مرحى بالحياة تعود عبر المدرسة

مرحى بالحياة تعود عبر المدرسة
مرحى بالحياة تعود عبر المدرسة


عام دراسي مثقل بالأعباء والهواجس في العرقوب

تستقبل منطقة حاصبيا ومرجعيون عاماً دراسياً مثقلاً بالأعباء المادية والهواجس الأمنية التي باتت تقض مضاجع اللبنانيين من دون تمييز بقلق من أن تستمر التوترات الأمنية المتنقلة بدون ايجاد حلول جدية تعيد الحد الأدنى من الأحساس بالأمن والأمان الذي طغى على ما عداه من ظروف اقتصادية صعبة يرزح تحتها أهالي منطقة حاصبيا ومرجعيون التي يشكل فصل الشتاء عبئاً إضافياً على أهلها، ويعتمد غالبيتهم على القطاع الزراعي وما يأتي من الأبناء من بلاد الاغتراب وبعض المهن الحرة التي لا تغني عن جوع.

"الله يعينّا"

"إن شاء الله ما بيصير إلا خير"، تبادر أم سالم شهاب بالقول، حيث باشرت البحث عن المدرسة الأفضل والأرخص لأبنائها الأربعة، بعدما زادت الأقساط المدرسية في القطاع الخاص، وما يدور في فلكها من قرطاسية وزي رسمي، مشيرة الى أن "هذه الأمور كلها أصبحت سهلة أمام الوضع الأمني المتنقل بالبلد، يعني صرنا عم نفتش عن المدرسة اللي بتوفر الأمان لولادنا حتى يرجعوا عالبيت بنهاية اليوم الدراسي"، مضيفة، "زوجي سائق جرافة والشغل بالمنطقة قليل جداً وفرص العمل أقل، يعني الله يعينا على هيدي السنة".

والقلق لا يوفر الأولاد، فهذه مريم من شبعا، في الصف الثامن أساسي، لا تخفي خوفها مما يحصل إذ تقول: "نسمع الأخبار مع أهلنا وكل يوم في أبرياء وولاد بتموت، ونحن أكثر شي خايفين من أنو يصير حرب بكل لبنان".

التسجيل يخفف منسوب القلق

أما أصحاب المؤسسات التربوية في القطاعين العام والخاص، فقد أتموا استعداداتهم لاستقبال العام الدراسي في ظل ظروف صعبة لجهة كيفية التعاطي مع هذا الوضع المستجد وتأمين الحد الأدنى من السلامة العامة والأمان لطلابهم في الذهاب والإياب، فيما وضع التلامذة النازحين السوريين، الذين يزيد عددهم عن الألف في منطقة حاصبيا والعرقوب، يبقى معلقاً بانتظار قرار وزارة التربية بهذا الشأن، والجهات الخيرة والمانحة على مستوى القطاع الخاص.

إذ يؤكد وسيم سويد، مدير مدرسة الإيمان في العرقوب، أن "الكل من ذوي الطلاب يسأل عن العام الدراسي، وهل سيبدأ في موعده؟ والسبب الرئيسي هو الهاجس الأمني في لبنان والخوف من أي عمل عسكري ضد النظام السوري ومدى انعكاسه على لبنان"، لافتاً الى أن "جليد الخوف لدى الأهالي يذوب شيئاً فشيئاً وذلك مع بدء دوام أفراد الهيئة الإدارية والتعليمية وتسجيل الطلاب ما ينعكس ايجاباً على الأهل والتخفيف من حدة الخوف والقلق لديهم".

وفي ما خص الطلاب السوريين النازحين الى المنطقة، يؤكد سويد أن "المدرسة استقبلت في العام الفائت 125 طالباً سورياً بالتعاون مع الجمعية الإسلامية، واليوم نحن نسعى مع الجهات المانحة والخيرة لتأمين العام الدراسي لهم، إذ يبدو أن عددهم هذا العام سيزيد عن الألف وهذا العدد يفوق قدرة المدرسة على تحمله".

الأمن الاقتصادي والاجتماعي

ويلفت علي قصب، ناظر ثانوية كفرشوبا الرسمية، الى أن "هذه المنطقة أفضل من غيرها لأن الكل يعرف بعضه البعض ولا خوف من أعمال أمنية على غرار ما حصل في بعض المناطق اللبنانية، ولكن المشكلة الأصعب تتمثل في الأحوال المعيشية الصعبة التي تعاني منها العائلات في هذه المنطقة الحدودية لا سيما الحرمان والإهمال المزمن، ما يضطر بعض العائلات الى الهجرة القسرية نحو المدن للبحث عن فرص عمل أفضل توفر لهم الحد الأدنى من الأمان الاقتصادي"، معتبراً أن "الخوف الأكبر يبقى من وقوع أي اعتداء إسرائيلي على لبنان خصوصاً هذه المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة وسوريا".

لكي ينجح الطلاب في علمهم يجب توفير الأمن الاقتصادي والاجتماعي والأمني، وهذه الأمور بات من الصعب ضمان توفيرها في ظل ما يشهده البلد من انقسامات وتوترات أمنية متنقلة لا تستثني أحداً، فيما طبول الحرب تقرع في المنطقة والخوف من شظاياها التي قد تطال لبنان.

...

..

رويداً رويداً، تعود الحياة الى المؤسسات التربوية.. المدارس شرعت الأبواب للتسجيل تحضيراً للعام الدراسي.. مرحى بالحياة تعود، عبر المدرسة.. وإن ضاعفت هذه العودة الأعباء على كاهل أهل أتعبهم أمن "سائب" وسلاح "فلتان" وتفجيرات أرادها من خطّط لها ونفّذ أن تفجر كل لبنان وتوقظ فتنة سعى إليها أعداء لبنان ويسعون.

همٌّ تربوي يضاف الى هموم؟. هذا صحيح.. لكن مرحى بالهم التربوي عند أهل أولويتهم أمن وعلم.

هنا في حاصبيا ومرجعيون، الهواجس إياها على حدود التوتر التاريخي، مضافاً اليه حال مقلقة في سوريا وتدفق لنازحين كواهم حقد النظام مكملاً كي الفقر.. ومع الهواجس بكل عام دراسي مثقل بالأعباء في منطقة نأت عنها حكومة نأت عن مصالح كل اللبنانيين.

*

حاصبيا ومرجعيون ـ عمر يحيى

مرحى بالحياة تعود عبر المدرسة
مرحى بالحياة تعود عبر المدرسة


عام دراسي مثقل بالأعباء والهواجس في العرقوب
عام دراسي مثقل بالأعباء والهواجس في العرقوب


تعليقات: