تقنية جديدة في مرجعيون تستخدم للمرة الأولى في لبنان: بيوت من تراب
مرجعيون -
على مقربة من كنيسة مار الياس في البويضة في جديدة مرجعيون، متاريس أكياس متراصة من نوع آخر... ليست للوقاية من قذائف أو رصاص، إنّما هي تقنية جديدة تُستخدم للمرّة الاولى في لبنان لبناء منزل ينسجم مع البيئة والطبيعة.
أكياس ممتلئة بالتراب وقليل من الماء يتم رصفها فوق بضعها لتشكّل جداراً يلتقي مع ثلاثة جدران أخرى لبناء منزل أو غرفة بالمقاسات المطلوبة. ولكن لا يتوقّف العمل عند هذا الحد بل يتبعه وضع سياج حديد من الخارج والداخل وتلبيسه بقشرة باطون ناعمة فيصبح أكثر متانة وعازلا للمياه وبكلفة لا يمكن مقارنتها بتشييد أي منزل على الطريقة التقليدية لأّن المادة الأساس في البناء هي التراب.
هذه الفكرة الغريبة نوعاً ما حوّلها رمزي بحري حقيقة وواقعاً اذ تعمّمت له فوائد وايجابيات كثيرة، وهي وفق قوله "زهيدة الكلفة وعازلة للحرارة والبرودة وجميلة فنّياً وصديقة للبيئة".
الى بستانه المنوّع من أشجار مثمرة وزيتون، وحيث الهدوء والسكينة يحيطان به، يلجأ بحري لقضاء وقت فراغه، والحاجة الى مكان للاستراحة كانت الدافع لتشييد منزل صغير يتناسب مع البيئة الموجود فيها ويتلاءم مع ذوقه الفنّي ويكون مميّزاً أيضاً. وكونه من التراب فلا حاجة للإجراءات القانونية التي يتطلّبها عادة تشييد منزل تقليدي، المطلوب فقط هو كمّية من التراب تتم تعبئتها بأكياس مع بعض المياه ليتماسك التراب قليلاً، تُرصف فوق بعضها ويتم كبسها بقطعة من الحديد المسطّحة بوزن 25 كيلوغراماً لإفراغ الهواء ورص التراب فيتماسك في شكل أكبر. "ومدماك" فوق "مدماك" تعلو الجدران معاً، مع حجز مكان للنوافذ بالقياسات المطلوبة ومع استخدام لوح خشبي لإكمال الجدار حتى السقف.
أما المرحلة الثانية من العمل فهي تشبيك أكياس التراب بسياج حديد من الجهتين وذلك عبر إدخال سلك حديد رفيع بكل كيس يُصار الى ربطه وتشبيكه من الداخل والخارج بالسياج على الجهتين، ثم يتم تلبيس الجدران بقشرة من الباطون فتتماسك بشكل أكبر. أما السقف فهو عبارة عن خشب، ثم طبقة من النايلون لعزل المياه، وفوقها طبقة من التراب تُزرع فيها الأزهار والورود، ما يعطي بعدا جماليا مميّزا للمنزل.
هذا المنزل الصديق للبيئة، والمميّز بتصميمه، قد يكون منزلاً مثالياً للسكن في أحضان الطبيعة بكلفة بسيطة، اذ لا يحتاج الى أي بنى تحتية وأساسات، علماً انّه يمكن تقسيمه من الداخل كأي منزل عادي ففيه مطبخ ومرحاض، الى غرفة النوم والجلوس... مساحته 24 متراً مربّعاً قابلة لزيادة غرف أخرى في مراحل لاحقة.
عن هذه التجربة يقول بحري: "أبحث دائما عمّا هو مميّز وجديد وآمل أن تعمّم هذه الطريقة في كلّ المناطق اللبنانية الجبلية لأنّها جميلة وغير مكلفة وبيئية".
تقنية جديدة في مرجعيون تستخدم للمرة الأولى في لبنان: بيوت من تراب: كبس أكياس التراب
تقنية جديدة في مرجعيون تستخدم للمرة الأولى في لبنان: بيوت من تراب: السقف
تقنية جديدة في مرجعيون تستخدم للمرة الأولى في لبنان: بيوت من تراب: المنزل من الداخل أثناء توريقه
تعليقات: