هاني عسّاف.. سنبقى حالمين وحاملين مشعل العدالة وتكافؤ الفرص

وهبي أبوفاعور 30\9\2013 موقع خيامكم

$ورشة عمل في إبل السقي \$
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف

تحية إلى روح المناضل هاني خليل عساف

أيها الأخوة والأخوات،

أيها الأصدقاء، أيها الحفل الكريم

سلام الله عليكم...

التحية لكم عبقُ طيب من معجن هاني عساف المناضل المتقدّم على دروب الوطن والإنسان.

تمرّ الأيام وتعبر منذ بعضها ذكراه الثالثة ولم يُنس فهو إلى بيوتنا وحجراتنا كالنسيم المنعش يدخل فيدغدغ الأحلام ويسترجع ذكريات الشباب بعطاءاته وألوانه، فلا يفسد إجتماعاً ولا يزعج مزاجاً بل تحسّ به أنساً رطباً ومحاوراً عاقلاً وقائداً فذاً إجتمعت في شخصه كل المزايا من عمق المعرفة وطيب السلوك ورجاحة العقل التي لا تجتمع إلا في القادة الأصيلين.

يدخل في عقلنا فيعطينا دفعاً لأن نبقى أوفياء لمبادئنا الإنسانية ولمطالبنا المحقة في الحرية والخبز والعمل، ويعطينا جرأة نقد الذات وممارسة العقلانية والتعلّق بحوار العقل الذي لا يستظله إلا الكبار في نفوسهم والأقوياء.

جئنا اليوم أخوة وأصدقاء ورفاق لا لنمسح الدموع وأنت العصي على الدمع وإن لم تكن عصياً على الدم من أجل الوطن والإنسان.

جئنا لنلقي السلام على روحك الطيّبة جماعة لا تنساك، جماعة لا تزال في عمقها النضالي من الناقورة إلى أقصى الشمال تحفظ لك قيم الريادة والقيادة والفرادة.

نشاطنا اليوم في المنتدى واحد من العناوين التي طرحتها في خلوتنا في 16/7 في نقابة الأطباء، قبل أسبوعين من مرضك، يوم حملت مع الزملاء الأعزّاء في الهيئة الإدارية تلك الرزمة من الأفكار ودافعت عنها كعناوين لنشاطات تصح لمعالجة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية لمجتمعنا.

محطة منتدى التنمية اللبناني مع نخبة الأصدقاء والمفكرين والباحثين والناشطين في العمل الميداني أكملناها بكوكبة من الأصدقاء والنخبويين في هيئة تنسيق مرجعيون – حاصبيا التي أدرت نشاطها فكنت المنفّذ كما كنت المخطط وكنت الرافعة لكل أعمالها بدءاً من مؤتمر 2004 في هذا المكان بالذات.

فيومها كنّا وسنبقى نعترف لك بمزايا القائد المتواضع الذي يزرع في أصدقائه وشركائه حبّات الحوار والتعقّل وبذور الوطنية في مجتمعنا المريض وكنت دائماً المراهن على نبل الناس وعظمة الشعب.

يا هاني:

كنت حاضراً معنا ومع الأصدقاء والرفاق في مناسبتين مؤلمتين فقدنا فيهما إثنين من أصدقائنا المشتركين، نعم إثنان لم يستطيعا الإختباء من درب الأقدار فهووا مثلك كالأطوار في عز العطاء.

أولهما عثمان دلول في علي النهري القامة العاقلة والرصينة والقانونية.

وثانيهما كامل شيا في بدغان النقابي المناضل في صفوف المعلمين الرسميين وهيئة التنسيق النقابية.

يا هاني:

نعدك بأن نبقى دعاة حوار على كل المستويات.

نعدك بأن تبقى دولة المواطنة هدفاً لنا.

نعدك بأن نبقى حالمين وحاملين مشعل العدالة وتكافؤ الفرص.

نعدك بأن نبقى أوفياء لكل من سبقنا في درب النضال الطويل وأن تبقى مدرسة الوفاء للشعب.. للوطن.. للإنسان حيّة قائمةً في نفوسنا!

رحمة الله عليك.

* وهبي أبوفاعور - نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني

(كلمة ألقيت في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف)

الكلمات الأخرى التي ألقيت سوف تنشر تباعاً على هذا الموقع.

ألبومات صور ورشة العمل