هيدا عندو،
وهيداك سمعنا عندو،
ويا حرام جاييه اللي ما بيتسمى،
والسايب شو كتران، بعدو صغير وجاييه...
من منا لا يعرف احدا قد ابتليَ ب "السايب"؟، هذه بالثدي، وهذا بالعظم، وآخرُ بالجلد. بجلسةٍ واحدة ولدقائق معدودةٍ فقط، تسمعُ هذه الكلمات عشرات المرات. حتى هذه اللحظة لم اذكر اسم المرض، وهكذا معظم الناس تخافُ التلفظَ باسمهِ.
تتهربُ الناس عن ذكر اسمهِ الحقيقي، لماذا؟؟؟ خوفٌ من الموت أم ماذا. وحشٌ كهذا، اليس من الافضل والمستحسن أو حتى الواجب ان نواجههُ، وكما في اي حرب، وقبل أي مواجهة، اليست الخطوة الاساس هي التعرفُ الى العدو، وبالنسبة لل "السايب" الا يجب ان تكونَ هذه بداية الطريقِ لمواجهتهِ من خلال فهمهِ والتعلمِ عنه؟؟
في مجتمعنا، يعرفُ الجميع من يعاني من "السايب" ، ومنذُ متى، وما نوع "السايب" الذي يعاني منه، واين أصابه، الا المريضُ نفسه، المصابُ ب "السايب"، لا يعرف، ولذلك اسبابٌ كثيرة. يفضلُ البعض عدم البوح بالحقيقةِ للمريض لانه وبحسبِ زعمهم، قد تتدمرُ معنوياته، وعندها يصعبُ علاجه، وخصوصاً اذا دخل مرحلة الاكتئاب، انا شخصيا من المعارضينَ لهذه الفكرة، لأنني قد بنيت قناعتي على أسس علم النفس الذي يقول: بعد المرور بمراحل متعددة، يتقبّل المريض وضعَهُ الصحي في النهاية، ويبدي رغبته بالعلاج.
لماذا لا يعرف مريض "السايب" انه يعاني منه؟؟ وكيف يعرف، وهو ليس مهيىء لهكذا أمر، أمرٌ يجهله، لو كان قد ثقّف نفسه عن هذا "السايب" لتعرف على عوارضه، ولوقى نفسه مبكرا، وبوعيه هذا لن يستطيع أحد الكذب عليه، ويستلم هو دفة علاجه بدلا من وصيه، وكيف لا وهو الادرى بنفسه.
الهدف الاساسي لي من كتابة هذه المقالة هو زيادة الوعي عن مرض السرطان، لأن اكتشاف السرطان بشكل مبكر قد يؤدي الى فرصة نجاح العلاج بشكل كبير.وكما يقال بأن مفتاح العلاج، هو الاكتشاف المبكر للسرطان.
المواجهة
فلتبدأ المواجهة...
بعد زيارة بسيطة لموقع منظمة الصحة العالمية مكتب لبنان على الانترنت نكتشف التالي: "السرطان هو السبب الثاني للوفاة في لبنان بعد امراض القلب والشرايين، حوالي 14% من شهادات الوفاة يسجل عليها ان السرطان هو السبب الاساسي في الوفاة".
بشرحٍ بسيط، يتألف جسم الإنسان من خلايا صغيرة، تنمو هذه الخلايا وتموت وفق نظام معين.عندما تفقد خلية واحدة السيطرة على نفسها وتبدأ بالانقسام الى ما لا نهايه عندها تتكون وتصبح كتلة وتسمى بالورم الحميد، وتعمد هذه الكتلة بنفسها لإنشاء شرايين لها، وتبدا بتغذية نفسها، عندها يزداد حجم الورم، ويقوم بالضغط على الأنسجة المجاورة ويتلفها، بعد فترة يستعمل الورم هذه الشرايين التى قام بتصنيعها سابقا للإنتشار الى جميع انحاء الجسم والان تسمى هذه المرحلة، بمرحلة الورم الخبيث او السرطان.
من أهم السرطانات واكثرها انتشارافي العالم هو سرطان الثدي للنساء، وأما الاكثر شيوعا في لبنان فهو سرطان الرئة، ومن السرطانات الاخرى المنتشرة سرطان عنق الرحم عند النساء، وسرطان البروستات والخصيتين عند الرجال، والعديدُ من سرطاناتِ الجلد.
باستعمالِ بعض الخطوات الصغيرة يممكنا ان نحمي انفسنا، ونقلل من مخاطر اصابتنا بمرض السرطان. واذ، لا سمح الله، أًصِبنا به، نستطيع اكتشافه مبكرا وان نتعالج تماما منه.
الوقاية
الوقاية خير من قنطار علاج، هذا هو العنصر الاساس في التخفيف من الاصابة بمرض السرطان. السرطان مرض اسبابه متعددة ولا يمكن حصرها، ولكن معظم المراجع الصحية تعتمد هذه الطرق للوقاية منه وتفاديه.
الاقلاع عن التدخين (لتخفيف نسبة الاصابة بسرطان الرئة)
تجنب التعرض الزائد لاشعة الشمس ( لتخفيف من نسبة الإصابة بسرطانات الجلد)
المحافظة على نظام غذائي متوازن ، بالإكثار من اكل الخضار والفاكه، والتقليل من اللحوم (لتخفيف من نسبة الاصابة بسرطان القولون)
ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن طبيعي
اجراء الفحوصات الذاتية بشكل دائم
أما بالنسبة للفحوصات الذاتية و كيفية القيام بها، يوجد العديد من المراجع على الانترنت، واهما بنظري باستعمال موقع اليوتيوب، الذي يؤمن التطبيق الفعلي لهذه الفحوصات.
لا يجب على كل شخص فحص نفسه لجميع انواع السرطان، لان انواع السرطانات المختلفة تصيب فئات عمرية محددة اكثر من غيرها، ومعرفة النوع الذي يصيب هذه الفئة العمرية مهم للقيام بالفحص الذاتي المطلوب، مع العلم بان اي نوع من انواع السرطان يمكن ان يصيب اية فئة عمرية كانت.
عوارض السرطان والخاتمة
سؤالٌ يطرح نفسه، كيف أتعرّف أنّي مُصابٌ بالسرطان؟؟ للسرطان أعراض خاصة بحسب نوعه، ومكان انتشاره، ولكن يوجد بعض الاعراض التي تشترك كثير من الأمراض الأخرى فيها معه والتي لا تعني بالضرورة الإصابة بمرض السرطان، وأهمها
التعب الدائم.
الهبوط المفاجئ في الوزن
الحمى
التغير في حالة الأمعاء: من امساك واسهال.
السعال المزمن: خصوصا مع البلغم المصاحب للدم مؤشرلسرطان الرئة.
الدم في البول مؤشر لسرطانات الجهاز البولي والبروستات.
عند ظهور اي من هذه العوارض يجب مراجعة الطبيب فوراً.
هدفي الاساس من كتابة هذه المقالة هوزيادة الوعي عن مرض السرطان، لأن اكتشاف السرطان بشكل مبكر قد يؤدي الى فرصة نجاح العلاج بشكل كبير. مفتاح العلاج، هو الاكتشاف المبكر للسرطان.
أما الفكرة الاهم لدي هي تغير الفكرة النمطية بان المصاب بالسرطان مصيره الموت، وهذا احد الاسباب لتلقيب السرطان ب "السايب" وذلك حتى نبعد فكرة باننا سنخسر هذا الشخص بسبب هذا المرض، بل سأقول لكم عكس ذلك، إن مريض السرطان يمكن ان يعيش حياة طبيعة، خلال وبعد شفائه من المرض كأي شخص اخر لم يصب بالمرض، هذا اذا لم تتحول حياته الى الافضل بعد هذه المعاناة، لانه بعدها سيتبع جميع اسس الوقاية التي تحسن حياة اي شخص.
في النهاية اتمنى ان تقوم بلدية الخيام بحملة للتعريف بمرض السرطان، وزيادة الوعي عنه، بالتعاون مع اخصائئين في هذا المجال، على الاقل بمحضرات للتعريف بالمرض وسبل الوقاية منه، وطريقة التعامل مع هؤلاء المرضى، لأنه "السايب" صاير كتران، وصار وقت نواجهه.
تعليقات: