EMC... تغير العالم إلكترونياً وتترك عيناً على لبنان
بين 6 أيار الجاري و9 منه، تمكنت شركة EMC العالمية الرائدة في عالم التكنولوجيا، من تحويل مؤتمرها السنوي حدثاً فريداً جمع 15 الف شارك من مختلف دول العالم في مدينة لاس فيغاس الأميركية.
نظم المؤتمر بطريقة سلسة للغاية، تتيح الحصول على اي معلومة تريدها بمساعدة أشخاص جاهزين على مدار الساعة لتزويدك كل ما تبحث عنه. وشركة EMC معروفة عالمياً بخدماتها التي تمكّن الشركات ومزودي الخدمات من إحداث تحول في عملياتهم وتقديم تكنولوجيا المعلومات. وتؤدي الحسوبة الحسابية Cloud Computing دوراً اساسياً في هذا المجال، فمن خلال المنتجات والخدمات المبتكرة، تساهم EMC في تسريع الانتقال نحو نظام الحسوبة الحسابية، مما يساعد أقسام تكنولوجيا المعلومات على تخزين المعلومات. وهي القيمة الاغلى التي تملكها الشركات، فضلاً عن كيفية إدارتها وحمايتها وتحليلها بطريقة اسهل واكثر موثوقية وفاعلية من حيث الكلفة. وقدمت الشركة خلال المؤتمر حلولاً عدة وتحسينات جديدة في حافظة الحلول الخاصة بقطاعات الطاقة وعلوم الحياة والرعاية الصحية، والتي تشهد منذ مدة تطوراً مستمراً. وقد صممت هذه الحلول خصوصاً لمساعدة الزبائن على جبه التحديات الصعبة في مجال ادارة المعلومات، وضمن اطار من الفاعلية والانتاجية المحسّنة والموثوق بها والتي تجمع الحلول بين اداء Documentum Entreprise content management وامكان تعديلها بحسب الطلب واطلاق منصة Documentum DL الخاصة بترتيب البيانات والواجهات البينية الحدسية، فضلاً عن خدمات التطبيق والنقل.
من جهة اخرى، أعلنت شركة EMC في مؤتمر Momentum EMC World 2013، أنها قطعت أشواطاً اساسية في برنامجها الخاص بالمنظومة الايكولوجية العالمية. وقد سجل برنامج Certified Solution نمواً كبيراً عام 2012، مع زيادة سنوية Progress بنسبة 300 في المئة في صافي عائدات التراخيص. وهذا الاداء القوي يدعمه النمو في حلول EMC Certified Solutions مع قيام الشركة بالمصادقة على 80 تطبيقاً أي بزيادة الضعفين عن العام الماضي.
الى ذلك، أعلنت EMC عن قيامها بتغيير كامل حافظتها من تطبيقات ادارة المحتوى بهدف تقديم مسار واضح للزبائن يتيح لهم اعتماد استراتيجيات البرمجة بثقة تامة. ولا تزال EMC تقدم تكنولوجيات وخدمات تهدف الى زيادة الانتاجية، وتحسين التعاون، وتأمين الادارة الجيدة للحسابة الالكترونية.
كذلك، يقدم برنامج EMA حلاً سريعاً وغير مكلف لدعم مشاريع النقل، بما يتيح للزبائن الانتقال بسلاسة الى Documentum 7.0 EMC، وهي المنصة الأكثر موثوقية لادارة المحتوى في السحابة الالكترونية.
أطلقت شركة EMC، خلال مؤتمر EMC World 2013، منصة التخزين EMC® ViPR™، وهي أول وحدة تخزين في العالم قائمة تماماً على البرمجيات (Software-defined storage). فعلى ضوء النمو في كمية البيانات التي تعالجها الشركات المزوِّدة للخدمات ومراكز البيانات، والتي تصل إلى العشرات والمئات من البيتابايت، تصبح تكاليف إدارتها وتعقيداتها مرهقة جداً. لكن من خلال استعمال وحدة التخزين EMC ViPR لإدارة البنى التحتية للتخزين والبيانات المضمّنة فيها، تستطيع الشركات تحقيق تحسينات ريادية في الأتمتة، وإرساء أسس هيكلية حديثة للتخزين لاستخدامها مستقبلاً في التطبيقات. لقد أصبح بإمكان مزوّدي الخدمات وأقسام تكنولوجيا المعلومات، عبر استخدام وحدة EMC ViPR، اعتماد النموذج التشغيلي لمراكز البيانات الإلكترونية دونما حاجة إلى الاستعانة بآلاف الخبراء التقنيين لتصميم البنى التحتية الملائمة.
إذاً تتيح وحدة ViPR للشركات الحفاظ على خصائص البنى التحتية المستخدمة وقيمتها، مع استعمال الأتمتة في تطوير مساحات افتراضية للتخزين، كما يمكن استخدام التخزين السحابي من خلال واجهة برمجة التطبيقات (API).
تتميّز وحدة التخزين ViPR من EMC بعدد من الخصائص التي تجعلها فريدة من نوعها، منها القدرة على إدارة البنى التحتية للتخزين (المعروفة بمستوى التحكم)، وكذلك إدارة البيانات المخزَّنة في تلك البنى التحتية (مستوى البيانات) وفصل مستوى التحكم عن مستوى البيانات، مما يسمح باستخدامهما معاً، كما يمكن المستهلكين استخدام مستوى التحكم فقط لإدارة المعلومات المضمَّنة في صفائف التخزين من خلال الأتمتة المستندة إلى البروتوكولات. ويمثل ذلك تطوراً جذرياً لتحقيق المحاكاة الافتراضية للبنى التحتية للتخزين مقارنة بالمحاولات السابقة.
ومنصة ViPR هي بلا شك الإعلان الأهم في مؤتمر EMC World 2013. ولا بد من الإشارة إلى أن ViPR تنتمي إلى فئة مشاريع البرمجيات، ما يؤشّر إلى تطوّر الشركة وسوقها. في لاس فيغاس، عرضت شركة EMC رؤيتها والتقنيات التي تستخدمها، وتطرّقت إلى سوق التخزين والتطبيقات المرافقة.
لقاءات خاصة
وكانت لـ"النهار" لقاءات عدة على هامش مؤتمر EMC World 2013، أولها لقاء مقتضب مع جو توتشي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة EMC. واذ يوضح أن الإستراتيجية التي تعتمدها الشركة في الشرق الأوسط هي نفسها في مختلف دول العالم، وأن كل الأمور المتعلّقة بقطاع الـIT والتي تحظى باهتمام في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وكذلك في الشرق الأوسط... يلفت إلى أن هذه المنطقة مهتمة بالتواصل الإجتماعي والـBig Data والـCloud. ويضيف أن الشرق الأوسط هو من أسرع المناطق التي تشهد نمواً، وذلك لوجود اشخاص اذكياء فيها، يتمتعون باندفاع فريد من نوعه، ويعرفون جيداً كيف يفيدون من الـIT ، ويقدِّرون قيمته.
أما بالنسبة إلى المدير الاقليمي للشرق الاوسط وافريقيا في الشركة نظيم فريجات، فيشير إلى أن أحد أهداف المؤتمرات التي تقوم بها EMC في كل سنة هو الاصغاء بشكل اساسي الى متطلبات الزبائن. ذلك أن الابتكارات التي تقوم بها شركة EMC عاماً بعد عام هي نتيجة الاصغاء والتأكد من نوع الطلب الذي هو اساسي للزبون. وهذا دليل على النجاح المستمر للمؤتمرات الذي يزيد مع مرور الوقت، حتى إن عدد المشاركين يتضاعف سنة بعد اخرى. وفي 2013 وصل عدد المشاركين في لاس فيغاس الى 15,000 مشارك. وعن موضوع تأخر الشرق الاوسط في الحصول على التكنولوجيا الحديثة التي تكون قد طُبِّقت في البلدان المتطورة، قال فريجات إن هذا الامر تاريخياً صحيح، ولكن ومع مرور الوقت، وخصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة، لم يعد الوضع نفسه لدى EMC، وما يتعلق لديها بالـProduct والتكنولوجيا الحديثة. فكل ابتكار جديد يصدر في اميركا وفي اوروبا في آخر ثلاث سنوات، يصدر في الوقت عينه في الشرق الاوسط. ويؤكد أن الشرق الأوسط أصبح اليوم من أكثر المناطق التي تنتشر فيها الـ الحسابية Cloud Computing. ولهذا السبب، فإن بعض بلدان الشرق الأوسط باتت أسرع في تطبيق هذا النظام من أوروبا وأميركا، لأننا بدأنا بتطبيقه مباشرة، أي دونما حاجة إلى استبداله بدلا من أي نظام قديم كان يعمل من خلاله سابقاً.
وبالنسبة إلى موضوع التدريب، "هذا الامر مهم جداً وبنوا عليه"، بحسب فريجات الذي يضيف: "قبل 6 الى 7 سنوات، أي بعد بضع سنوات من بدء عملهم في الشرق الاوسط. وكانوا سابقاً يعملون مع اشخاص موجودين مباشرة في البلد، دعماً للزبائن، فضلاً عن تنظيم المبيعات في دبي. قبل سبع سنوات، افتتحوا مركزاً للتدريب في دبي والآن يعملون مباشرة في البلد وليس عبر وسيط . وهناك زبائن لبنانيون يتوجهون الى دبي للقيام بالتدريب الذي تقترحه شركة EMC ". واذا اصبح الطلب اكبر لا يستبعد نظيم ان تفتح EMC ربما مركز تدريب في لبنان.
ثمة مبادرة اخرى يعملون عليها في منطقة الشرق الاوسط، وهي الـEducational Program. ويوضح نظيم انهم بدأوا فيها قبل نحو اربع او خمس سنوات، وهي عبارة عن منهج موجود في بعض جامعات المنطقة، وهم في صدد توسيع هذا المشروع. وعبره، يتخرج الطالب من الجامعة ويكون على معرفة كاملة بما يعني الـCloud Computing، ولا يكون بحاجة الى أخذ دروس اضافية من أجل ان يزيد معلوماته، وهذا الامر مهم جدا بالنسبة إلى EMC لجهة الوعي والمعرفة بما يختص بالمجتمع. والجامعات التي تتعاون مع EMC في هذا المشروع، موجودة في مصر والامارات. وثمة محادثات مع بعض الجامعات اللبنانية من اجل انشاء الفكرة نفسها، ولكن ليس هناك امر رسمي بعد.
ويشير فريجات الى ان تركيز EMC انتقل في السنوات الثلاث الاخيرة الى الشرق الاوسط، وخصوصاً البلدان التي تتطلب تكنولوجيا يمكن EMC ان تقدمها في قطاعي المصارف والاتصالات خصوصاً، وواحد من البلدان التي لمع نجمها في المنطقة هو لبنان لسببين: الاول هو المستوى العالي للتعليم الذي يتمتع به الزبون اللبناني، والثاني التركيز من EMC على موضوع الـPro-sales وSales الذي كانت تهتم به الشركة مباشرة على الارض. هكذا، وفي السنتين الأخيرتين، باتت حصة EMC في السوق اللبنانية أكثر بكثير مما كانت سابقاً، في قطاع الاتصالات والمصارف، والامر الذي يجعل EMC راضية أكثر هو أن الطلب في لبنان الى تزايد.
اما في ما يتعلق بقطاع المصارف، فيقول فريجات ان ما يسمى الـRecovery (استرداد الداتا)، بات امراً واقعاً في لبنان، واعتمدته معظم المصارف، تحسباً لحصول أي هجوم عسكري أو كارثة طبيعية، بما معناه انه إذا تعرض مصرف في لبنان لأي هجمة أو كارثة طبيعية، يكون قادراً على اكمال عملياته من مكان آخر ومنطقة أخرى، وهذه الخدمة تؤمنها شركة EMC في لبنان والمنطقة. والطلب عليها أتى من مصرف لبنان، حفاظاً على الداتا الخاصة بكل مصرف. وانتقال الداتا يكون الى منطقة في لبنان وليس الى الخارج حتى الآن، حفاظاً على سرية المعلومات. والموضوع الثاني المتعلق بالـBacKup ، فيمكن حفظ المعلومات، إن ضاعت وحدثت مشكلة تقنية لكي يقدروا ان يسترجعوها. اما النقطة الثالثة التي تطرق اليها نظيم، فهي الـSecurity وهذا الامر مهم جداً في المنطقة وخصوصاً في ما يتعلق بالـCyber Attack، اذ يجب ان نحمي شبكات المعلومات، إن في القطاع المصرفي او قطاع الاتصالات، ضد الهجمات التي تأتي من الخارج والداخل. بمعنى انه إذا ضاعت الداتا أو سرقها موظف يعمل في شركة من دون أن يكون على علم بأن الـUSB التي يملكها مثلاً ضاعت أو سرقت منه. ومن المهم للشركة عندما تتعرض لقرصنة ان تعرف ماذا أخذ من معلومات والوقت الذي حصلت فيه الهجمة، لأنها كلما عرفت ذلك باكراً ادركت عواقب هذه الهجمة على الداتا لديها.
أما اللقاء الثاني الذي حصل على هامش المؤتمر، فكان مع روب سادوسكي،المدير المسؤول عن الـ RSA (شعبة الأمن) في شركة EMC. ويقول سادوسكي إنه يعمل على الحصول على حلول للتحديات التي يواجهها الزبائن والصعوبات التي يمرّون فيها من وقت الى آخر. ويضيف انهم في شركة EMC "يصغون الى زبائنهم ليسمعوا منهم ما هي متطلباتهم. ذلك أن المعلومة في ذاتها اصبحت مهمة جداً في السنوات الماضية ويريدون الحفاظ عليها أياً يكن الثمن، لهذا يتوجه الزبون الى EMC من اجل ان تجد له حلولاً يستطيع من خلالها المحافظة على المعلومات التي يملكها".
المهم الا تقع المعلومات المهمة بيد القراصنة. ففي السابق كانت المعلومات محصورة بمكان واحد، وهذا الامر كان اسهل بكثير، إذ كان باستطاعتهم ان يراقبوها وان يعرفوا كل شاردة وواردة وكان يمكنهم متابعتها بشكل مباشر، ولم يكن الخطر عليها كما هو اليوم. أما الآن ومع بدء استعمال الـ Cloud، فقد فتغيّرت المعادلة بشكل كبير، اذ يمكن ان تكون ثمة معلومة لدى شخص ومعلومة أخرى لدى شخص آخر، وأصبحت البنية التحتية لهذه المعلومات أكثر توزيعاً ولم تعد مضبوطة في مكان واحد. ويلفت سادوسكي الى ان "الاعتماد على الافتراضات لم يعد ممكناً. والآن لم تعد المعلومات محصورة بالموظفين الذين يعملون على هذه المعلومات، بل امتدّت الى الخدمة الذاتية الخاصة بالزبائن وصار مسموحا لأطراف خارجيين بالوصول اليها. وهذا ما رأيناه في الـOnline Banking وقطاع الاتصالات، ونلمس امتداده شيئاً فشيئاً الى جميع القطاعات. من المهمّ جداً عندما تنتقل الشركة الى التكنولوجيا الحديثة ان تكون على يقين من ان مستوى الأمان موجود بشكل اساسي. أما الامر الآخر الذي رأيناه فهو ان طبيعة الهجمات الالكترونية قد تغيرت، والاساليب المعتمدة لم تعد كما في الماضي. فالقراصنة يعتمدون اساليب جديدة من اجل ان يتجاوزوا العراقيل التي نضعها لهم... لذا علينا أن نغير طريقة تفكيرنا".
وهو تحدّ تخوضه EMC منذ سنوات، لتغيير وجهٍ أساسي في حياتنا المعاصرة.
..
* لاس فيغاس - موريال جلخ
muriel.jalkh@annahar.com.lb
تعليقات: