قافلة بغال عند معبر جبل الشيخ باتجاه سوريا (طارق أبو حمدان)
شرعت القوافل الإنسانية من لبنان إلى سوريا، معبر جبل الشيخ ذا المسالك الوعرة، الذي سيبقى سالكا أمام حركة النازحين السوريين وقوافل تموينهم، بين المقلب الغربي اللبناني لهذا الجبل ومقلبه الشرقي السوري، حتى حلول الشتاء. سيفرض عندها جنرال الثلج أوامره الحازمة، بضرورة إقفاله بالاتجاهين، وحتى نهاية فصل الصقيع بسبب الثلوج التي تغمره بكثافة ولعدة امتار.
قوافل التموين، التي تأتي لدواع إنسانية، كما أشار القيمون عليها، تكثفت خلال الأسبوع المنصرم، بمعدل قافلة كل 48 ساعة. وسجلت خلال الأيام القليلة الماضية عبور ثلاث قوافل، نقلتها مجموعة من البغال وكانت على الشكل التالي، قافلة ضمت 13 بغلا، حوت 26 كيس طحين وكمية من المعلبات. قافلة ثانية ضمت 11 بغلا، حوت 11 كيس طحين. وثالثة حملت على 14بغلا، وحوت 10 أكياس من الطحين، و36 كرتونة معلبات.
البغل وحده يبقى سيد هذا المعبر، فهو الوسيلة الوحيدة القادرة على اجتياز المسالك الجبلية الوعرة والضيقة. وقد راجت تجارة البغال من جديد، بحيث عادت الفئة المسماة المكارية، والتي كادت أن تنقرض، إلى إحياء المهنة من جديد. ولجأت إلى شراء البغال التي ارتفع عددها في شبعا، وبعض القرى المحيطة إلى حدود 50 بغلا. وبات البغل الذي يتراوح سعره بين ألف وألف وخمسمئة دولار، يعطي مردودا مقبولا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. فأجرة نقلة البغل بين لبنان وسوريا، التي تستغرق بين 5 و6 ساعات، تتراوح بين 50 و75 دولارا، علما أن بأمكان البغل القيام بنقلتين يومياً.
وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية، قد نفذت خطة عسكرية محكمة لضبط الوضع عند المعبر، بحيث تم تركيز حواجز عند مدخله الغربي، تعمل على التدقيق في هويات العابرين ذهابا وإيابا. وتخضع المواد التموينية المرسلة إلى المقلب الشرقي من جبل الشيخ للتفتيش الدقيق. كما تنفذ في هذه المنطقة الجبلية الوعرة دوريات راجلة وكمائن وبشكل دوري، ما خلق حالا من الاطمئنان لدى الجهات المعنية بالملف السوري.
كما شهد المعبر خلال الأيام القليلة الماضية، حركة نزوح مكثفة لعشرات العائلات والمواطنين السوريين من محور بيت جن ومحيطها. وذلك خوفاً من الضربة الأميركية المتوقعة. كما نقل إلى الجانب اللبناني المواطن السوري ياسين زيداني، وهو مصاب بعدة شظايا مدفعية في وجهه ويده. وعمل «الصليب الأحمر اللبناني» على نقله إلى أحد مستشفيات المنطقة.
تعليقات: