ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
هاني عساف:اسمٌ ضيءٌ في النضال السياسي العام، وفي الاهتمام والمتابعة والمبادرة في مشاريع تنموية حيوية كانت تتطلَّبها منطقة مرجعيون ـ حاصبيا، وما زالت تطمح وتسعى للمزيد منها.
لم يمل يوماً من متابعة، ولم يتراخَ عن مبادرة، كان له حضوره المؤثِّر واللافت، همّاً وهاجساً من أجل تجميع وتنظيم أطر المجتمع المدني، الساعية لتحقيق تلك الأهداف، فكان دوره المميَّز في المجتمع، وحضوره المشاكس الساعي إلى الأفضل في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، دليل انحراف فيه عن تكوينه المختلف.
لقد هوى هذا الفارس المميَّز عن حصانه باكراً، وفقدناه في غفلة عين، فترك في النفوس غصّة، وفي القلوب محبّة لم ولن تخبو مع الأيام. نتذكَّره في جنبات هذا المكان بالذات وهو ينظِّم ورشة عمل ما فتراه متنِّقلاً من رهط إلى آخر ليبلور اقتراحاً أو ليدعم فكرة أو ليصيغ مشروعاً تطويرياً لنشاط قادم. من الصعب أن يغيب عن ذاكرة عارفيه ومحبّيه وهم كثر، ومن المستحيل أن لا يكون لامعاً في وجدان كلٍّ منّا.
هانـي..
على مهلٍ نعبر إليك دائماً، حاسري القلوب، نعالج ارتعاشات الخطى القادمة ونتقرّى المسافة بالنبض الهارب.
يا لرهبة اللقاء معك اليوم وأنت غائب في الجسد فقط.
لن نطرق الباب عليك أيها المميَّز، فعهدنا بك مشرعاً للشمس والريح كصفحة الماء، رغم اعتصامك اليوم في موضع بعيدٍ عنّا، لكنَّه قريب قرب رموش العين ذكرى واعترافاً بما قدَّمته وما كنت تسعى لتقديمه.
أيها الصديق الغائب الحاضر..
جئناك اليوم في ذكراك الثالثة من نواحي الجرح جميعاً.
فمن قادم من زمن الاستباحة في بيروت، من زمن القلق والتوتر خوفاً من القادم من الأيام،
إلى قادم من زمن التفجير حيث الشظايا الآدمية، ورائحة الموت تملأ الأمكنة وتلح فيها احتمالات الأصعب والأخطر في لبنان من الضاحية الجنوبية.
فإلى قادم من باب العتمة والضوء، باب الكبرياء، باب الجنوب.
فلا تنظر إلى وجوهنا وتقلب صفحات العيون، فنحن على العهد باقون.
والحال كما عهدته، مزيد من التشرذم والانقسام، والخوف قائم من فراغ تام في كل مؤسسات الدولة ، فاليوم، لا حكومة، والمجلس الذي مدَّد لنفسه غائب عن العمل ولا يستطيع الالتئام. انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في عالم الغيب في هذه الأجواء، تزداد التحديات الاقتصادية وتتعاظم التأثيرات الاجتماعية السليبة، وتتلبَّد المنطقة المحيطة في لبنان بالنيران والتغيرات والصراعات، ولا ندري حتى الآن متى وكيف سيكون مستقرّها، وكم سيستطيع لبنان تحمُّل أوزار ترابطه العضوي بها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
إذن نحن على أشد وأقسى من الحالة التي غادرتنا بها، ما زلنا ننزف وبحدَّة من تلك الحربة التي نهشت من لحمك الكثير، وسمرَّتك طويلاً على صليب الآمال، تلك الحربة يا صديقي ما انفكَّت تواصل رحلتها المفترسة في شرايين الوطن، وحقول العافية وآفاق الوعد.
تلك الحربة لا ندري هل افترست آخر ما تبقّى من الدولة ومفهومها وإمكانية استنهاضها كما تقدّمه كل الوقائع والاحتمالات جميعاً.
نفتقدك هاني، ونأمل نباتاً يشبهك صلابة وقوة وعنفواناً واستعداداً، لهذا سنواصل في منتدى مرجعيون ـ حاصبيا، النشاط بهمّة كنت وحدك تملكها. وسنكثر من حضور المجلس الثقافي للبنان الجنوبي دفاعاً عن الثقافة والديمقراطية وحض الكثر للعمل والجهد المتفاني نحو الأفضل كما كنت تأمل وترغب وتطالب.
لك من المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، من أمينه العام، وهيئته الإدارية، ومن جنباته التي كنت دائم الحضور فيها، ألف تحية وأكثر من شوق وتمنٍ مستحيل بالرؤية، والحوار والنقاش معك من جديد، حتى وإن كان بصوتٍ عالٍ، فهذا كثيراً ما كان يعبِّر عن همومك الكامنة وهواجسك الكثيرة التطلُّب.
في 28/9/2013
(كلمة ألقيت في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف)
الكلمات الأخرى التي ألقيت سوف تنشر تباعاً على هذا الموقع.
ألبومات صور أنشطة منتدى التنمية اللبناني في المنطقة
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف
تعليقات: