الحاج أبو حسين علي قاسم غصن والحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)
(24 شباط / فبراير - الذكري 16 لوفاة والدي المرحوم الحاج علي قاسم غصن)
أتذكرك... وكيف لي أن أنساك،
اتذكرك... رغم سنوات الفراق،
فراق الغربة عند سفرك عنا ،،
فراق التواصل عند عودتك إلينا،،
وفراق الموت،، حين أخذك منا،،
في الماضي لم أكن أفهم سبب صمتك شبه الدائم
ومقدرتك على العيش داخل فقاعة ،، تعزلك عن كل من حولك
مكتفياً،، قنوعاً،، راضياً
كانت يداك تترجم كل ما تراه عيناك
فتارة تقرأ كتاب،،
وتصمم أشياءً تارةً أخرى
أشياءٌ ما زال بعضها يعيش معي
كل ذلك كان يحدث،، داخل حدود فقاعتك
الآن،، والآن فقط فهمت سبب صمتك
فقد انكشفت حقيقة هذه الحياة أمامي
أيقنت أن كل ما كنت تقوم به ،، هو الهروب من الكلام
لإحساسك بالغربة عن محيطك،،
كان الصمت يملأ معظم وقتك،،
وفي الوقت المتبقي،، كان هنالك محاولات خجولة
لخرق جدار الصمت،، وكانت النتائج بقدر المحاولات
وأنا ،،، مثلك يا أبي،،،
اشعر بالغربة عن هذا الزمن،،
وربما تكون بداياتي في هذا المشوار ،، قبل بداياتك
فأنا ما زلت أعيش في الماضي
توقف الزمن عندي منذ تركت قريتي ،، وطفولتي،،
فالماضي بالنسبة لي،، هو الحياة التي أحيا بها
ومع رحيلك ،، ورحيل أمي ازداد حنيني للماضي ،،
الماضي الذي جمعني بكما،،
أحاول أحيانا أن أغمض عينيَّ لبعض الوقت،، علني اخترق الماضي وأغفو
على صوت أحاديثكما، حفيف الشجر، وهطول المطر
وحوار الراعي مع قطيعه أثناء عودتهم عند الغروب،،
وأغمض عينيَّ مرة أخرى ،، علني أشم
رائحة المازوت المنبعث من مواقدنا في الشتاء
رائحة التراب عند سقوط المطر،،،
رائحة الشجر والزهر،،
رائحة خبز جارتنا،،
أشكر الله على نعمه كلها ،، وبالأخص على نعمة التخيل،،
فبدونها ،، الا نستطيع أن نهرب من هذا الواقع الذي يبعدنا عن كل من نحب
أحبكما جداً،، وبنعمة التخيُّل ،، أنتم دائماً معي،،
أشتاق لكما دائماً،، وبنعمة التخيُّل،، أراكم أمامي،،
أصلي وأدعوا لكما ،، ربي امنحهما السعادة وأسكنهما جنتك،، وأرحمهما،،
ورغم ألم الفراق،، يقيني بأنكما في مكان أفضل من المكان الذي نعيش فيه.
أبي وأمي،، أنتما روح الحياة،،
تعليقات: