التدخين ممنوع
انهى صديقي مازن زيارته الى الصين، بعدما اشترى كل ما يحتاج اليه لتجارته، ولم ينسى طبعاً بعض الهدايا لعائلته ولأحبائه الصغار.
.
المشكلة التي تزعجه دائماً، عادت لتؤرقه من جديد.
الساعات الطوال، التي سيقضيها على متن الطائرة في طريق العودة، حيث تستغرق
الرحلة الى مطار دبي حوالي ثمان ساعات.
اقترب موعد اقلاع الطئرة، أضاءت اشارة ربط ألأحزمة والى جانبها اشارة ممنوع التدخين ، وانطلق صوت احدى المضيفات عبر مكبر الصوت:
"ان التدخين ممنوع على متن الطائرة ويعاقب عليه القانون ،كما أن المراحيض مزودة بكاشف للدخان".
ما هي الا دقائق حتى انطلقت الطائرة، وصديقنا مازن بدأ يعد الدقائق والساعات ، ويحاول الأحتيال على نفسه عله يصمد حتى نهاية الرحلة بدون تدخين .
لكن بعد تناول وجبة الطعام، خارت مقاومته وانتابته رغبة جامحة للتدخين.
بدون تفكير انطلق الى مؤخرة الطائرة، ودخل الى المرحاض أشعل سيجارته متناسياً تنبيه المضيفة، وما هي الا ثوان حتى سمع قرعاً على الباب مع صوت ناعم ورزين:
"لو سمحت يا سيد أطفئ سيجارتك، التدخين ممنوع على متن الطائرة!"
ارتبك مازن قليلاً وأطفأ سيجارته وعاد الى مقعده.
عندما حطت الطائرة على ارض المطار ، هم بالنزول مسرعاً شاكراً الله انه لم يتعرض للمساءلة ، وعند وصوله الى مكان استلاام الحقائب، صدح صوت المكبر في ارجاء المطار:
"الرجاء من السيد مازن القادم على متن الرحلة القادمة من الصين، التوجه للاستعلامات للضرورة".
لكن مازن استلم حقيبته وانطلق مسرعاً الى خارج المطار.
في صباح اليوم التالي بينما كان مازن يتصفح احدى الجرائد وقع نظره على الخبر التالي:
"بمناسبة مرور خمس سنوات على افتتاح الخط بين الصين ودبي، قررت الشركة تقديم جائزة قيمة لأحد المسافين عن طريق القرعة، وكانت الجائزة من نصيب المسافر على متن الرحلة السيد مازن، لكنه للأسف لم يتقدم لاستلام الجائزة، فقررت الادارة اجراء القرعة من جديد وكانت الجائزة من نصيب مسافر آخر ...."
تعليقات: