مساعدات لا توقف المعاناة


رزان ومنى، نازحتان فلسطينيتان من سوريا الى مخيمات اللجوء الفلسطيني في الجنوب. هاتان الصبيتان اللتان تسكنان في منزل مستأجر مع عائلتهما في مخيم البرج الشمالي تعانيان مع اكثر من عشرين شخص آخر من مرض التلاسيميا المستفحل اصلا في هذا المخيم .

من هنا يضاف الى عبء نزوحهما تكاليف المعاينات الطبية والادوية، التي كانت مؤمنة لهما في مخيم اليرموك في سوريا .

رزان ومنى، هما مثال لمعاناة النزوح لاكثر من الف ومئتي عائلة فلسطينية نزحت من سوريا الى مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في ساحل صور (البرج الشمالي، الرشيدية، البص، الشبريحا، جل البحر والقاسمية).

تعيش غالبية الأسر، التي ارتفع عددها بشكل سريع حتى وصل الى نحو 500 عائلة في مخيم البرج الشمالي، لدى اقارب لها. بينما يجهد القسم المتبقي منها لتأمين بدلات الإيجار لمنازل صغيرة يدفعون مقابلها أكثر من مئتي دولار شهرياً.

يشير العاملون في ملف النازحين الفلسطينيين الى مخيمات المنطقة، إلى أن عملية الاستيعاب لا تزال تحت السيطرة، لكنها قابلة للانفجار في حال استمرار توافد أسر أخرى، لا سيما أن المخيمات والتجمعات تعاني من اكتظاظ سكاني وتكاد لا تتسع للقاطنين الأصليين فيها.

وبينما يشتكي النازحون من قلة الاهتمام والرعاية من جانب «وكالة الأونروا» التي اعتصموا امام مقرها في صور اكثر من مرة، مطالبين باحتضانهم ورعايتهم الصحية والاجتماعية، يسجل في المخيمات تحركات مستمرة لدعم اللاجئين على اكثر من مستوى سياسي واجتماعي وانساني.

وتؤكد مصادر الوكالة أن عدد العائلات المسجلة حتى نهار امس قارب الالف ومئتي عائلة. ويتوزعون على مخيمات وتجمعات اللاجئين في منطقة صور.

وفي ما يتعلق بالدعم الذي تقدمه لهؤلاء النازحين، توضح المصادرأنه تم تقديم مبلغ ستين الف ليرة لبنانية لكل فرد نازح، بالإضافة الى حصة تموينية بقيمة خمسة وعشرين دولارا متوقعة ان يحصل النازحون على دفعة ثانية من اجل رفع المعاناة عنهم.

وفي المجال الصحي والطبابة تؤكد المصادر نفسها أنه يتم التعاطي مع النازحين الفلسطينيين كما الفلسطينيون المقيمون في لبنان لناحية العلاج والاستشفاء والطبابة.

كذلك الأمر بالنسبة إلى موضوع التعليم، إذ يتلقى مئات التلامذة تعليمهم في مدارس «الاونروا».

ويلفت عضو القيادة السياسية في «حركة حماس» جهاد طه إلى أن الحركة ومن خلال العمل الاجتماعي فيها، تقف الى جانب هؤلاء النازحين، منذ قدومهم الى مخيمات المنطقة بشكل خاص ومخيمات لبنان بشكل عام، وقد صرفت الى الآن ما يقارب التسعمئة الف دولار، وهي عبارة عن مساعدات مادية مباشرة (مئة الف ليرة لبنانية لكل عائلة) ولوازم منزلية وسواها.

وأضاف أن «هناك مركز معونات في كل مخيم، يتولى متابعة قضية النازحين، ويقدم الحاجات الاساسية لهم، بما فيها بدلات الايجار للحالات الصعبة».

ويؤكد مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيمات صور غازي كيلاني ان اللجان تتابع قضية النازحين بشكل متواصل واحصــــت الى الآن قدوم الف ومئة وسبعين عائلة الى مخيمات الساحل .

ويضيف ان «منظمة التحرير الفلسطينية قدمت خمسين دولارا لكل عائلة نازحة الى المخيمات».



تعليقات: