اعتصام «الشيوعي» امام الضمان (علي علوش)
اعتصامات للشيوعي في بيروت والمناطق استنكاراً للسياسات الاقتصادية.
الرابعة الا دقائق أمام المركز الرئيسي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في وطى المصيطبة. يفترض ان الاعتصام هو تحرك شعبي رافض لسياسات الافقار والتجويع. والشعارات التي اطلقتها دعوة الحزب الشيوعي اللبناني للمشاركة تعني شريحة شعبية هي الاكبر والاكثر تضررا من هذه السياسـات: تجمـيد الرواتب والاجور والوظائف، تخفيض معاشات التقاعد، الغاء ديمومة العمل واعتماد التعاقد الوظيفي، زيادة الضرائب، الخصخصة وتفشي البطالة والهجرة.. وغيرها من السـياســات التي اطلـق عليـها بيـان الحزب اسـم «فاتـورة باريـس 3».
الرابعة وبضع دقائق. شيوعيون وممثلو قوى نقابية لم يتجاوز عددهم المئة «يحتشدون في الساحة». مكبرات صوت تبث اغاني وطنية. ولافتات تتحدث عن الشعب ووحدته، وخشية السلطة من نقمته ان نقم. تلك هي حصيلة الاعتصام. فالشعب لا يزال نائما.. ولم يعبر عن نقمته بعد، كما يقول علي مغربل الشيوعي المشارك في التحرك، فلو ان الاعتصام كان سياسيا أو طائفيا لكان الآلاف تسابقوا الى الشارع.
مغربل وصف اعتصام الامس بالتحرك ضد الفساد، ضد البطالة، وضد الاحتكارات ورفع الاسعار. «لذا لن نيأس، فالمهم اننا نعبر عن وجعنا وحقنا في عيش حياة افضل. وسيأتي يوم ينهض فيه الشعب من نومه، ليقف الى جانب قضاياه الحقيقية».
رفع المعتصمون لافتات توجهت نحو المسؤولين الذين «يتحدثون عن بناء الدولة ويبيعون مؤسساتها محاصصة في ما بينهم»، مشيرة الى «12 مليار دولار نهبت.. والكهرباء ما زالت مقطوعة»، و«تخشون نقمة الشعب ووحدته فتلجأون لتفرقته بالطائفية والمذهبية»، لتسأل «الوزراء والنواب: هل جربتم العيش بـ300 الف ليرة شهريا؟».
الاعتصام الذي دعا اليه الحزب الشيوعي شارك فيه، الى جانب الامين العام خالد حدادة، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، الذي وجد في عدم استجابة السلطة سابقا لتظاهرات نصف الشعب اللبناني ضد استمرارها مبررا لضعف المشاركة النقابية والعمالية في الاعتصام. ويستنتج غصن تاليا ان آليات المشاركة تبرز أكثر من خلال الوجود الرمزي!.
وأكد غصن ان التحرك هو للاحتجاج على السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تمارسها السلطة الملتزمة بتعهدات امام البنك الدولي وصندوق النقد. التزام يعبر عنه ببيع ممتلكات الدولة ومرافقها الحيوية رخيصة للقطاع الخاص واصحاب الرساميل.
إقرار برنامج إنقاذ
الهدف من وراء تحركات الحزب بحسب رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي عضو المكتب السياسي في الحزب حنا غريب هو بالدرجة الاولى من اجل اقرار برنامج شامل للانقاذ الوطني، في جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويرى غريب ان سياسة السلطة في افقار الناس وتجويعهم هي مدخل لفرض الوصاية على البلد، خدمة للمشاريع والمصالح الخاصة لاصحاب الوصاية.
وكما «ان كرامتنا مرفوعة في وجه اسرائيل، هي مرفوعة ايضا في النضال من اجل لقمة العيش وفرصة العمل والحق في العلم»، لهذا يؤكد غريب ان التحرك يقع في اطار شرح مضمون مقررات مؤتمر باريس 3 للشعب. وبالتالي هو بداية لسلسلة تحركات لتوعية الناس لخطورة السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة التي تستغل الوضع الامني والسياسي لتهريب مشاريعها، موجها دعوة مفتوحة لجميع القوى السياسية والاجتماعية للمشاركة.
عضو المكتب السياسي في الحزب ماري الدبس القت كلمة أمام المعتصمين، لفتت فيها الى ان سياسات السلطة تكمن في المفاعيل المالية لمقررات باريس ,3 بدءا برفع نسبة الضرائب غير المباشرة وفي مقدمتها الضريبة على القيمة المضافة، الى زيادة سعر البنزين، ومحاولة ضرب الضمان خدمة لشركات التأمين، الى تجميد الاجور وتخفيض التعويضات والغاء الوظيفة العامة، كما تكمن في استمرار سياسة تقطيع اوصال الحركة النقابية وشرذمتها.
واعتبرت الدبس ان هذه الحملة ستستمر وتتصاعد على امتداد الوطن من أجل استعادة مقررات باريس 3 لتصويبها ومنع مفاعيلها، منع خصخصة مرافق الخدمات، دعم القطاعات الانتاجية وتطويرها، اعادة تقييم الرواتب والاجور باتجاه زيادتها، وسحب مشروع التعاقد الوظيفي نهائيا من التداول.
اعتصامات في المناطق
اعتصام بيروت كان واحدا من سلسلة اعتصامات نفذت في عدد من المناطق اللبنانية. ففي برجا («السفير») لبى المواطنون دعوة الحزب للاعتصام، حيث تجمع المشاركون في ساحة جمال عبد الناصر في برجا بمشاركة الامين العام للحزب خالد حدادة وانور شحادة ممثلا التيار الوطني الحر.
وفي النبطية («السفير»)، نفذ الحزب اعتصاما امام السرايا الحكومية، تلا خلاله مسؤول الحزب علي الحاج علي بيانا وجه من خلاله نداء للتحرك الواعي المثابر على توحيد نهج تمثل بتاريخ الحركة الشعبية اللبنانية الذي ترصعه صفحات خالدة من الانجازات.
ولفت الى الاكثرية الساحقة من اللبنانيين التي ليسـ علـيها ان تنتـظر المعـجزات، الا من خلال ما تباشر به وما تنجزه بالوعــي وبالصبر والكفاح.
وفي كسروان، اقيم اعتصام في باحة الملعب البلدي في جونية تخلله توزيع مناشير نددت بتفاقم الازمة السياسية الاقتصادية والاجتماعية.
والقى رئيس المجلس الوطني للحزب موريس نهرا كلمة اعتبر فيها ان الازمة هي نتاج تقصير الحاكم والحكومة وسياستها التي ترمي الى زيادة الضرائب.
كما نفذ اعتصامان في كل من ساحة البلدية في حولا وفي الشحار ـ البساتين.
تعليقات: