المكان : الاونيسكو

الزمان : التالثة بعد ظهر اليوم - الخميس – 6-3-2013

كل الطرقات باتجاه الاونيسكو تعج بمسرعي الخطى ، مجموعات ، مجموعات ، تحمل حماسها

انهم اساتذة لبنان وموظفوه ، الجباه عالية مرفوعة ، الايدي متشابكة ، والحناجر موحدة الهتاف ، العلم اللبناني يجول في كل ارجاء القاعة ، ، انه التوحد الوطني اللبناني في اجمل تجلياته ، الشعار واحد ، والمطالب واحدة ، والنبض واحد قوي يهز كل ارجاء المكان ليبلغ كل الوطن : السلسلة الان ، كل مطالبنا سننتزعها انتزاعا ، انها حقوقنا المسلوبة منذ اكثر من خمسة عشر عاما ، فكفى مماطلة وكفى رياءا وكفى تاجيلا بعد تاجيل

وزير التربية كان هنا، و ممثلوا القوى السياسية كانوا هناك ايضا، هنأوا الاساتذة بعيدهم ، و قدموا دعمهم مناكفة لبعضهم او خطابات رنانة ، اثارت سخط الحاضرين وغضبهم ، مئات الاصوات ارتفعت مقاطعة : لا نريدكم ، لانريد كلاما بل افعالا تفرض السلسلة الان الان . لا نريد اتهامكم بعضكم للبعض بالتقصير فكلكم مقصر، وكلكم طائفي حتى النخاع ، كفاكم مناورة ، انتم لا تريدون الا اصواتنا ، انتم لا تريدون الا مهلا لافراغ سلسلة رواتبنا من مضمونها ، فيكم المرابي ، وفيكم المنافق ، اين املاكنا البحرية ؟ اين نقابات عمالنا ؟ اين مداخيل مرافئنا ، من سرق مداخيلنا ، وفي اي جيوب اختفت او تبخرت ، اخرس هو الساكت اخرس...

كان الجو صاخبا ، صريحا ، ، ثوريا ، رائعا ، موحدا ، واعدا بلبنان جديد

الغضب واضح ، والتحديات كبيرة ، والهمم عالية كجبال لبنان ، الهمم قوية كصخوره .

مرحلة السبعينات تعربش بسرعة نحو الذاكرة ، ما اجمل النضال الديموقراطي وما ابهاه ، ما اجمل هذه المسيرات المتعددة التي وحدتها اوجاعها ، فتركت الخلافات المفتعلة خلفها ، وكنست من كل ساحات تحركها ، كل شحن طائفي بغيض ، بل داسته بقدميها ، ومشت نحو فجر جديد ، فجر يولد من هنا ، من رحم حركة مطلبية اجتماعية وطنية صادقة ، قادتها هيئة التنسيق النقابية

ان ضوءا ساطعا عارما يتقدم نحو كل بقاع وطننا ، اكثر اشراقا من مسالة رتب وسلاسل ، ضوءا يشع في كل مفاصل لبنان : ثمة وحدة وطنية تخترق الطوائف والعصبيات القاتلة ، ثمة لبنان جديد يتشكل

شكرا ايها الحراك الوطني الرائع النبيل شكرا.