ظافر المقدم يتصدى للاحتلال الاسرائيلي في كفركلا سنة 1975 (أرشيف \"السفير\")
لم يترك المناضل ظافر المقدم طريقاً للنضال والجهاد ضد العدو الإسرائيلي إلا وسلكه، وبعد مواجهته له بالبندقية في أوائل السبعينيات في كفركلا وغيرها من قرى وبلدات الجنوب، استمر بعد احتلال الشريط الحدودي في مواجهته العسكرية إلى جانب السياسية بكل إقدام وشجاعة، وإلى جانب ذلك حمل لواء التصدي للتدخل الأجنبي في الدول العربية. وكان آخر نشاطاته على هذا الصعيد مقابلة تمحورت حول مواجهة التدخل العسكري الغربي في سوريا. بعد انتهاء تلك المقابلة عاد إلى النبطية ليموت موتة هادئة بالسكتة القلبية، كما كان هادئاً في حياته.
كان ظافر يتمنى موتاً صاخباً في إحدى ساحات نضاله الذي استمر نصف قرن في صفوف «حزب البعث العربي الاشتراكي»، بعد انتسابه له في منتصف الستينيات، وتبوئه مسؤوليات عديدة فيه، مشاركاً من موقعه في مختلف التحركات والاحتجاجات النضــــالية والنقابية والمطــــلبية الشعـــبية والطــــلابية وانتفاضة مــــزارعي التبــــغ في الجــــنوب في أوائل السبعينــيات.
وقد اعتقل مرات عديدة على خلفية انتمائه السياسي ومشاركته في هذه النشاطات، كما اعتقل في السجون السورية، على خلفية الصراع الذي كان دائراً بين حزب البعث بجناحيه السوري والعراقي.
وبالرغم من ذلك ظل مستمراً في نهجه السياسي، الذي تجسد في ما بعد بـ«حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي»، فكان عضواً في القيادة القطرية، وممثلاً له في لقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية.
بقدر ما كان الراحل المقدم مناضلاً ومقاوماً عسكرياً سياسياً عنيداً في ساحات نضاله، كان زاهداً في حياته التي ابتعد عن رفاهيتها ومباذلها كُرمى لمبدئه السياسي الذي لم يحد عنه يوماً قيد أنملة، مسخراً له أجمل سني عمره.
شيعت مدينة النبطية وبلدة زبدين وأهالي المنطقة المناضل ظافر المقدم في موكب مهيب عصر أمس شارك فيه حشد من الشخصيات والفعاليات الرسمية والسياسية والحزبية والاجتماعية والمواطنين.
وقد نعى الراحل المقدم كل من رئيس «حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي» عبد المجيد الرافعي، والقيادة القطرية للحزب، والحركة الوطنية اللبنانية، و«الهيــئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي»، و«المنتدى القومي العربي».
ظافر المقدم (أرشيف «السفير»)
تعليقات: