لوحة لبنان البديعة


اذا قرأ الانسان فلا بدّ أن يحول هذه القراءة الى طريقة تعامل و رؤية حياة و ستصبح عندها الحياة اقلّ قسوة. مع السّيد اختلف الامر, و هو الذي عاش في بيئة يتكلم لغتها حتى غيبته و لم تغيّب دعوته. دعوة من نوع آخر. دعوة من رجل نعرفه, تأجج بريق الغضب و المعرفة في عينيه, فطوى الصمت ووحشته و أضاء الانوار في الاركان المعتمة و كذا فعل السّيد. تلك الحقيقة الكبرى حيث تنهال الثلوج على الاحياء و الموتى و الموت دليلُ على سبق الحياة, و السّيد حيُ فينا رغم رحيله المبكر.

اشتقنا الى تحلقنا حولك و قد امتلأت أفواهنا بالاحاديث المنكسرة فأحزاننا متراكمة, و هياكل آمالنا مجوفة و نحن اذ نبدد وقتنا بالشجن و التذكر لم ننسى قضيتك. فقد ضحيت بنفسك في النار كي تنورنا. أنت يا من غامر لرفع مستوى شعبه و أمته الى مستوى القيم التي مثّلتها. تمثيلية آخر الليل الخائبة التي غيّبت وجهك الاصيل و صوتك العذب الجميل. كلماتُ تمثيليّة مثّلت ورقة تقرير مصير فتيبست برسميّة الحروف و القضية. رحيلك المبكر أنضب منابعنا الغنيّة و أسكن مراكبنا المرافئ و نقل صناديق أسماكنا فارغة عند الصباح.

ها قد أقبل ايهام المساء و معه الحقيقة بأنّ جسدك لم يعد.

أيها السيد الكريم ما زلنا في الانتظار

تعليقات: