اعذريني يا أمي فلن اشتري لك اليوم هدية
اعذريني يا أمي فلن اشتري لك اليوم هدية!! فانا ارفض هذا اليوم... استنكره...اشجبه، يوم واحد فقط؟
وهدية واحدة نقدمها ؟ لمن؟
للتي حملتنا قرب قلبها تسعة أشهر متواصلة، حمتنا بكل جوارحها، بردت لتدفئنا، جاعت لتطعمنا، فاضت علينا بكل هذا البحر من العطف والحنان، ذابت كالشمعة لتنير طريقنا في ظلمة الحياة، من منا لا يذكر ذلك الشعور بسريان الدفء بجسده في ساعات الفجر الأولى حين كانت يدها تمتد لتغطيه..آه يا له من شعور هل ما زلتم تشعرون به مثلي؟
اعذريني ثانية يا أمي فلن اشتري لك اليوم هدية بل أنا من يطلب منك الهدية!! حفنة تراب!! نعم حفنة تراب حيث داست قدميك...
لما لا؟
فهي قطعة من الجنة الم يقل سبحانه وتعالى "الجنة تحت أقدام الامهات" ما أكرمك، عطائك بلا حدود لا ينتهي وما ابخلنا نحن الابناء لنخصك بيوم واحد فقط في السنة ليكون عيدك، والله لو احتفلنا الدهر كله تكريماً لك لما اوفيناك قنطاراً من حقك. فعذراً من كل الامهات ارفض هذا اليوم....
امي:
جئتك ملطخا بذنوبي...
واطلب رضاك يا نور عيوني...
فسامحيني يا اغلى من روحي....
ما اتصور يومي من دونك....
العمر ما بيحلى الا بحضورك...
ادعي ربي ما يحرمني وجودك....
فانت لست ست الحبايب بل ست الخلائق.
تيسير نصرالله
تعليقات: