في لبنان تحسّنت على نحو ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، مع العلم أنّ إجراء التحسينات عملية مستمرّة ولا تنتهي». ويُشير إلى أنّ معدّل المكالمات الفاشلة (Dropped Calls) تراجع بنسبة 15% خلال الآونة الأخيرة مع تعزيز نشر الهوائيات ومحطات التقوية. وقد سجّلت الشركة أخيراً معدّلاً دون 0.5% في منطقة بيروت (يتفاوت هذا المعدّل كثيراً بين الأرياف والمدن في كلّ دول العالم، نظراً إلى تركّز الاستثمارات في المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية).

ووفقاً لنقولا صحناوي، فإنّ تقديم خدمة الجيل الرابع يمضي جنباً إلى جنب مع تمتين تقنية الجيل الثالث، كما يحدث في جميع بلدان العالم. «وفي المبدأ من المفترض أن نجهز من مخطط تحسين الجودة بين بداية أيار ونهاية حزيران المقبلين».

ويؤكّد الوزير أنّ تقنيّة الجيل الرابع ستفيد أساساً المستخدمين الذين يحتاجون سعات كبيرة في عملهم على شبكة الإنترنت (Heavy Users) أكان ذلك عبر الأدوات التي توفّر اتصالاً بالإنترنت باستخدام شرائح الهاتف الخلوي (SIM) – وتُسمّى تلك الأدوات «Dongles» والعديد يستخدومنها حالياً للاتصال بالإنترنت عبر تقنية الجيل الثالث – أو عبر وضع الشرائح مباشرة في الحواسيب اللوحية (Tablets) والهواتف الذكية التي تتمع بتقنية «LTE».

أما على صعيد الأسعار، فيوضح الحايك أنّها ستكون قريبة جداً من تلك المتوافرة حالياً للـ«3G».

يُشار هنا إلى أنّ هناك توجّهاً من وزارة الاتصالات لخفض أسعار الإنترنت عبر الجيل الثالث غير أنّ الشركتين تطلبان التريّث قليلاً، بحجّة أنّ خفض الأسعار سيرفع الطلب على نحو كبير وقد يؤذي الجهود التي بُذلت خلال فترة العام الماضي للوصول إلى شبكة مستقرّة.

على أي حال تتمتع «Alfa» حالياً بـ20 محطّة إرسال خاصّة بتقنية الجيل الرابع – نُشرت بموازاة نشر شبكة الجيل الثالث – وتنشر 20 محطة جديدة تحضيراً للوصول إلى 70 محطّة في المدى القريب و100 محطّة في المدى المتوسط لمنطقة بيروت بمجملها.

اللافت في هذا الحدث أنّه يجعل لبنان البلد رقم 52 عالمياً الذي يُطلق هذه التكنولوجيا وبين القلائل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ إلى جانب قطر، الإمارات والسعودية.

وتُخطّط «Alfa» للانطلاق بجاهزية لتلبية 100 ألف مشترك في خدمة الجيل الرابع، على أن يُنتقَل تدريجاً إلى 200 مشترك، وصولاً إلى قدرة استيعاب 500 ألف مشترك.

تعليقات: