تولد الحساسيات·· وتعبّر عن الرأي·· ومربحة مادياً!
على شرفة منزل في احد احياء بيروت يتوسط علم لبنان اعلام تيار المستقبل وفهود طريق الجديدة من جهة اليمين وعلى يساره علمي فريقي الانصار والرياضي، رانيا منيمنة التي زينت شرفتها بهذه الاعلام· ليس رانيا حالة فريدة، فمعظم اللبنانيين باتوا يتسابقون على تعليق الصور واللافتات والاعلام، مما تسبب في بعض الاحيان بإشكالات عدة استدعت تدخل القوى الامنية· لافتات مؤىدة لمواقف واخرى مستنكرة، يافطات داعمة واخرى شاجبة، صور لذلك الزعيم واخرى لهذا القائد، اعلام لذلك التيار واخرى لهذا الحزب· هذه هي حال شوارع بيروت ومختلف المناطق اللبنانية التي تكتظ باللافتات والصور والاعلام بعد كل تصريح لزعيم او في كل مناسبة او ذكرى اجتماعية او سياسية وحتى دينية، او عندما يتعرض احد الاشخاص لهجوم· هذه الظاهرة التي تنامت خلال السنتين الاخيرتين، ادت الى زيادة الانقسامات بين الافرقاء اللبنانيين واصبحت الاحياء اشبه بالفسيفساء تعج فيها الالوان والاشكال· ترى لمى العشي ان اللافتات والصور والاعلام تشوّه المناطق لأن كل فريق يتسابق لوضعها قبل الآخر وحتى انهم لم يكتفوا بتعليقها بل يقومون بتشويه ما يتعارض مع ما يؤيدون· وتضيف "بدل ما يعلقوا 100 صورة يعلقوا صورة واحدة، كل واحد عنده رأيه ومبادئه مش ضروري يعبّر عنها بالطريق"· وتقول ان هذه الظاهرة ولّدت الكثير من الحساسيات لأن بعضها يحتوي على كلام كبير واستفزازي لذلك يجب ان يكون هناك ضوابط لان مختلف المناطق والاحياء تحتوي على مختلف الاطراف لذلك يجب ان يراعي كل طرف الآخر· ويتساءل محمد الرفاعي عن لجوء مختلف الاطراف الى هذه الطريقة للتعبير عن رأيهم وإيصال رسالتهم فهناك اماكن مخصصة للاعلانات والصور واللافتات، قائلاً يلجأون الى هذه الطريقة ليوفروا على انفسهم حتى لا يدفعوا الضرائب"· ويقول "انها فوضى عامة وبهدلة تؤجج المشاكل وتزيدالتوتر بين الافرقاء، كما وأنها تشوّه الشوارع"· "إن لم يعجبهم فليرحلوا عن المنطقة ببساطة هذا الرأي يبديه علي غملوش الذي يؤيد تعليق الصور واللافتات وإن تعارضت مع بعض الاشخاص المنتمين الى فريق مختلف، معتبراً ان كل شخص له الحق في ان يُعلق في المنطقة كما يريد· ويؤيد مصطفى الشحيمي فقط تعليق الصور واللافتات التي تمثل فقط التيار السياسي الذي يمثله· اما رحمة شمّا فترفض التعبير بهذه الطريقة وهي ضد كل هذه اللافتات والصور التي تقول انها تملأ الحيطان دون فائدة كما وأنها تزيد التوتر لأن كل طرف يأتي ويشوه ما يضعه الطرف الآخر· وتشير رولان حيدر الى ان هذه الاشياء تؤثر على سائقي السيارات الذين يتلهون بها مما يتسبب بالحوادث· وترى ان اليافطات السياسية هي اكبر مشكلة لأن من يضعها لا يكتفي بالشعارات بل يتناول اشياء تمسّ بالعيش المشترك لذلك يجب التنبه لان في لبنان لا يوجد حي او منطقة ذات طائفة او لون واحد· اما محسن زبيب فيؤيد وضعها لان الناس تعبر فيها عن توجهاتها، كما وأنها تساعد كثيراً في معرفة الصح من الخطأ وتؤمن مردوداً مادياً على البعض· لكنه يرى انها قد تؤجج المشاكل لأن هناك بعض "الزعران" الذين يحاولون تشويه ما يضعه الآخر· "اللي بدو يعلق ببيتو، برا في احترام لحرية الآخرين"، هذا ما تقوله ربى رمضان التي لم تعلق اي علم او صورة في الخارج احتراما لحرية الآخرين، وتضيف "اللافتات والصور في الخارج لا تعطي الصبغة الحقيقية للانتماء لأنه "اوقات كثير بالمنطقة ما يكون في عدد كبير للمناصرين لكن كثرة الاعلام والصور بتوحي انهن الاكثرية الموجودة"· ولدى سؤال محمد رمضان هذا الموضوع يجيب "مش شرط الصورة والعلم تحدد المنطقة انا عايش بالغبيري من 20 سنة واعلق صورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله في المحل"، هذا يعني انه لا توجد منطقة ذات انتماء سياسي موحد·
تعليقات: