هل سيحظى المستشفى الحكومي في صيدا، الذي يعاني فقدان السيولة المالية شهرياً، بعقد استشفائي مع الأونروا لمعالجة المرضى الفلسطينيين، أسوة بغيره من المستشفيات؟
سؤال ربما تجيب عنه الأيام المقبلة، خصوصاً بعدما تفقد المفوض العام للأونروا، ريتشارد كوك، المستشفى الحكومي في المدينة، برفقة رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، ومدير الصحة في الوكالة الدكتور جميل يوسف. وكان في استقباله رئيس مجلس إدارة المستشفى، الدكتور علي عبد الجواد، وعدد من المعنيين.
عاين الوفد مختلف أقسام المستشفى، الكائن بجوار مخيم عين الحلوة، للوقوف على خدماته وتجهيزاته، فيما تولى عبد الجواد شرح آلية العمل الطبي فيه. وأكد عبد الجواد لـ«السفير» أن الغاية من الجولة هي تعريف كوك بإمكانيات المستشفى، القريب من المخيم بحيث يسهل على أي مريض بلوغه سيراً على الأقدام، بالإضافة إلى تجهيزاته الطبية المتطورة جداً، «ولمسنا إعجاباً منه، ونتمنى أن يتطور هذا الإعجاب إلى إبرام عقد استشفائي مع الوكالة (لغوث اللاجئين الفلسطينيين) ليستفيد الفلسطينون من خدماتنا».
من جهته، قال كوك: «مما لا شك فيه أني أعجبت بالتجهيزات العالية في مستشفى صيدا الحكومي، وستكون هناك زيارات تالية للبت في هذا الأمر، وبأي حال إذا ما تم التعاون وإبرام الاتفاق فسأكون مطمئناً لمستوى الاستشفاء العالي هنا». كما أعلن كوك أن «الهدف من زيارة صيدا هو بحث التعاون مع البلدية، برئاسة البزري، في المجالات الخدماتية، وتحديداً الصحية منها، بالإضافة إلى بعض الأمور المتعلقة بمخيم عين الحلوة».
وعن الخدمات التي وعدت الأونروا بتنفيذها في مخيم عين الحلوة قال كوك: «لقد بدأنا فعلاً بالعمل على موضوع مياه الشفة، وتطوير نظام المياه في المخيم، لكن الأولوية هي لنظام الصرف الصحي، وهو بحاجة إلى تمويل، والأونروا تتوقع أن يأتي هذا التمويل من طرف أو أكثر، ما زلنا ننتظر، وكافة المخططات موجودة والدراسات جاهزة، وسنعمل بكل جهد للحصول على الأموال اللازمة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي جداً».
وقال كوك: «الفلسطينيون في نهر البارد يصرون على العودة إلى المخيم، ولا يريدون خياراً آخر أو مخيماً بديلاً، كما أن الأونروا ملتزمة بموضوع إعادتهم إلى نهر البارد، وهذا الالتزام واضح، لكنه بحاجة إلى تعاون وتنسيق مع فرقاء آخرين، لا سيما الحكومة اللبنانية».
بدوره، اعتبر البزري أن الجولة في مستشفى صيدا الحكومي «كانت بناءة، ونأمل أن نتوصل إلى تفاهم واتفاق مشترك، خصوصاً أن مخيم عين الحلوة يعتبر من أكثر المخيمات كثافة سكانية، وأكبرها حجماً، وهذا المخيم الذي أهمل لسنوات يستحق عناية خاصة».
ولفت البزري إلى أن «كوك طمأننا بشأن إمكانية تطوير البنى التحتيه في المخيم، والحصول على تمويل عربي ودولي لهذه الغاية. ونحن نتابع الموضوع عن كثب، وننسق بين الأقسام الفنية في البلدية وبين الأونروا وبين مؤسسة الإسعاف الأولي الفرنسية التي تعنى بالمخيمات خارج نطاق الأونروا».
تعليقات: