تمّوز 2006.. كان يا ما كان
إسمه احمد احد فتيان الخيام، وقف فوق اطلال منزله وبدأ الحكاية:
اكثر من طائرة عدوة في فضاء منطقتنا، الجو ينذر بالقصف، والناس كلهم في عجلة من أمرهم ، هذا يركض بإتجاه الدكان ليشتري ما إستطاع حمله من أغراض تموينية، وأخر يركض بإتجاه جاره يسأله ما الخبر، وماذا يتوقع ، وأخر يقنع نفسه والجيران : " لن يحدث شيئ " ، بعض المدافع خرجت من حيث لا ندري، بعض شباب البلدة تدجج بالسلاح، سرعان ما ابتلعتهم الارض، في أماكن لا نعرف عنها شيئا .
اختراق مرعب لجدار الصوت، اصوات قذائف بعيدة سمعناها تتردد اكثر من مرة. إنطلقت بنا السيارة مسرعة بإتجاه الشمال ، بعيدا عن أجواء الحرب ، الراديو المرافق اسكتنا ، اذ نقل الينا اخبارا قصيرة عن استعدادات لهجوم محتمل باتجاه ارضنا، وعن تهديدات بالويل لمن يقاوم.
( اولم يخرج من ارضنا منذ ست سنوات مكسورا ، هذا العدو الذي يهددنا بالدخول مجددا الى ارضنا الحبيبة ، والى بلدتنا ) ؟ ، سألت اهلي واخوتي وهم طاقم سيارتنا التي تنهب الأرض، أجابت والدتي : نعم ، لكن العدو لا أمان له ، ظالم ومراوغ ، اما والدي فبدأ يقص علينا القصة بعد القصة عن معاناة بلدتنا قبل تحريرها
طائرات العدو لا تزال تحتل الفضاء، وتزمجر فوقنا ، ونحن تحتها نستعجل السير والخلاص ، ومن خلفنا وامامنا عشرات السيارات التي تنوء بثقل احمالها من العائلات ، تزاحمنا الطريق للهرب
عالية ايام العدوان
وصلنا الى عالية، احدى البلدات الجبلية ، كان المصطافون يغادرونها على
عجلة من امرهم ، وهم يرتعدون خوفا ، اخترنا احد الفنادق حيث سمحت احوالنا، هاتف الوالد لم يتعطل لحظة ، نشرات الاخبار المتواصلة بدات تذيع اخبار بداية العدوان الجديد على ارضنا ، وقفنا امام التلفاز كلنا ، الاليات العدوة تحاول التقدم والمقاومون ينجحون في منعها ، الله كيف يستطيع هؤلاء الابطال ان يتصدوا لكل هذه الاليات ، والطائرت ، والمدافع الضخمة ، انها في التلفاز مرعبة فكيف وهي حقيقة على الارض .
لم نستطع النوم ليلتنا الأولى ، والديً يتبادلون الحديث وشوشة ، ونحن نتابع وشوشتهم وتقاسيم وجوههم بخوف ، اتصالات تلفونية بالاهل ان يتركوا البلدة وليتفادوا الموت ، والاجابات كانت تتوالى بالرفض ، الموت اولى ، وتتكرر محاولات الاهل ويتكرر الرفض .
في اليوم التالي إستفقنا باكرا على أصوات القذائف ، وعلى قصف ضاحية بيروت، ألاف السيارات، والباصات، والشاحنات الصغيرة ، بدأت تتدفق الى عالية ، او تمر عبرها ، في ازدحام قل مثيله ، فجأة وجدت نفسي بوليسا مساعدا للسير، كل سيارة كانت تحمل اكثر من طاقتها ، الفرش ظاهرة من شبابيكها، ومن على اسطحها، اطفال ونساء يتكدسون في مختلف وسائل النقل، بعضهم يعرف اتجاهه، وبعضهم يسأل اين توجد مدرسة أو مؤسسة تستطيع إيواءه ومن معه ، السيارات الفخمة إتجهت نحو الفنادق أو الشقق المفروشة ، والسيارات المترهلة ، اتجهت نحو البلدات المحيطة ، حيث وجدت من يهتم ويستقبل ويساعد او من يستغل الظروف..
قصف عنيف على الضاحية، بنايات بأكملها تتهاوى، الطائرات ترتفع ثم تهوي بسرعة بكل محمولاتها من أدوات التفجير والقتل ، وميض ثم دخان اسود يرتفع من احد الامكنة المقصوفة ، يليه دخان في مكان اخر، وحرائق تندلع ثم تخمد في مكان، لتستعر في مكان اخر . تتفحم الاماكن الجميلة بسرعة البرق امامك، مجموعة من الابنية تتهاوى وهي منذ لحظات كانت بنيانا مرصوصا . الاشجار التي لم تزل واقفة متحدية ، يظهر في اطرافها بدايات حرائق . وقفنا في الاعالي نتفرج، يتملكنا الغضب و يعصرنا الالم، انه بلدنا الذي يُقصف و يحترق . أخبار التلفاز والراديو لم تتحدث عن إصابات كثيرة ، الاهالي كانوا يعرفون جيدا غدر عدوهم ، لذااستبق كثيرون منهم القصف وغادروا ، والبعض منهم لم يساعده التوقيت ، فقضى تحت أعمدة منزله ، أو في الطريق الى جنة الخلاص.
التلفاز هو الصديق والصاحب ، أصوات مذيعيه تترد في كل غرف الفندق ، عرفنا عبره ، أن معارك شرسة تدور عند أطراف القرى الجنوبية ، وعلى بعد أمتار من الحدود ، وأن العدو يحاول التقدم دون جدوى . وتتوالى الصور من ارض المعركة ،الية للعدو مقلوبة على ظهرها ، وثانية تنام على جنبها ، وثالثة تحترق ، طلائع العدو وقعت في اكثر من كمين ، جنود للعدو يغادرون ساحة المعركة مصابين ، تعمل سيارات الاسعاف على اخلائهم ، وجنود يبكون الصدمة ورفاق الرتل . جنون يصيب العدو ، فلا يجد غير المدنين هدفا للانتقام..
الطائرات تقصف كل الأماكن ، تلاحق الناس في السيارات، كل الاماكن اصبحت غير امنة ، ضحايا كثر توزعتهم كل طرقات الجنوب ، من يختار ترك قريته ، او بلدته ، للنجاة تلاحقه الطائرات . معركة لا تكافؤ فيها بين سيارات نقل مدنية تحمل اطفالا ونساء ومسنين وسلاحها الفيول والسرعة ، وبين طائرات مختلفة الانواع تعتد برشاشاتها وصواريخها المحمولة . ضحايا كثر سقطوا ، اشلاءا واشلاءا في مناطق متفرقة ، على امتداد خارطة الوطن ،ليس المهم قريبة ام بعيدة عن ميادين القتال .
تابعنا مشاهد الموت هذه ، واخباره ، عبر الاعلام ، نترقب بفارغ الصبر اخبار من تبقى في بلدتنا ، فجاة توقفت احدى السيارات امام الفندق الذي نقيم فيه، وإذا القادمون جدي وجدتي ، ركضنا لاستقبالهم ومساعدتهم ، لم ينتظروا دخول الفندق حتى بدأوا في الحديث : عشرات الجثث في الطرقات ، القصف عشوائي لا يستثني احدا، الطائرات تلاحق كل من يتحرك برشاشاتها وقذائفها ، لقد رأينا الموت اكثر من مرة في طريقنا اليكم ، ام اسعد جارتنا استشهدت مع صغيرها ، ابو محمود وقع الحائط فوق رجليه وتركنا الشباب يحاولون انقاذه ، عشرات المنازل شاهدناها تحترق في بلدتنا ، أصوات سيارات الاسعاف لم تتوقف لحظة ، ترى من تحمل تلك السيارات ، لا نعرف ولكم كانت تزيدنا فزعا ، لقد كانت سلامتنا بفعل الحظ ، يلعن ابو الحرب ، منذ تاسس هذا الكيان الغاصب ، ونحن نعاني الإعتداءات والعدوان ، الله ينصر المقاومة ، الله يبيدك يا إسرائيل ، بهذه الدعوات انهى جدي وجدتي حديثهم ، في طريقهم لدخول المكان الذي نقيم فيه.. لم تعد تستوعبنا غرفة الفندق فإستاجرنا منزلا قريبا ، سرعان ما إمتلأ بالوافدين من الأهل والأقرباء ، وإمتلا بالقصص عن يوميات المعركة التي تدور جنوبا ، تابعت بلهفة كل القصص و الأحاديث التي تشعبت لتطال كل معاناة وطننا لبنان مع المعتدي .
هل ننسى مجزرة الخيام ؟ قالت جدتي :
عندما خرجت احدى النساء ما قبل الاجتياح الأول- مع بداية القصف تفتش عن ابنائها ، سبقتها القذيفة إليهم ، كانوا ثلاثة فتيان ، بعمرالربيع ، ماتت الوالدة حزنا عليهم بعد سنتين من الحادثة ، بعد أن أقعدها المرض والجنون ، ومات الوالد قهرا ، لقد ذابت كل العائلة .
قصص و قصص رواها القادمون امامي ، إرتعش قلبي عند سماع هذه الوقائع ، وتملكني الخوف على الأهالي الذين لم يستطيعوا ترك البلدة ، وعلى الشباب الكثيرين الذين رفضوا المغادرة و إختاروا قتال العدو ، ومشاركة المقاومين معاركهم .
تواصلت الروايات ،ولم تنته، وإذ وجدت نفسي متعبا ، قصدت سوق، المدينة للترويح عن النفس .
كل شيئ في عالية هادئ ، المحلات تغص بالمشترين ، والمقاهي ممتلئة برواده، محلات البوظة والأيسكريم والحلويات تغص بالزبائن، سيارات في خط متواصل لا ينقطع، متباطئة، تطلق أبواقها كمن يستعرض، لا شيئ هنا يدل على أجواء الحرب سوى هدير الطائرات، وقوافل الهاربين من القصف، وبعض التجمعات العفوية للبعض ممن قصدوا عالية وجوارها تفاديا للحرب، التقوا وكل همهم السؤال عن مستجدات العدوان والمعارك .
بين السلم والحرب
عدت الى حيث أقام اهلي، والأفكار تحتلني، في مقارنة بين السلم والحرب ، هل الحرب ضرورية ، لم نختار الحرب، فلماذا الحرب تختارنا ؟هل كتب على الجنوب ما كتب، هل كتب على بلدتي أن تدمر ثم تبنى من جديد ثم لتعود فتدمر، المقاومون من أسمائهم ، وظيفتهم الدفاع ، إذا هنالك من يعتدي ويتوجب التكتل لدفع عدوانه ، من يحتل ارض من ؟ من يتواجد في ارض من ؟ من ترتكب بحقه المجازر، اولم يختبئ المدنيون عند قوات الطوارئ في قانا ، لماذا تم قصفهم وابادتهم في معقل الامم المتحدة ؟ و الفلسطينيون ، لماذا يتواجدون في مخيمات الفقر ؟ من شتتهم وهجًرهم ، ألا يتمنون ان يعيشوا السلام والحب والرفاهية ككل شعوب العالم ؟ من طردهم من ارضهم ؟ وهل فلسطين حقا أرض العدو الموعودة ؟ وهل يمكن أن يعد الله شعبا بأرض شعب أخر ؟ هل كتب على منطقتنا أن تستمر في الحروب الى ما شاء الله ، و لماذا يتفرج العالم على العدوان دون ان يتصدى للمعتدي ، او يدينه ، هل السلام حق لشعب دون شعب اخر ؟ ألا نتمنى نحن أن نعود لملاعبنا و أنديتنا ونتزاحم في حب الحياة ، من يمنع عنا هذه الاحلام ، و لماذا ؟
مرت ساعات وساعات و انا حائر، تتقاذفني الاسئلة ويتملكني غضب لا حدود له.
سيارة تحمل خالتي وابناءها وصلت الينا ، لم يكن كبير ابنائها معها ، سالتها عنه : اين فادي يا خالتي ؟ فقالت لي انه إنضم الى المقاومة ، الله يحميه ، وهطلت الدموع غزيرة من عينيها ، فجاة انقلب بكاؤها الى تحدٍ ، سينتصر فادي ، انا وكل اولادي فداء للوطن وسنتصر.
تتوالى الانباء، وجديدها يتحدث عن فشل العدو في تحقيق أي تقدم على الأرض ، وإضطراره الى القصف التدميري العشوائي دون نتيجة تذكر.
العمل التطوعي
أحسست بشعور سيء ، لأنني هنا أعيش حياة عادية ، فالكسدورة تلي الكسدورة ، و المطعم أثر المطعم ، و لعب البلايستيشن، والليخة ، و غير ذلك الكثير من الامور الترفيهية، بينما المقاومون البواسل يقدمون الدم رخيصا في سبيل الوطن ، وهذا ما دفعني للعمل مع بعض اصحابي في هيئة اغاثة ، اعطيناها اسم : (مندفع للعطاء )
توسعت هيئتنا لتضم عشرين فتىً وصبًية خلال يومين ، ابتدأنا في زيارة معظم أماكن لجوء الأهالي، سجلنا الحاجيات، وزعنا ما وصلنا من مساعدات، عبارة عن أغطية ، وفرش ، وخبز ، وتموين ، ولكم غمرنا الفرح جميعا اذ أحسسنا أننا نشارك المقاتلين معركتهم وحبهم للوطن.
مرت الأيام بين عملنا التطوعي ، ومتابعة الأخبار ساعة بساعة ، قلق حينا و إنشراح حينا أخر ، بحسب ما يردنا من جديد أنباء العدوان على أرضنا . و إذا بخبرعاجل فاجأنا : "إستشهاد المقاوم فادي غندور في عملية بطولية دمر خلالها إحدى الأليات ، مما منع الرتل المعادي من التقدم . تعالى العويل ، ركضنا جميعنا باتجاه خالتي للتخفيف عنها ، رأينا الدموع تسيل على خديها كما تسيل الأمطار على نافذة منزل . سرعان ما جففتها خالتي بسرعة و لمع في عينيها بديلا للدموع ، فرح غريب ، بدت امامنا كتمثال اسطوري، انها الان لا تبكي حزنا، بل فرحاًو فخراً ، بإبنها فادي الذي إستشهد في سبيل الوطن .
معركة وادي الحجير
اجمعت الأخبار على قرب وقف إطلاق النار، فجاة تغيرت الامور وبدأت النشرات الإخبارية تتحدث عن دخول سهل للعدو بألياته بإتجاه أحد الأودية (وادي الحجير)
تابعنا الاخبار، وإنتظرنا خائفين ما حصل ، بعدها تبين لنا أن المقاومة قد أدخلت العدو في كمين محكم ، ومنعته من الإنسحاب ، او التحرك ، وحجزته في واد ضيق ، ودمرت معظم ألياته ، عشرات الأليات ، كما قالت وكالات الأنباء ، علقت في أماكنها لا تستطيع التقدم أو التأخر ، والطائرات عجزت أن تقدم لها أي عون في مأزقها المميت ، كان العدو يفتش عن إنتصار وهمي ، فإذا به عالق في فخ المقاومين الأبطال ، لم يعد للعدو خلاص ، غير أن يطلب وقف اطلاق النار، وهذا ما حصل ، فقد نقلت الأنباء أن العدو يعمل على تهدئة فورية . وبالفعل اُعلن عن وقف إطلاق النار ، تم تحديده بعد خمس ساعات من إذاعته.
إستغل العدو الوقت القصير ، قبل الساعة المحددة لوقف الاعمال الحربية ، لينتقم من المدنيين، فأرسل طائراته لتدمر مجمعات سكنية ، لم يغادرها بعض ساكنيها كونها بعيدة عن مناطق الصراع ، وليطال في اعتداءاته مراكز الجيش اللبناني وثكناته ، التي دعمت المقاومة في معركة التصدي للعدو . توقف اطلاق النار ، ويا للهجوم المعاكس ، كل الذين دفعتهم الحرب الى المغادرة ، تسابقوا في لحظة واحدة ، على العودة باتجاه بيوتهم ، الكل يرغب أن يصل إلى بلدته بأقسى ما يستطيع من سرعة، في تزاحم رائع ، مفتون بالحب ، ومجنون ، وهكذا ، السيارات ، الشاحنات صغيرها وكبيرها ، الدراجات ، البوسطات ، كلها أخذت إتجاهاً واحداً نحو الجنوب
، الفرح يغمر الجميع ، في العيون أسئلة كثيرة ، يودون الحصول عليها ، وفي بلداتهم الخبر الصحيح
العودة واغاريد الحياة
البلدات التي مررنا فيها تغيرت معالمها ، دمار ودمار لا يوصف . طرقات اختفي اسفلتها تحت الركام، هياكل اليات نقل وشاحنات، سيارات اسعاف تخترقها الاف الطلقات، ودخان لا يزال ينبعث من ركن هنا، وبيدر هناك وصلنا الى مدخل بلدتنا، هل حصل في المكان زلزال ما؟ هل ماتت بلدتي ؟ الشوارع مليئة بالخراب، الاشجار التي كانت تزين الارصفة مرمية في الطرقات، لا شرفات، ولا ازهار، ولا حدائق، معظم منازل البلدة مدمرة او مهشمة، مشينا خلف جرافة حتى إستطعنا الوصول الى حيِنا، يا لله ماذا أرى !لا وجود لمنزلنا بطوابقه الثلاثة، كل الحي ركام فوق ركام، قساطل مياه منبوشة من أرضها، أعمدة هواتف حانية، لا كهرباء، ولا مياه، ولا منازل ، ولا شوارع ، لاعصافير تزغرد، ولا كلاب تعوي، ولا هرر تموء، فقط نحن أبناء البلدة ، في بلدتنا العارية
كل من في البلدة يتحدث عن فشل العدو في إقتحامها، ألاف الغارات لم تمنع المقاتلين من الصمود والمقاومة، وإذ أدخل العدو ألياته بإتجاه بلدتنا لإحتلالها مرورا بسهلها، إنهالت القذائف الصاروخية عليها، وأشعلت ما تقدم منها ، أعاد العدو قصفه ومحاولة إقتحامه ، لكن المقاومين كانوا بالمرصاد لكل المحاولات، وها هي بلدتنا منيعة ، دمرها العدو لكنه لم يستطع أبداً الدخول اليها، حتى ان سهلها المكشوف قد إمتنع عليه .
ذهبنا نفتش في الركام عن اشيائنا الحميمة ، عن صور ذكرياتنا، عن كتبنا ، عن ما نحب ونفضل من ثياب، لا شيئ من هذا تبقى، لا شيئ .
بلى، بقيت لدينا ارضنا، بقيت لدينا حريتنا في الانتقال، واللعب، الجندي الذي يمر امامنا هو جندي وطننا، وليس جنديا يهددنا بسلاحه، احرار نحن الان، يا لجمال المكان !
الأرض مقدسة، ليس لأحد أن يحاول سلبها من أصحابها الحقيقين، والفرح الذي نحلم به واللعب والترفيه والسعادة لا يتوفرون في ظل العدوان أو التهديد به أو الإحتلال، و للحرية ثمن يدفعه الصادقون في حبهم لوطنهم ، بكل حب و إندفاع .
نحن اليوم نعود إلى بلدتنا ، مشوار الحياة والبناء قد ابتدا ، و اغاريد المستقبل قد ابتدات ، البيوت لن تتأخر أن تعود كما كانت وأجمل ، وحدائقنا ستمتلئ بالورد والأشجار من جديد، وملاعبنا، و أنديتنا ، ستعود إليها الحياة ، وسنلعب الكرة طيلة يومنا، ولن نترك شارعاً دون أن نسجل مرورنا عليه، وسنضحك للشمس وللحرية ما إستطعنا الى ذلك سبيلا .
تعليقات: