في عشق الخيام طعم الخلود
(تعليقاً على موضوع الكاتب ابراهيم نعيم سعد "عاشقة من الخيام")
للغرق في عشق الخيام طعم الخلوداستاذي ...
ان كانت المرأة هي من تبحر بأشرعتها
فأنتم البحر الذى يحمل كل هذا الثقل من الإبحار ..
وان كانت المرأة هي الصبر والعزيمة والسكينة فأنتم من يشجعها على الإستمرار..
فما اهمية القمر والنجوم ومشتقات السهران لم يتبعه نهار ..
تلك المرأة التي تعلمت فنون الغطس والسباحة والسفر والملاحة
كانت في الأصل ضلعا من قفصكم الصدري لا يستحق ان ينزع من صدوركم ليمضي عكس التيار ...
فهل من إمرأة تصنع حياة بمفردها دون اللجوء الى تركيبة خاصة من الخشونة والليونة ومن الرقة والرعونة ومن القسوة والمرونة
لتنشئ عالما خلاقا يستحق ان يفني له العمر حتي وإن كانت نهايته الإحتضار؟!..
فكيف ان كان هذا العالم كله الخيام؟!..
وكيف ان كان هذا البحر الواسع وتلك المجاديف وكل تلك التناقضات التي جبلت معالمنا ونحتت غضاريفنا ومفاصلنا وكل ملامحنا ريشة منحت من الله لبلدة كبرنا بها وهي الخيام؟!..
بعض القري والمدن تمزقت في اوردة ابنائها
وبعض الدول والقارات فنيت على اغصانها
وبعض الشعوب نزفت من اقصائها
إلا الخيام!...
تلك المدينة التى اسقطها الله من لوحة السماء ليشاهدها البصير والاعمي بكل الالوان ...
فكيف لا نعشق ان نكون ارهابيين بعشقها؟
ومسرفين في حبها ؟
ومتخاذلين عن الإفراط بها؟
حتى اصبنا بداء البخل في تبذيرها
ومتعسفين في الدفاع عن تحريرها
واستنساخ عبيرها
نحن اغنياء بها وان تسولنا الوجود
ونتنفس من خلال رئتها عشق الجنة للخلود
ابدعت بنا ..وكبرنا بك!..
ولهذا تحول كل رحم الى تاريخ
وكل مشيمة الى مجتمع
وكل حرف نسائي الى اجندة للثورة على امية الضعف
فهنيئا ايضا للخيام برجالٍ كانوا لنا البحر والسفينة والمجداف والقبطان!
ومنارةٍ نستدل بها على حضارة بحجم وطن
وموقعٍ بحجم "موقع الخيام"!
..
الشاعرة هدى صادق - الكويت
تصوبر فيديو لبركة الدردارة ونبع الحمّام وأغنية "موطني"
تعليقات: