نهر الأولي.. مقاهٍ عائمة تُلامس رغبات الزبائن
تتبدّل الأيام وتبقى الذكريات، التي طبعت في ذاكرة مدينة صيدا، وإن أضيف عليها لمسات جمالية، تجعل من سحر المكان يزداد استقطاباً للرواد من مختلف المناطق اللبنانية...
نهر الأولي، لا يزال المكان الأكثر شعبية ورغبة من قبل أبناء مدينة صيدا والعديد من أبناء المناطق، الذين يجدون فيه المتنفس لقضاء أجمل الأوقات دون الاضطرار الى دفع تكلفة مرتفعة...
16 مقهى يتنافسون لتلبية رغبات الزبائن على قطعة للأرض يقدمها آل الحريري لأصحاب المقاهي بالمجان، كي تبقى المتنفس لأبناء المدينة وفي الوقت نفسه بهدف الحفاظ على الآداب العامة...
أما الجديد، فهي المقاهي العائمة فوق المياه التي ابتكر فكرتها البعض كي تلامس رغبات الزبائن بالجلوس فوق المياه مباشرة وعلى علو يحقق جمالية مزدوجة، فيما بقية المقاهي تسعى بدورها الى التكامل ما بين الخدمات والأسعار المدروسة...
«لـواء صيدا والجنوب» زار الاستراحات على نهر الأولي وعاد بهذه الانطباعات...
مقهى عائم
{ الجلوس فوق المياه، رغبة تمكّن صاحب أحد المقاهي عند نهر الأولي عماد النميري من تحقيقها للزبائن، حيث قام بتطوير المكان بأن يُصبح المقهى عائماً فوق المياه، حيث أدخل انشاءات جديدة.
وقال: بدأنا عملنا في المقهى عند نهر الأولي منذ 10 سنوات، وهذا العام قررنا أن يكون المقهى بشكل مختلف كلياً عن السابق، لذلك قمنا بإنشاءات جديدة لجعل الطاولات فوق مياه نهر الأولى وعلى ارتفاع يُمكن الزبائن من الاستمتاع بجمالية المكان، والهدف من ذلك أن نقدّم شيئاً مميّزاً يشجع السائحين على القدوم الى نهر الأولي ومدينة صيدا ولبنان، خصوصاً أن الناس ترغب بالجلوس في المقاهي على نهر الأولي لكونه يطل مباشرة على المياه، لذلك فإن الزبائن يرغبون بأن تكون الطاولات التي يجلسون عليها تطل مباشرة على النهر، ويفضّلون الجلوس على الطاولات التي لها مطل جميل مباشرة على المياه، لذلك قررنا هذا العام تنفيذ فكرة لاحت لنا منذ 3 سنوات، وهذه الفكرة أردناها على الشاطئ البحري لمدينة صيدا ولكن لم نستطع ذلك، حيث لم نستطع الحصول على موافقة الجهات المختصة، وكانت الفكرة عبارة عن مطاعم سياحية عند فرعنا على الكورنيش البحري على شكل 3 سفن كبيرة لتشجيع السياحة، ولكن لم نوفّق في تحقيق هذه الغاية، فاستعضنا عنها بنقل الفكرة الى نهر الأولي، خصوصاً أن أصحاب الأرض وهم آل الحريري يشجعونا على تقديم الخدمات الأفضل شرط الحفاظ على الآداب العامة، ولذلك استقدمت مهندساً نفذ ما تصورناه، حيث أصبح بإمكان 150 شخصاً من الجلوس بأمان على الدعامات الخشبية المجهزة التي تقدر وزنها بـ 7 أطنان وتستطيع تحمل 10 أطنان.
وعن مدى نجاح الفكرة قال: تمكّنا من خلال هذه الخطوة من لفت انتباه الزبائن وتشجيعهم على ارتياد المقهى، ونأمل أن يزداد عدد الزبائن خلال فصل الصيف لأن نهر الأولي يقصده الناس كونه المنفذ الوحيد لقرى أقليم الخروب وبيروت وصيدا وصولاً الى جزين، فهو أقرب نهر يستطيع الناس الجلوس فيه بالقرب من المياه مباشرة. ونحن نقدّم جميع أنواع الخدمات سواءً العصائر الطبيعية أم البوظة العربية والمشاوي على أنواعها وهناك بعض الزبائن يفضّلون جلب الأكل أو اللحومات النية أو المشوية والاكتفاء بالجلوس ونحن نرحّب بالجميع.
وختم النميري: بدأنا التحضيرات في شهر نيسان وطبعاً يزداد العدد تلقائياً مع تحسن حالة الطقس وقرب العطلة المدرسية، ولكننا ننصح الأولاد الصغار بعدم السباحة في النهر، ونحن قمنا بوضع بعض العوائق التي يستطيع الرواد من خلالها الامساك بها في حالة ارتفاع منسوب مياه النهر كي لا يسحبهم التيار، كما أن عيون العاملين في المقهى تبقى دائماً على الرواد.
مراعاة الأوضاع الاقتصادية
{ بدوره صاحب أحد المقاهي أحمد حجازي قال: المنطقة تعد متنفساً للمدينة، والاستراحات الموجودة تستقطب مختلف العائلات الراغبة بالجلوس عند نهر الأولى وخصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل الى ذروتها خلال فصل الصيف وفي فترة الظهيرة، والتحضيرات تبدأ في شهر نيسان من كل عام وفي أواخر شهر أيار تبدأ الحركة بشكلها الطبيعي.
وعن أسباب الاقبال من قبل الزبائن على مقهى دون آخر قال: كلما كان التعاطي مع الزبائن بشكل لائق والأسعار مقبولة، فإن ذلك يشجع الزبائن على المجيء بشكل دائم، حتى أن البعض يداوم يومياً في المقهى، ونحن نقدّم جميع الخدمات من مشروبات ساخنة أو باردة إضافة الى المناقيش على الصاج وطبعاً النرجيلة، وبعض العائلات تجلب طعامها ونحن نقدّم لها ما ترغب أو حتى نكتفي بتأجير الطاولات، حيث نراعي في اسعارنا الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس، ونرى حالياً الاقبال الكثيف من قبل السوريين، كون منطقة نهر الأولي تعد شعبية وأسعارها مدروسة، يستطيع الناس من خلالها قضاء أجمل الأوقات على نهر الأولي الذي يضم 16 استراحة، خصوصاً أن الأرض هي لآل الحريري ولا يتقاضون من المقاهي أي مقابل، ولكن الهدف هو الحفاظ على نظافة المكان ومنع المشروبات الروحية لتشجيع العائلات على المجيء إلى هذا المتنفس لأبناء المدينة والجوار، فنرى الاقبال غالباً خلال فترة المساء أو خلال عطلة الأسبوع، والزبائن يأتون من مختلف المناطق وخصوصاً من بيروت وصيدا.
{ أما الشاب السوري محمد عبد الرحمن الذي يعمل في أحد المقاهي، فقال: بدأت العمل في المقهى منذ شهر تقريباً، وأنا معتاد على هذا العمل ولديّ خبرة سابقة في نفس المجال، حيث عملت في مقاهٍ أخرى في الجنوب، ونحن نحرص على خدمة الزبائن وتقديم ما يحتاجون إليه حيث يحتاج الناس الى من يؤمّن لهم الخدمات بسرعة وبنوعية مميّزة.
تنوّع الزبائن
{ بدورهم الزبائن كانوا من مختلف المناطق، حيث قَدم محمد زعرور من عرسال لقضاء أجمل الأوقات مع طفلته، وقال: أعيش حالياً في بيروت وطبعاً بسبب الازدحام في العاصمة نفضّل قضاء الوقت على نهر الأولي، حيث برودة المكان والهواء العليل تجعلنا نقصد المكان باستمرار والاستمتاع بالهدوء بعيداً عن الازدحام وجو المدينة، وقد قدمت مع طفلتي تيا التي تفرح كثيراً بالأراجيح، فهذا المكان يؤمّن الترويح عن النفس لكل أفراد العائلة.
{ أما «أم عبد» الملا من الناعمة قالت: نأتي الى هنا لكي نروّح عن أنفسنا ونمضي أجمل الأوقات، وطبعاً الأوضاع هي التي تؤثر على نفسية الناس ولا تجعلها تخرج الى التنزه، ولكن تعوّدنا على هذه الأوضاع، ونحن نأتي الى مدينة صيدا وكذلك نذهب الى حديقة الصنائع وكورنيش المنارة في بيروت، وطبعاً الأوضاع الاقتصادية هي التي تجعل الناس تفضّل مكاناً على آخر، وهنا الأسعار شعبية تشجع الناس على قضاء وقت غير مكلف.
{ بدورها عالية كلاس من صيدا، قالت: نأتي دائماً الى نهر الأولي لأنه المكان المناسب لجلوس العائلات وخصوصاً الطبقات الفقيرة، فهنا يمكننا جلب المأكولات معنا والاكتفاء بالجلوس، وميزة هذا المكان أنه قريب من المياه والأطفال يمكنهم اللعب بالأراجيح بشكل مجاني إضافة الى أننا اعتدنا الجلوس لدى مقهى محدد كوننا ارتحنا الى الخدمة التي تقدّم.
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
نهر الأولي: ملاذ العائلات من مختلف المناطق اللبنانية
تعليقات: