رئيس المجلس يتوقع فترة من «العجائب والغرائب»
رئيس المجلس يتوقع فترة من «العجائب والغرائب»
يتابع الرئيس نبيه بري، مسار الأحداث المتسارعة في الساحة المحلية، والمتصلة بشكل خاص بالاستحقاق الرئاسي، والتحركات التي تجري على غير صعيد، خصوصاً من الجانب الأكثري، الذي يبدو أنه بدأ وبحماسة، مرحلة الإعداد لهذا الاستحقاق بما يتوافق مع توجه هذا الفريق، على النحو الذي يوصل إلى السدة الرئاسية واحداً يكمل ثورته التي بدأت في ساحة البرج.
فاجتماع معراب عند سمير جعجع، لافت للانتباه من حيث زمانه وانعقاده أولاً، ومن حيث مكانه ثانياً، ولاسيما ان كل مسيحيي الاكثرية، من مرشحين وغير مرشحين، كانوا ضيوفاً لدى جعجع، وكأنه وحده صاحب الدار السياسي.. (هنا طرح سؤال من سيكون المرشح الفعلي والوحيد لفريق 14 آذار.. هل سيكون سمير جعجع؟).
لا كلام بالعمق لدى رئيس المجلس حيال اجتماع معراب، سوى اشارات الى ان من حق اي كان ان يجتمع، وان يتحضر لاي استحقاق، فكيف مع الاستحقاق الرئاسي. غير أن بري أورد ملاحظة مهمة، انطلق فيها بالاستفسار عن «معراب»، وما هي «معراب»، حتى وصل استنتاج أورده بطرافة: «معراب، يعني أنها مشتقة من عروبة، وعلى ما يبدو أن هذا فال خير.. منيح هالرجعة الى العروبة»؟
ولم يشأ بري الرد على ما اورده جعجع في معراب، حيث قال «إن رئيس المجلس سيرى أشياء جديدة إذا حاول أحدهم تعطيل الاستحقاق»، لكن بري حرص على إبداء موقف ذي دلالة، عندما وجه ما يمكن اعتباره نصيحة للجميع، ولسمير جعجع تحديداً، مفادها: لماذا لا تؤخذ رئاسة الجمهورية بثمن غالٍ جداً ومرتفع جداً، أي بالتوافق والوفاق بين اللبنانيين؟.. والأهم أن في قناعة بري، أن جعجع، هو أكثر من غيره، بل أكثر من كل الناس في حاجة إلى أن تسود أجواء توافقية ووفاقية في لبنان، بل إلى اجواء تنسي الناس كلهم، الحروب وويلات الحروب؟!
ويكرر بري أمام زواره التحذير من خطورة، حتى مجرد التفكير بعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية خلافاً للدستور، وبنصاب «النصف + 1»، فلا أحد ، أو أيا كان يستطيع ان يتحمل الخراب الذي قد ينجم عن هذه الخطوة القاتلة. ولذلك نقول بالثلثين، ولا بد من جلسة بنصاب الثلثين، وعلى أي حال، وهنا قال ممازحاً: نحن في موقفنا هذا وتمسكنا بنصاب الثلثين، لا نخترع شيئاً جديداً، بل جل ما نفعله هو أننا نأخذ برأي وموقف سمير جعجع الذي بدر عنه في العام ,1988 خلال الانتخابات الرئاسية في ذلك الوقت، يومها أصرّ على التوافق، وعلى نصاب الثلثين، ويومها سكر الطرقات امام النواب.. والكل يذكر ذلك.. وليراجع الصحف..
وكان اللافت في كلام رئيس المجلس أنه عاد وأقسم بأنه لو ملك في جيبه 84 نائباً، لا بل 85 نائباً، أي أقل من نصاب الثلثين بنائب واحد، لما أقدم على عقد جلسة وانتخاب رئيس للجمهورية من دون نصاب الثلثين. كما لو ان المعارضة ملكت هذه النسبة، لما سمح لها أبداً في أن تنتخب رئيساً بلا نصاب ثلثين. وقال حاسماً: جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في موعدها المقرر في 25 ايلول المقبل، وأقول بأن الجلسة لن تعقد الا بنصاب الثلثين، وأنا شخصياً لن أدخل الى القاعة العامة للمجلس النيابي، إلا بعد أن أتأكد أن النصاب قد اكتمل وفي القاعة 86 نائباً.
وفي هذا السياق يطرح بري سؤالاً برسم من يسعون في الفريق الأكثري لعقد جلسة بنصاب النصف +,1 عما إذا كانت ثمة سوابق قبل الطائف أو بعد الطائف، بعقد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بنصاب النصف +,1 بعد الطائف جرت ثلاثة انتخابات رئاسية، أولها للرئيس رينيه معوض، ثم الرئيس الياس الهراوي، ثم الرئيس اميل لحود، فبأي نصاب عقدت الجلسات.. بالثلثين.
وفي أي حال، يقول بري إنه «يتوقع خلال الفترة المقبلة عجائب وغرائب، وكلما اقتربنا من الاستحقاق ستزيد هذه الأمور وتتوالد، ولكن أقول إنه كلما « دقينا» على اللحام، كلما «فكفك».. ومهما حصل، ومهما قيل، فأنا مستمر في ما أنا فيه، وأنا متفائل، وليزعل من يزعل.. اغرب شيء أنهم يزعلون مني اذا كنت متفائلا، لقد احترنا معهم.. وهل ممنوع ان اتفاءل.. طيب فليزعلوا انا متفائل، لا بل انا متيقن من ان الاستحقاق الرئاسي سيحصل.. وبنصاب الثلثين.. وانا متأكد بان الامور في النهاية ستسير بشكل جيد..».
وعندما سئل بري، عما يحمله على هذا التأكيد، قال: لدي اطمئنان، بأن الأمور ستسير الى التوافق.. انا متيقن بان الامور ستسير بشكل جيد.. فأنا لدي ثقة، بأن هذا اللبناني، لن يفرّط ببلده ووطنه، ويتركه يذهب الى الخراب. ان المصلحة لا تكون ابداً بخراب البيت، وهنا لن يستفيد أحد، إن مصلحة الكل هي في الوحدة، والوحدة هي خدمة للكل، وحدة البلد خدمة للكل.. أنا مستمر في السعي لتحقيق هذه الوحدة، ولتقريب الناس من بعضها البعض. وانا واياهم والزمن طويل.
وحينما يسأل عن الموقف الأميركي، يجيب بسؤال: هل من مصلحة الاميركي وغير الاميركي ان يخرب لبنان؟
لا يعطي بري وزناً لما يجري ترويجه، لناحية انه تداول باسماء مرشحين وما الى ذلك، معتبراً أن ذلك من باب الحركشة والارباك لا أكثر، وقال متعجباً: أنا تداولت باسماء مرشحين. أنا لم ألفظ بعد اي اسم حتى الآن، لا بل لم الفظ ولو حرفاً واحداً من اسم مرشح.
وما تزال حكومة الوحدة الوطنية مطلباً وهدفاً أساسياً لرئيس المجلس، حتى ولو ضاق الوقت واقترب الاستحقاق، اذ انها تبقى عاملاً جامعاً وجسر عبور للاستحقاق على ارضية وفاقية. ويستغرب الدعوات التي تتوالى من الفريق الآخر بأن تؤجل حكومة الوحدة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية. ويقول: بعد الانتخابات، الأمر طبيعي جداً، سيكون هناك رئيس جمهورية جديد، وما تبقى من الحكومة الحالية سيذهب، وسيصار إلى استشارات ملزمة، تمهيداً لتشكيل الحكومة الجديدة.. والأهم من كل ذلك، أن بعد الانتخابات الرئاسية ستبدأ مرحلة جديدة، وزمن سياسي جديد!
رئيس المجلس مرتاح للقاء الذي جمعه مع القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، في عين التينة، أمس، فقد لمس اهتمامه بالتفاصيل، واستفساره عن مختلف الأمور، « لقد بدا مهتماً جداً، عكس حرصاً فرنسياً على السعي لبلوغ حل، لقد لمس بري من اللقاء انه ما تزال لدى فرنسا الرغبة في المساعدة. ومن هنا ربما ، يأتي إيفاد باران قبل موعد مجيئه الأصلي الذي كان مقرراً اول ايلول.
ما يجدر ذكره، أن اللقاء بين بري والقائم بالأعمال الفرنسي، لم يكن الاول، بل سبق والتقيا ثلاث مرات.. وأهم ما لاحظه بري، أن ثمة فارقاً جوهرياً بين باران وبين السفير الفرنسي الذي سبقه في لبنان برنار ايميه.
تعليقات: