محمد البوعزيزي

الى محمد البوعزيزي،

انا أخاطبك وأنت في عالم آخر.

يا محمد البوعزيزي عندما أشعلت النار في جسدك ، لم تكن تعلم أنّ هذه النار التي أكلت جسدك أيضاً طالت زعامات عربية وأحرقت مستقبلهم السياسي، ومنهم من قضى فيها. وفرح الشعب العربي واعتقد هذا الشعب المغلوب على أمره أنّ القدر قد ابتسم له بعد غياب طويل، وربما قال قائل يا نار كوني ربيعاً على الشعب العربي وسلام على البوعزيزي.

لكن هذا الربيع سرعان ما تحوّل الى هشيم ملتهب واشعل دول عربية عدّة ليحرق معه ألوف مؤلفة من البشر وكلّهم أبرياء قضوا في هذا الجحيم كما أنت، ولم تزل نار هذا الهشيم مستعرة حتى في بلدك تونس وفي بعض الدول العربية حتى يومنا هذا. ومن أكثر المتضررين من هذا المشهد هي سوريا.

فلنعد الى الوراء قليلاً، أي قبل موتك بدقائق عندما أقدمت تلك الشرطية على صفعك لسبب ما وكان ما كان وما تلى هذه الصفعة من أحداث مؤلمة تأثّر بها العالم العربي سلباً وكنت أنت الضّحية الأولى، وكان ذلك الزلزال المخيف الذي اجتاح دولا عدّة. والعرب سوف يظلّون هكذا من سيء الى أسوأ وهذا هو قدرهم وكأنّ لعنة الله قد حلّت عليهم الى أبد الآبدين وسوف يبقون على هامش النسيان الزمني لأجيال وأجيال. وعود على بدء نعم يا موت من سمّاك ربيعاً؟