صورة للناجين في حادثة غرق العبارة في اندونيسيا
لقمة العيش والهروب من واقع البلد المأساوي والتفتيش عن ملاذ امن ومستقر وفرصة عمل دفعت بالعديد من العائلات العكارية، رجالا ونساء واطفال، لا سيما في قرى وبلدات جرد القيطع وبخاصة بلدات قبعيت وبيت يونس وحرار ومشمش وفنيدق، الى تكبد مشقات السفر، فغادروا بما حملت ايديهم وسط ظروف صعبة ومعقدة. لجأوا الى طرقات بحرية تقودهم من لبنان الى ماليزيا و اندونيسيا ومن ثم الى الشواطىء الأوسترالية معللين النفس ببلوغ شاطىء الامان.
هذا و تسود حال من الارباك والخوف في هذه القرى والبلدات اثر توارد انباء عن غرق احدى العبارات البحرية في اندونيسيا التي كانت وجهتها الشواطىء الاوسترالية وعلى متنها عدد من المهاجرين قدر بنحو 75شخصاً من جنسيات مختلفة، ومن بينهم 15 عائلة لبنانية، على ما يقول بعض الاهالي الذين يقومون باتصالات متتالية مع الخارج لمعرفة مصير المفقودين من ابنائهم .
وحتى الآن لا معلومات اكيدة ولا معطيات جدية عن هذا الموضوع، والاهالي يطالبون وزارة الخارجية بالتواصل مع السفارات اللبنانية في الخارج لا سيما في ماليزيا واندونيسيا واوستراليا لتبيان حقيقة ما هو حاصل وللاطمئنان عن ابنائهم على الرغم من ان روايات البعض المسنودة الى اتصالات تلقوها ممن كانوا على متن العبارة ولا يزالوا على قيد الحياة تؤكد ان اكثر من 15 شخصاً قد قضوا غرقا، ومن بينهم نساء واطفال ورجال لم ينقذوا نظرا للأوضاع الصعبة التي كانت على متن العبارة التي تقلهم مع ارتفاع الامواج واشتداد الريح .
ويشار في هذا السياق الى ان عددا كبيرا من العائلات العكارية تقدر بنحو 50 عائلة، قد اعتمدت هذه الطريقة مؤخرا للدخول الى اوستراليا . وقد عرف من العائلات المفقودة : عائلة حسين أحمد خضر ، وعائلة أسعد علي أسعد وعائلة علي أحمد حمزة وعائلة محمد خضر شديد و سراب عبدالحي واطفالهم، وجميعهم من بلدة قبعيت التي تعيش عائلاتها ظروفا صعبة.
ويشار الى ان اقرباء وانسباء الضحايا والمفقودين في بلدة قبعيت لا يزالون تحت تاثير الصدمة الكبيرة، ذلك ان عائلتين لم ينج منهما الا شخصين فقط هما ربا الأسرتين، وبالتالي فان الاهالي يتتبعون الاخبار عبر الهواتف النقالة علها تحمل اليهم انباء تخبرهم عن نجاة الغرقى لكن دون التمكن من معرفة ما اذا كانت السلطات الاندونيسية قد بذلت مجهودا لانقاذهم ام لا .
وقال مدير عام المغتربين هيثم جمعة لـ"النهار" ان عدد الركاب على متن العبارة يقدر بـ 120 شخصاً، وان هناك 18 لبنانياً ناجياً من اصل 25 ناجياً في عمليات الانقاذ المستمرة والتي تم خلالها انتشال 45 جثة حتى الساعة. وأشار جمعة الى وجود صعوبة في تحديد أسماء الضحايا لعدم وجود لائحة بأسماء الركاب .
وكان مسؤول في شرطة اقليم سيانجور في ولاية جاوا الغربية في جزيرة جاوا الاندونيسية قد صرح بأن " 20 شخصاً على الأقل معظمهم من الاطفال قضوا غرقاً، وان هناك 75 شخصاً في عداد المفقودين، اثر غرق مركب كان ينقل مهاجرين من الشرق الاوسط في طريقهم الى جزيرة استرالية". وابحر الركاب من مرفأ صيد بيلابوهان راتو في منطقة سوكابومي (جنوب غرب جاوا) للتوجه الى جزيرة كريسماس الاسترالية لطلب اللجوء. واشار المسؤول الى ان الناجين اتوا من الاردن ولبنان واليمن.
خلال عمليات الانقاذ
اللحظات الأخيرة قبل أن يلتهم بحر اندونيسيا اللبنانيين
اللحظات الأخيرة قبل أن يلتهم بحر اندونيسيا اللبنانيين
تعليقات: