أبطال الخطف 37.. ومعروفون بالأسماء

مسلح ملثم أمس في عبرا عقب الاستنفار العسكري الذي نفذه الشيخ أحمد الاسير وأنصاره.
مسلح ملثم أمس في عبرا عقب الاستنفار العسكري الذي نفذه الشيخ أحمد الاسير وأنصاره.


أبطال عصابات الخطف ال37

في وقت تنهمك فيه القوى السياسية في مشاريع قوانين الانتخاب والغرق في وحول المذاهب، تواصل عصابات الخطف والفتك بأعصاب اللبنانيين خلق حال من الهلع في صفوف العائلات، ولاسيما الميسورة منها التي اصبحت تخاف على اولادها عند توجههم الى المدارس او خروجهم من منازلهم.

ما حصل مع الطفل محمد نيبال عواضة ابن الـ12 ربيعاً في محلة وطى المصيطبة وخطفه من امام باب البناية التي يقطن فيها أبكى الآباء والامهات في بلد باتوا يخافون فيه على فلذات اكبادهم مع وجود سلطات امنية لا حول ولا قوة لها ما عدا بعض الانجازات التي حققتها في تحرير مخطوفين وتوقيف عدد من المتهمين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد.

وكان لهذه القوى انجاز قبل ايام عندما نجحت في توقيف متهمين من بلدة الشبريحا (صور) في خطف رجل الاعمال نجيب يوسف الذي "ولد" ثانية بعد الافراج عنه وخضوع اسرته لمطالب عصابة الخطف وحصولها على فدية.

مأساة الطفل عواضة وغيرها من مسلسلات الخطف دفعت عائلات عدة في بيروت والمناطق الى توفير حراسات امنية خاصة اثناء توجه اولادها الى المدارس تحسباً من الوقوع في ايدي عصابات الخطف.

من حسن حظ والدة عواضة انها فارقت الحياة قبل اعوام وقبل ان تتلقى هذا الخبر – الصدمة، كذلك جده رجل الاعمال الراحل جميل سعيد.

وفي معلومات لـ"النهار" انه فور تلقي الأب نبأ خطف نجله استقل سيارته وتوجه نحو محلة ضهر البيدر على طريق البقاع على أمل ان يعثر على السيارة التي خطفت محمد وهو في طريقه اجرى اكثر من اتصال مع الاجهزة الامنية.

خطف عواضة كان امس محور نقاش بين مرجع سياسي كبير وعدد من الضباط الذين أبلغوه بآخر الاجراءات والتحريات التي قاموا بها.

اهوال اعمال الخطف هذه دفعت المرجع الى القول أمام ثلة من الضباط والقضاة الى "ضرورة أخذ أقصى درجات الشدة ضد مافيا الخطف والقتل هذه".

وفي معلومات لـ"النهار" ان جهازاً أمنياً ناشطاً أعد تقريراً في الايام الاخيرة وسيرفعه الى الرؤساء الثلاثة والجهات الأمنية والقضائية والمعنية. ويفيد ان ابطال عصابات الخطف هذه عددهم 37 وهم معروفون بالاسماء وأين يتنقلون مع معرفة تامة لحركة تنقلاتهم بين منازلهم وأماكن أخرى.

ويبين ان هؤلاء يديرون غرف عملياتهم من أوكار خاصة لهم في بلداتهم ولها "فروع" في الضاحية الجنوبية وبيروت ويتعاونون مع شبان من اصحاب السوابق لقاء بدل مادي، وهم من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين. وتبقى المفارقة ان "عدوى" الخطف انتقلت الى بلدات الجنوب وخصوصاً في صور وضواحيها التي تعيش فيها نسبة لا بأس بها من رجال الاعمال والميسورين الذين يعملون في بلدان افريقية.

وطأة اعمال الخطف هذه تدفع المرجع السياسي الى ابلاغ ضابط رفيع المستوى: "الكيل طفح ولا بد من جبه هذه العصابات والقضاء على رؤوسها بعد استفحال نشاطها في أكثر من منطقة".

يتحمل اللبنانيون غلاء المعيشة وخلافات السياسيين، لكنهم بالطبع لن يتحملوا مشهد خطف أطفالهم. وهل من مسؤول أو مواطن عادي يستطيع مواجهة لوعة عائلة عواضة التي لا تزال تنتظر عودة "حمودي" الصغير

تعليقات: