الحرب الحاسمة: حشد كافة الطاقات وتحضير المفاجآت
الموالاة تتهم حزب الله بالاستئثار بتحديد مصير لبنان سلما او حربا بينما المعارضة لاتكترث لهذا القول بل طالما ردد نصرالله بانه لم يكن هناك اجماع لبناني على المقاومة ومع ذلك انتصرت على اسرائيل وها هي الآن تكمل انتصاراتها
توعد أمين عام حزب الله حسن نصرالله اسرائيل بمفاجأة تغير الوضع في المنطقة، ونصرالله عندما يتوعد فانه يكون فعلا يمتلك ما من شأنه ان يخاطر به الى هذا المستوى الكبير من الكلام خصوصا وانه هو الان على قناعة بان اسرائيل تعيش آخر ايامها متلاقيا بذلك مع الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي بشر اكثر من مرة بزوال اسرائيل.
وهذا الشعور لدى امين عام حزب الله كان قد اعلنه كما يقول مطلعون في الحزب قبيل حرب يوليو العام الماضي من انه لم يعد في عمر اسرائيل سوى عشر سنوات او اكثر قليلا فهي في كل الاحوال تحتضر ولم يعد نصيبها في الحياة كبيرا.
وعلى هذا الاساس ربما يصف نصرالله انتصار يوليو بانه الهي والله سبحانه وتعالى هو الذي اراد هزيمة اسرائيل على طريق الهزيمة الساحقة الماحقة.
وصورة اسرائيل في رأس نصرالله الان مهزومة ذليلة عاجزة حتى عن الدفاع عن نفسها وهو لذلك يعد مناصريه بالنصر دائماً ناصحا الاسرائيليين بأن لايعتدوا على لبنان واذا «فكرتم أيها الصهاينة أن تشنوا حرباً على لبنان فأنا لن أعدكم بمفاجآت كتلك التي حصلت، وإنما أعدكم بالمفاجأة الكبرى التي يمكن أن تغير مصير الحرب ومصير المنطقة إن شاء الله وستنتصر الانتصار التاريخي الحاسم».
بهذا الوعد والتعهد تحدث ويتحدث نصرالله ولكن مع استبعاد الاجماع اللبناني على قرار الحرب والسلم وهو احد اهم نقاط الاشتباك السياسي في لبنان.
فالموالاة تتهم حزب الله بالاستئثار بتحديد مصير لبنان سلما او حربا بينما المعارضة لاتكترث لهذا القول بل طالما ردد نصرالله بانه لم يكن هناك اجماع لبناني على المقاومة ومع ذلك انتصرت على اسرائيل وها هي الآن تكمل انتصاراتها وقال: بهذا الالتزام «المفاجأة» أرتب مسؤولية كبيرة علي وعلى المقاومة، ولم يشر الى لبنان، وانما قال وهذا الالتزام هو التزام فعلي الآن أنا لا أتحدث عن شيء يرتبط بالمستقبل، و أنا أحمل مع المقاومة هذا الالتزام من أجل حماية لبنان وشعب لبنان وإذا حصلت الحرب، لا سمح الله، والتي أعود وأقول لا نريدها، لا نريدها.
لكنه قال عندما يفهم عدونا ونفهمه أن لدينا القوة على المواجهة وعلى الصمود بل لدينا القوة على الانتصار، هذا سيمنعه ويردعه من القيام بحرب جديدة، بل سيجعله في الحد الأدنى يتردد كثيراً كثيراً قبل أن يقدم على حرب من هذا النوع. ومن الواضح ان حزب الله يستعد لحرب جديدة يراها هو حتما قائمة وقد اعاد قراءة مجريات حرب يوليو وقد اشار نصرالله الى ذلك بقوله نحن أيضاً تعلمنا من تجربة حرب يوليو وعملنا التقييم المطلوب واكتشفنا نقاط القوة ونقاط الضعف عندنا ونقاط القوة ونقاط الضعف عند العدو وعملنا عليها، وبالتالي في الحرب المقبلة، عليه أن يعرف أنه سيدفع ثمناً باهظاً، أنا أقول له ذلك حتى لا يفكر بالحرب.
وقال: البعض يقول أنت تمارس حرباً نفسية، صحيح، وهذا جزء من المعركة. ولكن أنا أمارس حربا نفسية صادقة، أنا أتحدث عن وقائع وليس عن أكاذيب، أنا أتحدث عن حقائق، ولذلك عندما كانت الحرب وبدأت وقلت لهم إذا أردتموها حرباً مفتوحة فنحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة وأعدكم بالمفاجآت.
لكن نصرالله اليوم لم تعد مفاجأته بقصف سفينة حربية ولا بصواريخ تطال العمق الاسرائيلي بل انه يتحدث عن مفاجاة تغير صورة الوضع في المنطقة التي تزعجها كثيرا جلبة قرع طبول الحرب الامريكية على ايران وسوريا لكن الحرب هي الحرب لاتحترم ضوابط ولا واقع قائم وانما قد تطيح بكل شيء وهذا لم يحن اوانه بعدا امريكيا والتي تضع اطارا عاما للوضع في المنطقة بتسوية عربية اسرائيلية هي معنية بالحفاظ على هذا الاطار.
لذلك اسلم شيء هو الابتعاد عن ما قد يدمر التسوية وابقاء الحرب في سياق اضعاف الخصم لبلورة التسوية ولآن لبنان هو الساحة المرشحة دائما للاشتعال ولصراع الاضداد الاقليميين والدوليين قد تكون على موعد مع حرب اخرى ولكن اكبر واخطر من حرب يوليو او تكون حاسمة وتغير مشهد المنطقة على حد تعبير نصرالله.
تعليقات: