نحن الذين سنبقى ... وإن طال ظلام الليل فإن حقنا سيبقى هو الأقوى ...

حالنا غريبٌ ومستنكر ...

فعلنا يجرُ ... واسمنا يجزمُ ...

وخبرنا الذي لكان يرفعُ ... واسمنا المرفوع ينصبُ ...

كل ما فينا غريبٌ ومنكرُ ...

الحوار يتراجع أمام بطش القوة ...

والعقل يغيب والعصا تتقدم ...

واليأس يكاد يغتال بقية الأمل ...

الأمانة تشكو غياب صناعها ...

والخيانة تتذمر من كثرة محترفيها ...

والنذالة والنفاق والفسوق والفجور عقاربٌ تتقدم ...

والليل والظلمة والخفافيش العمياء تتحكم ...

وصحائف البيض تسود ...

وسواد العبيد يتسيد ...

وكل غريبٍ في زماننا يتقدم ...

قطٌ يطهو، وحمارٌ يُستشار، وفيلٌ يرقص، وطاووسٌ يتواضع، وذئبٌ يُؤَمن، وثعلبٌ يصدق ...

أعاجيبٌ وغرائب في بلادنا تتوالدُ .., وفي بيوتنا تتكاثر ...

اللين ينهزم أمام العنف ...

والتشدد يسمو فوق الوسطية ...

والتطرف يتجاوز الاعتدال ...

والباطل يتطاول على الحق ...

والضعيف يستسلم لبغي اليأس ...

والقوي يطغى أمام هول القوة ...

والطاغية تغريه شياطين الأرض ...

والشيطان الأكبر يقهقه منتصراً ....

لا ضراط له نسمع ... ولا خوار منه يصدر ...

لا ... لا ... لا نظن أن حاله سيدوم ... أوأن متعته ستبقى ...

نعوذ بالله السمع العليم منه ... سيمضي وله ضراطٌ ... وسنبقى ...

صدقوني .... نحن الذين سنبقى ...

وإن طال ظلام الليل فإن حقنا سيبقى هو الأقوى ...