نظر إليها من خلف حجاب. ها هي تقطف الوردة الجورية الحمراء التي كثيراً ما تمتع بالنظر إليها. أخيراً، لقد قرّرت بأن تقطفها وتقطف مثيلاتها.
بعد اليوم، لن تعود حديقة منزله كما كانت. لقد زيّنت هذة الوردة جمالها. لقد فكّر قبل قطافها بأن يطعّمها فلقد كان ليد والدته الطاهرة بركة زرع شجرتها.
عاد إلى كرسّيه الهزاز محاولاً أن يستجلب إلى مخيلته وجود أمه ولحظات زرعها لهذة الوردة. وبينما هو كذلك أقدمت زوجته بإتجاهه وبلطف خاطبته، حبيبي، "لقد قطفت وردة أمك المفضلة. الرجاء وضعها على قبرها عندما تزورها هذا الصباح. وسألحقك والأولاد لقراءة سورة الفاتحة عن روحها. الرجاء بعد الظهر خذني من منزل أهلي أريد أن أزور والدي فهو مصاب بوعكة صحية."
لم يقل كثيراً. تأملها وهي تعتني بتأديب الوردة وتوضيبها بأناقة بجعلها أجمل مما هي عليه.
أخذ الوردة من مكانها، قبّل زوجته قبلة شكر وذهب لزيارة قبر والدته. هناك قرأ الفاتحة. غسّل القبر ونظّفه ورتّب من حوله. قرأ القرآن مجدداً. من البعيد للناظر إليه إنه يتمتم وكأنه يتحادث مع والدته.
برهة من الزمن مرّت. ها هي وأولاده يتوجهون لقراءة الفاتحة عن روح أمه. كل ولد من أولادهما يحمل بيده وردة وهي تحمل الأكثر منها. وصلوا. نظرت بإتجاه القبر، عليه، حوله، يميناً، وشمالاً. إنها تبحث عن الوردة. كانت تعلم بحب الحجة والدته لهذة النوع من الورد. صمتت. ثم وجّهت أولادها للتقدم لقراءة الفاتحة عن روح جدتهم. قرأت هي الفاتحة ودّعت الحجة وتوجهوا جميعاً لزيارة بيت أبيها.
وصلت. هناك عانقت أمها. قبّلت يد والدها. في الجهة اليمنى كان هو هناك منتظراً لها. فرح قلبها لرؤيته. وكأنها تقول له كنت أبحث عنك. تلاقت روحهما بإبتسامة.
ذهبت للإطمئنان على والدتها في الغرفة المجاورة وهناك رأتها. إنها الوردة الجورية الحمراء تزيّن وسط الغرفة.
نعم، لقد فعلها. لقد أهدى الوردة إلى أمه بإهدائها إلى أمها. هناك وجدتها مع كلمات قصيرة:
"إلى الأم التي أنجبت وربّت مخلوقة طاهرة وعزيزة على قلبي."
نعم يا أحبتي،
لقد كرّم أمه بتكريم أمها.
..
* إبراهيم
تعليقات: