مايا ترّو زعيمة برنامج استعراض سياسي لم يصل إلى المشاهدين كما يجب
للزميل إبرهيم الأمين معاييره: "برنامج الزعيم سيبدو أقوى لو لم يكن في رعاية رئيس الجمهورية". كل ما في الأمر ان الرئيس ميشال سليمان، حين افتتح الحلقة الأولى، أعطى البرنامج حجماً أكبر من حجمه. حضوره أضفى هيبة على تركيبة تلفزيونية ضعيفة.
مشتركان أبدى رئيس مجلس ادارة "الجديد"، تحسين خياط، استعداد المحطة لتحمّل مسؤوليتها تجاه مستقبلهما السياسي: مايا ترو ونيكولا هاروني. كان ذلك قبل اعلان النتيجة وفوز ترو بلقب "الزعيم". حضر خياط الحلقتين الأولى والأخيرة مثل "الامبراطور" صاحب الأرزاق. في الأولى جلس الى الرئيس سليمان، وفي الأخيرة جلس الى رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي. داليا أحمد، حين تحمّست، رأت في وجود دولته ضرورة لكل مؤمن بالتغيير! "ارتجالها" بدا مضحكاً. مثل بعض "اللطشات" اللاذعة التي تطاله في مقدمة النشرة الاخبارية. للضرورة أحكامها، علينا ان نتذكر ذلك.
لم "تشاغب" مريم البسام في الحلقة الأخيرة، أمس الأول، كثيراً. تركت زميلها ابرهيم الأمين يسجّل ملاحظاته وفق مفهومه للحرية ونظرته الى الآخر. ثم أطلّ فريق الـ"شي ان ان" يقدّم عرضاً سطحياً أمام رئيس الدولة والحضور الكريم. أغلب الظنّ ان البرنامج، حين أراد ان يبدو أقرب الى المُشاهد منه الى أجواء الطبقة السياسية، اعتمد سياسة حشو الوقت والتركيز بـ"الكوميديا". بدا الفريق، أمام خياط والبسام والرئيس، أشبه بمن يهزأ بالجمهور فيقدّم له ما هبّ ودبّ.
التابلو الراقص في الحلقة الأولى عاد يفتتح الحلقة الأخيرة. فليتكرر الـ"Show" الخالي من الابتكار كيفما يشاء، المهم ان أداء مايا تروّ تحسّن عما كان عليه سابقاً. تحسّن؟ ليست نكتة الـ "شي ان ان"، بل تقويم لجنة أعطتها 31 نقطة من أصل 40، على حضور يحضّ على النعاس، وكاريزما شبه منطفئة. دعك من الثقافة جانباً. هي في البرنامج شعارات رنانة حفظتها "الزعيمة" فأصابت بعض المعنيين بالذهول والدهشة. يا للهول حين يصبح المُشاهد متطلباً، فيما الشاشة تخدّره بالتمويه، تارة بفنانة تكسر جمود التقارير الطويلة المملة، فتعيد النبض الى حلقات رتيبة، وطوراً بفريق "كوميدي" معزز بفرقة راقصة! من المفترض في برنامج "ضخم" ألا يقلل من شأن نفسه هكذا. "الزعيم" فضفاض. وحدها اعلاناته ونبرة مقدّمته العالية تصوّره لنا فريداً من نوعه، لن يتكرر.
شعارها للانتخابات المقبلة: "تغيَّر لتغيِّر"، لكنها أمام ما أسمته داليا أحمد "مناظرة تلفزيونية"، بدت ترو، نسخة مكررة عن "زعماء" اليوم الذين تضيق بهم المنابر. مضحكة "المناظرة" أيضاً. المقدّمة تمدد الوقت على هواها. الدقيقة ما عادت تكفي لمشهد "الأكشن". لا بدّ من ان يتدخل"الكونترول" سريعاً. "نصّ" آخر يدعو للغرابة: هاروني يفنّد بعضاً من العناوين العريضة التي عوّمت برنامج ترو الانتخابي، فإذا بها تردّ كمن يتمترس خلف الجبهة ويترك عينيه تقدح شرراً! هي في النهائيات، واحدة من الخيارات السيئة. تأديتها المهمات المطلوبة لا تُعدّ انجازاً. لمسات طوني قهوجي الاخراجية حسّنت "نوعية" الصورة. "نوعية" المشتركين عامة، "فاسدة"، والتربة خصبة تتحمّل.
عادت إحدى "الزعيمات"، ميريام كلينك، ضيفة في الحلقة الأخيرة. جاءت محمَّلة بـ"تار" قديم على راغدة درغام، وقررت تصفية حساباتها. ايلي خوري واكب "الحدث"عبر الأقمار الصناعية من واشنطن. ملامح البعض تفضح التواطؤ. حسناً، ألم يكن لرأيكم تأثير في اختيار هكذا نماذج؟ لا يكفي ان يتهم الأمين ادارة البرنامج والمشتركين بالتشبّه بالطبقة السياسية الراهنة. فات الأوان، وشيء لن يتغيّر بجُمل تُرمى رفعاً للمسؤولية. يبقى التحدّي في أن يتمكن "الجديد" من إيصال "زعيمه" الى الندوة البرلمانية. هل سيسعى لفرضه على لوائح قوية، أم سيتركه يسقط "منفرداً" و"مستقلا"؟
تعليقات: