«أتمنى من سماحة السيد أن يعطيني فرصة للقائه لأنني أصبحت أخت شهيد». هكذا خاطبت شقيقة الشهيد الفتى زياد غندور وفد «حزب الله» الذي قدم التعازي أمس لعائلتي الشهيدين غندور وزياد قبلان، في وطى المصيطبة والظريف، باسم الأمين العام لـ «حزب الله».
وفد من «حزب الله» عزّى باسم امينه العام والتقى 14 آذار «صدفة».
وكان تقديم التعزية مناسبة لجمع وفد الحزب مع وزير الإعلام غازي العريضي ووفد من قوى 14 آذار. فقرابة الرابعة والنصف وصل العريضي الى منزل آل الغندور ليتبعه في الخامسة إلا ربعاً وفد قوى 14آذار الذي ضم النواب: عمار حوري، وائل أبو فاعور، سمير فرنجية وانطوان زهرا، النائبين السابقين كميل زيادة وفارس سعيد، الياس أبو عاصي، إدي أبي اللمع، ساسين ساسين، انطوان حداد، ميشال معوض، مروان صقر وانطوان ريشا.
وعلمت «الأخبار» أن الحزب التقدمي الاشتراكي بادر الى الاتصال بحلفائه لترتيب زيارة وفد مشترك من كل قوى 14 آذار وحرص على أن تتزامن الزيارة مع زيارة وفد «حزب الله» الذي وصل عند الخامسة، وضم: النائب أمين شري، الحاج عباس زهر الدين، الدكتور علي ضاهر والحاج أبو علي كحلول. وكان لافتاً حضور رئيس لجنة التنسيق والارتباط في «حزب الله» الحاج وفيق صفا في عداد الوفد، وهو ما عدّ اشارة الى أن الحزب «متجاوب الى أقصى الحدود في متابعة موضوع الجريمة حتى كشف كل ملابساتها، وهو يقدم كل التسهيلات لذلك»، بحسب مصدر في الوفد. وأبدى المصدر ارتياحه الى الأجواء «الايجابية جداً» التي أحاطت بالزيارتين، «من أهالي المنطقتين، ومن ذوي الشهيدين الذين حمّلونا تحياتهم الى الأمين العام باعتباره نصيراً للمظلومين، مؤكدين ارتياحهم الى متابعته اللصيقة لهذه القضية».
وأكد شري في كلمة في منزل آل الغندور أن «المأساة التي عشتموها أصابت كل منزل لبناني، لذلك نقدم أحر التعازي باسم سماحة الأمين العام الى آل الغندور والى أهالي وطى المصيطبة وأهالي بيروت وكل اللبنانيين». وقدّر «عالياً كل المواقف السياسية التي دعت الى الحفاظ على السلم الأهلي»، مؤكداً أنه «يجب أن يكون هناك دور للأجهزة الأمنية، وهي تقوم بهذا الدور حتى الآن، حتى يكون هناك كشف للقتلة، وأن يكونوا فعلاً أمام القضاء وتأخذ العدالة حقها».
ورد جميل الغندور عم الشهيد شاكراً السيد نصر الله «والد الشهيد المقاوم البطل هادي نصر الله»، مؤكداً «اننا ضد الفتنة والطائفية، ونتمنى منكم جميعاً التلاقي والوحدة الوطنية رأفة بالشعب اللبناني وبالأطفال وبأرض لبنان».
وتوجه وزير الاعلام «بالشكر الى الوفد الكريم الذي يمثل قيادة حزب الله. هذه الزيارة تأتي استكمالاً للموقف المشكور الذي صدر عن قيادة حزب الله بعد اكتشاف الجريمة المروعة، وبعد المواقف السياسية التي صدرت على مستوى قادة البلاد، وإذا كنت لست في حاجة لأذكّر بموقف الزعيم الوطني وليد جنبلاط، فأود أن أكرر الشكر والتقدير للموقف الذي صدر أيضاً عن دولة الرئيس نبيه بري، وعن عدد من نواب حركة أمل، وعائلة آل شمص». وأضاف: «أهم ما في هذه الزيارة وفي الكلام السياسي الذي صدر هو التأكيد على دور الدولة، العودة الى مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية، وهذا ما ينبغي أن ندفع باتجاهه جميعاً».
بعد ذلك توجه الوفد الى مركز «جيل المستقبل» في منطقة الظريف، لتعزية ذوي الشهيد قبلان، بعدما سبقه وفد 14 آذار الى هناك. وألقى الشيخ احمد درويش الكردي الذي حضر على رأس وفد ممثلاً مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني كلمة رأى فيها أنّ «للحادث الأخير وجهين، الأول محزن يتمثل بقتل الشابين قبلان وغندور، والثاني مفرح يتجلّى باجتماع شلّة عزيزة على قلبنا من السياسيين من كل الاتجاهات»، مشيراً إلى «حاجة الوطن إلى مصالحة وطنية عامة قبل الحديث عن حكومة وحدة وطنية».
وقدّم شرّي باسم نصر الله التعازي «لعائلة قبلان وللأكراد عموماً»، مشيراً إلى التضحيات العديدة التي قدمتها هذه الفئة من أجل لبنان. ورأى أنّ «ما يجمع اللبنانيين والأكراد هو نفس الحرمان والمصير والحقوق والواجبات»، مضيفاً «هذا دوركم أن تكونوا شهداء مظلومين في سبيل الوطن».
تعليقات: