المرحوم الحاج أبو علي كامل عبدو خريس
لم يمنعني فرق الخمسين عاماً من إطلاق صفة الصداقة على العلاقة التي كانت بيني و بين جدي، ربما يعود السبب إلى روحه "الشببلكيه" ....وبالرغم من الفروقات الكبيرة بيني و بينه فهو ينتمي إلى جيل مختلف تماماً عن جيلي إلا أنني كنت أستمتع كل الإستمتاع بتناول الترويقه معه أو الغداء "مشاوي و الشباب" و الشباب هنا أنا و هو فقط ، أو بنفس أرجيله عصرونيه عالبرنده عنده.
لعلي أحسده الآن على تلك العيشه التي كان يعيشها، بسيطة لا ضوضاء و لا انترنت ولا جداول عمل و لا قرف سياسه أو أي من قرف هذه الأيام ولا ولا الخ الخ.....
إذا أضعته ستجده في الحكوره، عشقها و عشقته و زاد تعلقه بها بعد رحيل ستي إلى عالم اللاعوده، إذا صافحته شعرت بتفاصيل الحكورة وقد رُسمت لوحات و لا أجمل على يديه ، فيداه كانت مرتين أصلب و أشد من يداي الـ "مش ناعمين".
فارقنا جدي من حوالي الشهرين، رحل أيضاً إلى دار اللاعوده على أمل اللقاء به مجدداً ، لن أبكيه بل أستذكره و أستذكر بعض من نهفاته أو مزحاته .....
النهفه الأولى :
كان يأتي لزيارتنا مشياً أغلب الأحيان، و كان يحسب المسافه بعدد السواجير (جمع سيجاره) ، يعني كانت المسافة من منزله إلى منزلنا بـ "3 سواجير"، مع العلم أنها ربما قد تستلزمني أنا 4 أو 5 سواجير على مقياس "سيجارة جدّي".
النهفه الثانيه:
عندما كان يأتي لزيارتنا ، كنا نمازحه ،
أنا : يا جدي وينك مش عمتجي تزورنا ، صرلك تلات أيام ما جيت ؟؟
جدي: ما سيارتي مبنشره تحت البيت و بعدني ما صلحت البنشر ، مع العلم أنه لا يملك سياره و لا يعرف القياده حتى.
ربما كانت أكثر من مزحه بأن قصده ليش ما رحت جبتني لزورك ، بس المشكله مش هون ، المشكله أنه بس كان يجي يزورنا ما كان يطول ، إزا كان الصبح بيكون مستعجل بدو يرجع يروح يسقي أو يحوش الحكورة قبل ما تحمى الشمس ، و إزا كان الضهر بدو يروح يدير الماي أو بدو يتسطح شوي ، و إزا كان بالليل بدو يروح ينام تيقوم بكير ينكش أو يزرع أو يسقي عبكير ......نيالها هالحكوره قديش كان مدللها و مهتم فيها يعني لو ستي بعدا عايشه كانت غارت منها يمكن .
النهفه التالته :
بمره من المرات كنت نايم أنا و رفيقي عند جدي و كنا شباب بعمر الخمس و عشرين، و مع الفجر فاق رفيقي عمبيصرخ موجوع ، فقنا أنا و جدي عليه ....شو باك يا باسل ، باسل إجتو نوبة رمل و يللي بيعرف شو بيصير بنوبة الرمل بيصير الواحد يتزعفل من الوجع ، حبيبي يا جدي و هو شافو موجوع ما عرف شو بدو يعمل ، صار يقللو : بجبلك مااي ، بجبلك دوا التهاب بندول شو بجبلك ، بجبلك بندوره !!!!! و هو قلو بجبلك بندوره و باسل مع كل وجعو و صريخو غشي من الضحك و قد ما ضحك بكي ، يعني ما عاد عرفنا هو عمبيكي من الوجع أو من البندوره ......
رحم الله من قرأ الفاتحه لروح جدي المرحوم الحاج كامل عبدو خريس ، و صديقي و أخي و رفيق دربي باسل عبد الأمير حسان و إلى روح جدتي الحاجه سكنه زريق و إلى روح المؤمنين و المؤمنات جميعاً .
ابن الخيام،
علي كامل حمود
سجل التعازي بالمرحوم الحاج أبو علي كامل عبدو خريس
تعليقات: