ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
السادة الحضور
الصديقات والأصدقاء
أيها الحفل الكريم
في الثاني عشر من شهر أيلول العام 2010، كان العمر قد هيّأ كل شيء للرحيل، فغادرنا هاني جسداً، فلازمتنا روحه، واستمرّ متسلّقاً قلوبنا وأفكارنا، وأهدانا خصوصيته وفرادته وحركته المتحّررة في زمان اختلطت فيه الأمور والمعايير ....
لقد غادرنا هاني، ودار الزمان دورته، ولكن نحن المدركين لقدرته ومعرفته وطاقاته، ولما خبّأ في جراره من أفكار ومبادرات، لن نسمح للنسيان أن ينتصر على ذاكرتنا، بل سنبقى به ومعه، نردّد مطالع الحكاية وفصولها حتى النهاية، رافعين لغة الصوت في كل الاتجاهات متسائلين:
من هو ذلك المعاند المشاكس بحقّ، الذي ألهمته الأيام ليكون طالباً ومعلماً ومناضلاً، ومن ثم ناشطاً في الجمعية التي تبادل معها طقوس العشق، فأحبها وأحبّته؟
من هو ذلك القمر الجنوبيّ الذي لم يكفّ يوماً عن مغازلة الشمس ؟
من هو ذاك الذي كنّا نتعلّم منه ونستعير ضميره، يوم كانت الضمائر تعيش في الزوايا المظلمة بعيداً عن نسمة هواء نقيّة؟
من هو ذاك المناضل الذي خبّأته الأيام في أصدافها، فخرج ليصنع ذاته، وليصنع معه جيلاً من الشباب والشابات المكافحين على أدراج الجامعة الوطنية والمدرسة الرسمية وفوق دروب القرى في الجنوب، قبل أن تدور به الأيام وتحمله بعيداً عن الأهل والأحبّة والرفاق والأصدقاء ؟
أيها الأصدقاء
صحيح أن القدر لم يسمح لهاني عساف أن يضبط ساعته ليكون على موعد مع طموحاته في التغيير... لكننا نؤكد لكم وللأهل وكل الأصدقاء، أن ذاكرة زملائه في كل الساحات، وخصوصاً في النجدة الشعبية لن تصاب الرضوض، بل سنبقى ندرك، ونعلم، أنّ ما تركه لنا ولكل العاملين والناشطين في الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني سيبقى علامة فارقة ومضيئة لن يخبو نورها مع الأيام، بل ستبقى مشعلاً ينير الدرب ونبراساً يقينا جميعاً من الوقوع في المتاهات والعثرات....
أيها الاصدقاء،
لقد واكب هاني ولادة العمل الأهلي، وشارك في وضع الأسس السليمة والمعايير المطلوبة للعمل واضعاً مسألة التعاون والتضامن والشراكة في المرتبة التي تستحق، ومساهماً بقناعة في بناء الشبكات والمظلات، وخصوصاً منها " تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان" ، وتلك العاملة في الوسط الفلسطيني وداخل المخيمات، كما أسهم في إطلاق أطر العمل التضامني على المستوى العربي وفي دول حوض البحر الابيض المتوسط ، وفي كل الساحات والميادين .....
أيها الأصدقاء،
لقد أدرك هاني باكراً أهمية التغيير في آليات عمل القطاع الأهلي، وقبل كل ذلك، في أهدافه ودوره، عاملاً على حلّ الإشكالية المتعلّقة باختلاف وجهات النظر حول فلسفة هذا القطاع، بين أن يبقى خيريّاً إحسانياً، وبين أن يتحوّل إلى قطاع يلتزم الخيار التضامني الإنمائي المشارك في رسم السياسات ووضع الخطط والبرامج الوطنية المرتبطة بمصالح الفئات الأكثر حاجة، فكان المبادر الطليعي الذي أدرك أهمية أن تلتقط الجمعية هذا الدور الرائد، وتتمسّك به كخيار وحيد، من دون أن تسعى إلى الحلول محل أحدّ، بل السعي والعمل من أجل تكامل الأدوار مع القطاعات الأخرى بعيداً عن التماثل والتكرار....
أيها الأصدقاء
يا رفاق هاني وأصدقاءه
لن أطيل عليكم، لكن لا بد من القول إننا جميعاً أمام لحظة صدق، وهي أننا نحيا لنموت، ونموت كي نبعث من جديد، وأنّ الغياب ليس نهاية كل شيء بل بداية كل شيء، وخصوصاً بالنسبة إلى أولئك الذين يقتلنا الشوق والحنين إليهم.
أما أنت أيها الصديق الراحل، فإنني باسمي وباسم كل النجدويين والأصدقاء أقول لك:
وحدها الأيام ستكشف كم كنا أثرياء بك وبأفكارك، وكم أنك أبدعت في الزمان الصعب والمستحيل، وبأنك وحدك كنت قادراً على عدم تحويل الاختلاف في وجهات النظر إلى خلاف، ولهذا ، نحن، كنا ولا نزال، نلتقي معك في صدقك ونبل أهدافك ومراميك .... وشكراً
..
* حسين كريم عضو الهيئة الادارية في جمعية النجدة الشعبية اللبنانية
(كلمة ألقيت في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف)
الكلمات الأخرى التي ألقيت سوف تنشر تباعاً على هذا الموقع.
ألبومات صور أنشطة منتدى التنمية اللبناني في المنطقة
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
تعليقات: