رحلة في أدب الشيخ محمد قانصو

تكريم الشيخ محمد قانصو في الخيام - أرشيف
تكريم الشيخ محمد قانصو في الخيام - أرشيف


اللغة تمنح الفرد الأمان لأنها وسيلة تواصل و انتماء. و المتلقي في زخم وسائل الاتصال الحديثة ما فتئ يجد نفسه امام حقيقة أنّ اللغة العربيّة في أزمة و الواقع الثقافي في أزمة. و أنّ الاهتمام بالفكر ليس بالشكل المنشود. و قد نجد أنّ وضع اللغة ليس في مستوى التفاعل و المسؤوليّة الحضاريّة و لا في المستوى المطلوب من الكفاءة الفكريّة. مع كتابات الشيخ محمد قانصو ترى أنّ ضياءً قد حاور اسلوب اللغة في ابداعها فتشعر مع كتاباته أنّ الكلمات التي سكنت طويلاً على الورق توشك أن تحلق مغادرةً.

انها حياة بكاملها داخل هذه اللوحات الفنيّة التي يبدع في رسمها كاتبنا بقلمه الفتّان و اذا أمعنا النظر في كتاباته نعرف جيداً كم نحن نفتقد مثل هذا الادب الذي يحتاج في أصله الى موهبة طبيعيّة أولاً اذ هي العامل الاكبر في جعله أدباً مؤثراً و هذه الموهبة لا يخلقها التعليم اذا كانت غير مخلّقة في جبلّة الانسان. فتجد في نصوص كاتبنا النصوص المؤلفة من كلمات مفردة و اخرى مركبة و انّ جمال تأليفها هو الذي يُحدث الصلّة بين ابداعه للنص و بين قرّاءه فتبدو اللغة سلسلة تمنح الثقة. و هي أصلاً تواجه تحدياً حقيقياً تفرضه علينا كل تلك التقنيات الحديثة. و يحدث أن تجد في نصوصه ذاك الاتجاه الى تكثيف اللغة لتعميق الدلالات. فتبتعد اللغة عن مستوى لغة التعامل اليومي الأكثر قبحاً و بشاعة و تدنياً و انحطاطاً و تقزيزا.

و تجد في الاسلوب ذاك الميل الى الجمل الاسميّة ثم التداور بينها و بين العقليّة في لب النصوص فجذب بذلك المتلقي و أضحت النصوص مساحة نصيّة للحوار و المناورة لتبرز جمالاً يتوارى خلف ضباب الكلمات.

هي رؤى ابداعيّة كان لها الاثر في النفس و جمال اللغة و قيمتها و كل شيء فيها, رهن بما يفعله بها كاتبوها و متحادثوها. لقد أبدع الشيخ محمد قانصو في ايقاظ دور العقل و مساعدته في الابتعاد عن السلبيّة و اللامبالاة و التعثر و الاتكال مع ما تعانيه اللغة من هشاشة البعد الثقافي للغة ما يهدد قدرات المجتمع ككل.

..

* هيفاء نصَّار - كندا

مواضيع ذات صلة:

موضوع عزت رشيدي "محمد قانصو.. الشيخ الثائر"

موضوع سهيل غصن "كتابات سماحة الشيخ محمد قانصو.. هي بلسمنا"

مقالات الكاتب الشيخ محمد قانصو

تعليقات: