القراءة والمعرفة.. فتح لمدارك العقل وشعور بالأمان + PIX

أحمد عطية 9\4\2013 موقع خيامكم

افتتاح معرض الكتاب السنوي الحادي عشر لجمعية المبرات الخيرية - في الخيام

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

راعي حفلنا الأخ النائب د. علي فياض

أصحاب السعادة والفضيلة

الإخوة والاخوات الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يورقُ الكتابُ في كلّْ عام وفي أسبوع المطالعة، كما يورق الشجر في شهر نيسان ويثقلُ بالزهر وينعقدُ الكتابُ في العقل كما ينعقدُ الزهرُ ثمراً ويفوحُ الكتابُ بعطرِ العقلِ كما يُزهِرُ الليمون في أيامنا هذه..

إن الأنبياء عندما غيّروا فكر الإنسان، هكذا المصلحون لم يغيّروه بالمال بل غيّروه بالفكر.. فحركةٌ التاريخ أن يتغيّر الإنسان فكرياً حتى يتغيّر واقعياً .. ولن يُغيّر الله ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم، وهذا التغييرُ يبدأ من الفكر.. وإحدى الأدوات التي تحرّك الفكر وتوسّع آفاقه هي المطالعة.. والكتاب.. وما نراه اليوم في مجتمع العولمة من مراكز دراسات وأبحاث يتمُّ بدءاً ومن خلالها السيطرةُ على العالم.. يجعلنا كعالم شرقي أمام خيار واحد ألا وهو العودة إلى الفكر لكي يقودنا إلى الوعي .. وهذا الوعيُ أحدُ مفاتيحه الاساسية القراءةُ التي تفتح مدارك العقل لتصبح بعض العادات السليمة والحيّة جزءاً من اهتمام الشخص القارئ كممارسة الرياضة والحفاظ على التوازن الغذائي والصحي وغير ذلك...

ونحن في مؤسسات تربوية لا بد لنا أن نعمل كتربويين لجذب نظر تلامذتنا وطلابنا إلى الكتاب وتعويدهم عليه وإشعارهم بما توفّره القراءة والمعرفة من حسّ وشعور بالامان، إضافةً إلى أدب الحوةار والدفع إلى اللحاق بركب المتفوّقين في المستقبل.

إن معظم العلماء والمفكرين هم من بيوت كان لديها مكتباتٌ عارمةٌ بألوان الكتب وأنواعها التي فتحوا أعينهم عليها وهم أطفالٌ معها وعشقوا النظر إليها، لذلك علينا أن نجعل من المؤسسة مكاناً مشجّعاً على القراءة كما يشجّع على كافة النشاطات الرياضية التي يحبّها أكثر الأولاد مما يعوّدهم الثّقة بالنفس والإعتماد على الذات، ولنعلم أن القراءة تساهم في سدّ الإحتياجات العاطفية والرغبات المكبوتة، ويمكن أن تحول بين الولدِ والإضطرابات النفسية.

ولا بد من الإشارة إلى ان القراءة لكي تؤتي ثمارها يجب أن تكون قراءة يتبعها النقد والمقارنة لتؤسس للبناء الثقافي ولتعطي نزعة الإبتكار والإبداع.. ونشير أيضاً إلى أن القراءة تحتاج إلى الصبر ثمّ الرغبة ثمّ الحافز الذي ينشأ عنه الميل نحو الكتاب، وهذا ما ينبغي أن تتخلّق به النفس وهو نوعٌ من أنواع الجهاد إن قُصد به التقرّب إلى الله وطلبُ رضاه...

علينا وبمناسبة أسبوع المطالعة أن نعيد للقراءة نضارتها وحلاوتها، أن نقرأ ونروي للآخرين ما قرأنا.. ونستمع للآخرين باهتمام عمّا يقرأون.. ان نقرأ مقاطع من كتاب أو أسطر.. ونلفت إليها أنظار من حولنا.. فلنتعاهد بأن نخصّص وقتاً للقراءة كل يوم.. إنها احد مفاتيح العلم " ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة" كما ورد في الحديث.

والعالم لا يصبح عالماً إلاّ من خلال القراءة والإستكثار منها.. والتفكير في حروفها وكلماتها وروابطها وجمالياتها وطروحاتها ومدلولاتها وآفاقها... إنها الخيرُ والإستكثار منها استكثارٌ من الخير كما أن العمل خير.. ولكنّ العلم خيرٌ من العمل، وتكتمل الامور عندما يجتمع العلمُ مع العمل " فضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب..".

والعلم فريضةٌ.. وقد بدأ الوحي بكلمة " إقرأ" .. وطلبُه عبادة والإنفاق عليه صدقة.. وواجب علينا أن نبذُل الجهد والمال والوقت في سبيل كسب العلم ونشره والدعوة إليه والعمل به.. فعندما نشتري كتاباً نبتغي فيه ا لعلم النافع وتغذية العقل الذي هو أعزّ ما خلق الله فإنك تبتغي بذلك مرضاة لله عزّ وجلّ.

دورُنا أيها الأخوة والاخوات أن ننشئ أجيالا تشكّل لها القراءة أسلوب حياة لا أن يقتصر الأمر على الكتاب المدرسيّ فقط، علّنا نعيش ذلك الزمن الذي تتطبّع فيه علاقة التلميذ بالكتاب من خلال الأننشطة المدرسية.. وان نأخذ القراءة الجماعية ومناقشتها في حلقات تستثير الفكر فتفتح أبواب الماضي وتشرّع الخيال لاستشراف المستقبل.. في القراءة عوالم من السحر والجمال فتعالوا لنتخلّص من الرتابةونعيش آفاق هذا السحر وهذا الجمال ... ( إقرأ وربك الأكرم .. الذي علّم بالقلم.. علّم الإنسان ما لم يعلم).

* المربّي الأستاذ أحمد عطية (كلمة ألقيت في افتتاح معرض الكتاب السنوي الحادي عشر لجمعية المبرات الخيرية - في الخيام) ويستمر المعرض لغاية يوم السبت 13 نيسان 2013

ألبومات صور حفل افتتاح معرض الكتاب السنوي الحادي عشر لجمعية المبرات الخيرية - في الخيام

خبر ذات صلة "جمعية المبرات تقيم معرضها السنوي الحادي عشر للكتاب في الخيام"

افتتاح معرض الكتاب السنوي الحادي عشر لجمعية المبرات الخيرية - في الخيام