الجمود ومزاحمة اليد الأجنبية يخفضان الأجور

منافسة عمّال البناء الأجانب سببت تراجع سعر المتر المربع إلى 12 دولارا (حسين سعد)
منافسة عمّال البناء الأجانب سببت تراجع سعر المتر المربع إلى 12 دولارا (حسين سعد)


اللبنانيون ٥ % من العاملين في الحمضيات

مرت سنة كاملة على توقف يوسف سرور عن العمل في قطاع البناء في صور، نتيجة تراجع أعمال البناء من جهة، ومزاحمة الأيدي العاملة الأجنبية، لمتعهدي وعمّال البناء من جهة ثانية، والتي تسببت بخفض أجرة سعر المتر المربع الواحد من 17 إلى 12 دولارا.

هذه المنافسة الواضحة في قطاع البناء، تسري بدورها على مجمل القطاع الزراعي، حيث يحتل العمّال والعاملات السوريون حاليا، أكثر من 80 في المئة من نسبة العاملين في بساتين الحمضيات والموز والبيوت البلاستيكية وسواها، يليهم العمّال الفلسطينيون، ثم اللبنانيون بنسبة لا تتجاوز الخمسة في المئة.

التوجه إلى أفريقيا.. والأحزاب

يعيد عاملون في قطاع الزراعة في ساحل صور، هذا الواقع، إلى اعتكاف الشبان في المنطقة عن الانخراط في العمل الزراعي اليومي، منذ أكثر من عشر سنوات، على خلفيات مختلفة، ومنها تدني أجور العمّال الزراعيين التي لا تتجاوز العشرين ألف ليرة يومياً، والتوجه نحو العمل في شركات لبنانية عديدة في دول افريقيا على وجه التحديد، وازدياد أعداد المنخرطين من الشبان في صفوف الأحزاب السياسية.

ويوضح المزارع أبو هاني ضاهر لـ"السفير"، أن "التراجع الكبير في نسبة العمّال الزراعيين من أبناء منطقة صور، سببه تفضيل الشباب للهجرة، أو العمل في مجالات وظيفية أخرى، لا سيما في سلك الجيش وقوى الأمن، إذا ما أتيحت لهم الفرص".

3 آلاف للرجل وألفان للمرأة

يقول ضاهر: "مما لا شك فيه أن ارتفاع عدد العمّال الزراعيين الوافدين إلى المنطقة، قد ساهم في انخفاض أجور العمّال، إضافة إلى الخسائر المستمرة في المواسم الزراعية على أنواعها".

يتقاضى العمّال السوريون أجرا، وهم يعدون بالآلاف، ثلاثة آلاف ليرة لبنانية للرجل، وألفي ليرة للمرأة عن كل ساعة عمل، بينما يتقاضى اللبناني، وفق ضاهر، ثلاثة آلاف و500 ليرة على كل ساعة عمل، نظرا لخبراته الزراعية، كذلك الفلسطيني الذي يحمل خبرات في مجال الزراعة.

تراجع عام في البناء

أما على صعيد قطاع البناء، فيؤكد متعهد البناء حسين فقيه لـ"السفير" أن "هناك تراجعا عاما في القطاع، جراء الوضع الاقتصادي العام من ناحية، وتوقف رخص البلديات لفترة طويلة من ناحية أخرى".

وعن أسباب تدني الأجور وانخفاضها، يعيد فقيه السبب إلى منافسة معلمي عمّال البناء الأجانب، ولا سيما السوريين، للمتعهدين والعاملين في مجال البناء في المنطقة، ما أدى إلى تدهور الأجور، وتراجع سعر المتر المربع من 17 إلى 12 دولارا، مشيرا إلى أن معلم البناء سواء كان لبنانياً أو سورياً يتقاضى أجراً يومياً يبلغ حوالي 50 ألف ليرة، بينما يتقاضى عامل البناء اللبناني والأجنبي على السواء، بين 30 و35 ألف ليرة يومياً.

تعليقات: