أين هربت يا غسان غصن.. الا ترى وتسمع؟

جميل ورائع هذا اللبنان الموحد الواعد، شباب وشابات، معلمون ومعلمات، موظفون في كل وزارات الدولة وموظفات، متعاقدون ومتقاعدون، كلهم خرجوا للتظاهر يدا بيد وساعدا بساعد وحنجرة تناغم حنجرة، الهدف واحد: تحسين شروط عيشهم الكريم، وتخفيف الضغط عن كاهلهم، وبناء وطن سليم معافى يشبه عيونهم وعطاءات ايديهم، وطن يرتدي احلامهم ويحارب بكل ما اوتي من قوة للتخلص من طائفية بغيظة بدات تنهش لحمه.

في وجه هذا الحراك الفاتن، في وجه هذا الجمال الخلاب، تحرك حيتان المال والفساد، اصحاب الدور والقصور والشركات والبنوك، المافيات المصبوغة، وواكبتهم قوى، غرفها السوداء مكشوفة للجميع، وسلطة استشرى فسادها في كل مفاصل الوطن.

الهجوم المدوي والبغيض ، على تعديل سلسلة الرتب التي تطالب بها هيئة التنسيق ، ياتي من وزراء او نواب هم اعضاء في هيئات اقتصادية ، تتنعم في نهب خيرات البلد : رئيس غرفة تجارة ، رئيس غرفة صناعة ، صاحب بنك ، متحدث باسم هيئات قابضة على عنق الناس والوطن ، او خبير اقتصادي مُوجَه خائف على اختلال اسس نظام متوحش فاسد .

عندما يتحرك الشعب ، عندما يتوحد خلف قيادة تنبعث من صفوفه ولا تملى عليه ، لن يستطيع احد ان يسلبه حقه ، وسينتزع مطالبه لا محالة من بطن غيلان المال ، ومن فم ذئاب السلطة

اين هربت يا غسان غصن الا ترى وتسمع .