فادي رعيدي وماريو باسيل
يقيم فادي الرعيدي هذه الأيام في استديوهات NEW TV... فبعد 5 سنوات على إقفال MTV، ها هي فادية الشرّاقة تعود مع بيبو وجان لوك ويوسف قليقل، في برنامج رمضاني يستضيف نجوم الفن ويبتعد عن الإسقاطات السياسية... لكن ماذا يبقى من البرامج الساخرة، إذا حرمت المشاهد من «فشّة الخلق»؟
يمضي فادي الرعيدي أيّامه ولياليه في الاستوديو، بين فادية الشراقة وبيبو ويوسف قليقل وجان لوك وضيوفهم، معزولاً عن العالم الخارجي حتى إشعار آخر. يسابق الوقت لإنجاز برنامج اسكتشات رمضاني، سيحمل أحد العنوانين «فادي شو» أو «إنسى»، ويطلّ به عبر شاشة New TV، بعد عام على آخر ظهور تلفزيوني في برنامج «شاكو ماكو»، وخمس سنوات على آخر إطلالة كوميديّة في SL Chi على MTV. ومع أن أعضاء الفريق، عادوا إلى الأضواء، وآخرهم رئيف البابا في شخصيات «تيتا روزانا»، «أبو زهير» و«أم زهير»، كان فادي يبحث عن التجدد، «ولم أكن مقتنعاً بنقل الفكرة نفسها إلى قناة أخرى».
قبل أن يغوص في شرح فكرة البرنامج، يحرص على توجيه رسالة إلى محبيه: «انسوا السياسة والسياسيين وتابعوني، ولا تحاسبوني على سياسة المحطة التي أطلّ من خلالها. اتفقتُ مع New TV، لأنها وافقت على شروطي ووثقت بقدراتي... أنا فنان كوميدي في المقام الأول، لا أسيء إلى أيّ سياسي، ولا أسجل موقفاً مع أحد ضدّ آخر». هكذا يعد رعيدي جمهوره بنصف ساعة يوميّاً، ما عدا الأحد، أي 26 حلقة، بعيدة عن السياسة والتعليق الساخر عليها، يعدّها مع ناجي نحال وليليان يونس نحّال، والإنتاج لـDay Dream، والإخراج لرنا ضاهر.
يحاول التهرب من الإجابة عن الأسئلة بحجّة: «أنني أحب عنصر المفاجأة، وأودّ لو يظلّ البرنامج في الظلّ حتى اليوم الأول من شهر رمضان». لكن المفاجأة لا تكمن في الأفكار والفقرات، بقدر ما تكمن في عودته نفسها، وإعادته للشخصيات المحببة إلى قلوب الجمهور مع ضيوفه من أهل الفن (صباح، أماني، ماغي فرح، كارمن لبس..)، وذلك من دون أي ممثل رديف أو مساند أو أحد الزملاء السابقين في SL Chi.
البرنامج إذاً ليس نسخة معدّلة من برنامجه السابق، ولا حتى من البرنامجين اللذين أعيقت ولادتهما قبل سنوات مع شركة Day Dream، ومع LBC.
لا يدّعي أنه سيقدم البرنامج الأول في رمضان، وأنه سيطرح أفكـــــاراً جديدة، «لأن الأفكار استهلكت عالمياً لا محلياً فحسب. لذا ترى الجميع يعدّلون في صيغ برامجهم قبل أن يعيدوا تقديمها إلى الجمهور من دون أي جـــــديد يذكر، غير أن العبرة في اختلاف الأسلوب... وإنني لن أجعل من السخرية من السياسيين موضوعات لحلقاتي، علماً بأنني أدرك جيّداً بأن هذه النوعية تجد رواجاً أكبر بين الجمهور. شخصياتي تنطق بلسان حال المواطن والشعب، ولا تجعلُ من نفسها طرفاً يروّج لجهة سياسيّة، ويسبّ أخرى». ولعلّ الملف السياسي الوحيد الذي سيظل مفتوحاً في الحلقات، «هو علاقة يوسف قليقل وابنه ريمون بالرئيس الأميركي الســــــــــابق بيل كلينتون».
وعما إذا كان سيقدّم شخصيّة خامسة، يقول إن «طبيعة البرنامج الذي يقوم على استضافة إحدى هذه الشخصيات الفنية، لا تسمح بذلك، على عكس SL Chi». وعن مدى حضور المخرج في برنامجه، يقول إن «هذا النوع لا يحتاج إلى مخرج متمكّن من الكوميديا، مع أن الكوميديا هو اختصاص وفنّ مستقلّ، وأنا أعتمد كوميديا الموقف مع الشخصيات الأربع والضيوف».
فادي رعيدي وعد الجمهور بالعودة أكثر من مرة. وفي كل مرّة كانت العراقيل تمنعه من ذلك. فماذا عن اللقاء الكوميدي الذي حكي أنه سيجمعه بليليان نمري؟ يعتبر أن «الأمر لم يتعدّ الاتصال بها، هذه الممثلة التي أعتبرها من أفضل الممثلات الكوميديات في لبنان والعالم العربي، ولم نصل إلى جلسات القراءة والتحضيرات العمليّة ليقال إن بيننا مشروعاً فعليّاً... كنت أعدّ لبرنامج اسكتشات وصوّرنا حلقة تجريبيّة لم أكن راضياً عنها. ثم فشلت في جمع فريق الممثلين. وعندما قررت وضع تعديلات عليه، هزّت البلاد جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وبعدها، عرضت عليّ المشاركة في برنامج «شاكو ماكو».
هنا يسجل عتبه على «شاكو ماكو» الذي لم ترض إطلالته فيه الجمهور، «فالمشاهد رأى أنني لست في مكاني. كانت هذه الإطلالة نوعاً من السباحة عكس التيار، «لأن ضيوف البرنامج قلّما يتجاوبون معك. أضف إلى ذلك أننا كنا نصوّر ست ساعات كاملة يجري مونتاجها، ولا يمكن أن يظل الذهن حاضراً للارتجال طوال هذه المدة. وإن الجو الجدي أحياناً، لا يكون مناسباً لإطلاق النكات، فأبدو مثل الصبي الذي يشاغب على مائدة الطعام». وفيما يستدرك «لست نادماً على مشاركتي فيه»، يفضّل أن يترك جوابه معلّقاً، بشأن موافقته أو رفضه المشاركة في موسم ثان محتمل منه. وينفي أن تكون مشاركته في البرنامج لدوافع مادية فقط، «لأن المادة وحدها لا تغريني، وإلّا ما كنت بقيتُ أربع سنوات من دون عمل».
لا يبدو رعيدي متحمّساً للتحدث عن عمل اتفق عليه مع LBC، ولم يبصر النور. ويكتفي بالقول إن «القناة لاحظت نقاط الضعف وكلفت موظفاً بالاتصال بي ليخبرني بأن ثمة مشاكل في الأفكار»، منتقداً الأسلوب الذي تعاطت به المؤسّسة اللبنانية للإرسال معه، «لا أقبل الملاحظات والنصائح من المدير المالي ولا من مدير الإضاءة، وأرفض العمل في ظل شروط غير منطقيّة». هنا يثني على ثقة New TV به، مؤكداً أنهم «سيحصلون على النتيجة التي يتمنّونها وأفضل، لكوني أعرف ماذا يحب الجمهور. أما إذا فشلت، فسأكون المتضرر الأكبر وربّما الوحيد، لأن المعلنين حجزوا إعلاناتهم في التلفزيون قبل رمضان».
دراميّاً، أطلّ فادي في إحدى حلقات «قصتي قصة» للمخرج إيلي أضباشي. هنا أيضاً لا يبدو راضياً عن المشاركة، ويؤكد أن «التجربة ستبقى يتيمة، فمن الصعب إقناع الجمهور بشخصيات دراميّة بعد النجاح في الكوميديا». ولماذا، إذاً، نجح جورج خباز في الكوميديا وفي التراجيديا في «طالبين القرب»؟ يجيب بأن «خبّاز قام ببطولة هذه الحلقات قبل شهرته الكوميدية». يفضّل استكمال مسيرته الفنية في مجال الاسكتشات وعدم الدخول في عالم الست كوم، «لأن الممثل عندنا يقع في فخ الأداء المسرحي من دون أن يدري، والمشاهد يفضّل الاسكتشات القصيرة على المسلسلات». ولماذا ينتظر المشاهد بلهفة أعمال جورج خبّاز وكلوديا مرشليان إذاً؟ يكتفي بالقول: «هذه قناعاتي، وربّما أكون مخطئاً». يبقى أن نذكر أن فادي رعيدي يطلّ أيضاً على خشبة مسرح الشانسونييه مع ماريو باسيل في «كوميدي نايت»، وهنا يؤكد أنه «لا يطرق باب السياسة، لأنني ضد إزعاج الجمهور عبر شتم السياسيين».
------------------------------------
8 و14 ونحنا...
لن يظلّ الصراع في رمضان محصوراً بين الأعمال الدراميّة المستوردة من مصر وسوريا، إذ تتنافس البرامج الكوميديّة أيضاً في ما بينها. على هذا الصعيد، تقدم New TV حلقات «إربت تنحل» يومياً إلى جانب حلقات فادي رعيدي، ويستمر برنامج «كل شي إلو شي» لرئيف البابا على nbn بحلّة جديدة وموعد جديد (ليلة الجمعة عند 21:30). وتقدّم LBC برنامجين أوّلهما «ألف ويلة بليلة» مع باسم فغالي، والثاني «8،11 ونحنا» الذي يجمع فريق «مسرح الساعة العاشرة»: بيار شماسيان، اندريه جدع وليلى اسطفان مع الممثلين هشام خدّاج وباتريسيا قسّيس ومجموعة من الضيوف، في نصف ساعة يوميّة تخرجها ألين باز، وتنتجها PAC، ويبدأ تصويرها بعد أيّام قليلة للحاق بالعرض الرمضاني. يكشف اندريه جدع الذي يعدّ البرنامج مع شماسيان أنه «يضم مجموعة من اللوحات لا تتجاوز مدة الواحدة منها ثلاث دقائق، تدور معظمها في مقاهي الرصيف مع أناس عاديين يمثّلون الفريقين المتنازعين في البلد: 8 آذار و14 آذار. لا يبحث جدع عن إضافة يقدّمها إلى البرامج الساخرة المعروضة على باقي الشاشات، «لأننا نهتمّ فقط بما يعبّر عن الناس». من هنا، يوجه سهام النقد إلى البرامج الانتقادية «التي تحولت ساحةً للتناحر وتصفية الحسابات.. فالشانسوييه ليس في التحريض وفي نصر زعيم على آخر... وقبل أن يكتب معدو البرامج اسكتشاتهم، فليقرأوا صحيفتين». وهنا يؤكد جدع: «لن نكون طرفاً، ولا ناطقين باسم فئة معيّنة»، مؤكداً أن «LBC تدرك أنها تتعامل مع فريق مسرحي أمضى 23 سنة على المسرح. وبالتالي، لم تضع شروطاً من مثل أن يكون برنامجنا ناطقاً باسم فئة». ويبرر تأخير البدء بالتصوير وتنفيذ العمل في اللحظات الأخيرة قبل بداية شهر رمضان، بأن «معظم اسكتشاتنا مرتبطة بالأحداث السياسيّة اليوميّة». ويكتفي بيار شماسيان بالقول إن «ما يميز برنامجنا هو الدمج بين القضايا السياسيّة والاجتماعيّة». ويجد في التلفزيون اليوم منبراً إضافياً يطلّون عبره، في ظل الوضع الأمني والاقتصادي غير المستقر الذي يعيشه البلد». يمثّل البرنامج عودة للفريق المسرحي الذي يواصل عروضه المسرحية في فندق «فينيسيا»، إلى الشاشة الصغيرة بعد سنوات، آخرها «رادار» على شاشة «المستقبل». لكن حضور الفرقة الأسطع تلفزيونيّاً، كان على شاشة LBC، حيناً في حلقات يوميّة أثناء توقف نشرات الأخبار على المحطات اللبنانية، وأحياناً عبر حلقات متفرقة في مناسبات مختلفة.
تعليقات: