حركة تجارية ضعيفة في النبطية (عدنان طباجة)
لا شيء يشي بحلول عيد الأضحى في النبطية، باستثناء زحمة السير الخانقة التي تشهدها الشوارع الرئيسة للمدينة عشية العيد، عكس ما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبة لسنوات خلت، حيث كان السوق التجاري في المدينة يزدحم بالمواطنين الذين كانوا يقصدونه من مختلف مناطق الجنوب للتسوّق، وشراء الحاجيات الخاصة بالعيد. أما أسباب تراجع الحركة هذا العام، فتعود وفق التجار والمواطنين إلى الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردّية التي انعكست سلباً على الجميع، لاسيما مع الإجراءات الأمنية الاستثنائية المتخذة في النبطية تخوفاً من حصول تفجيرات فيها. يضاف إلى ذلك منع البسطات والعربات من التواجد في محيط السوق التجاري، نزولاً عند رغبة أصحاب المحال والمؤسسات التجارية، لأن اصحاب البسطات يعرضون أمام المحال والمؤسسات بضائعهم التي تكون في معظم الأحيان مطابقة أو مشابهة لتلك المعروضة داخل المحال ويبيعونها بأسعار منافسة، في الوقت الذي لا يتكبّد فيه هؤلاء أي بدلات إيجار أو ضرائب أو مصاريف أخرى، مما انعكس سلباً على أوضاع أصحاب المحال والمؤسسات في السوق التجاري.
وبالرغم من دعوة "جمعية تجار محافظة النبطية" أصحاب المحال والمؤسسات التجارية لفتحها أمام المواطنين عشية العيد حتى منتصف الليل، ومطالبتها التجار بضرورة تخفيض الأسعار وإجراء الحسوم الفعلية على السلع والبضائع بما يتناسب والأوضاع الاقتصادية للمواطنين في هذه الظروف الصعبة، فإن الحركة التجارية بقيت على جمودها.
في هذا الإطار تعتبر لينا صباح وهي صاحبة محل لتجارة الملبوسات في النبطية لـ"السفير" أن "نكهة العيد ومكانته في نفوس المواطنين تغيّرت منذ سنوات عديدة، وبات يوماً كبقية الأيام العادية، وكاشفاً للوضع المعيشي المأزوم، ومناسبة لزيارة المقابر فقط، بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي انعكست سلباً على الجميع بعدما كان العيد في الماضي محطة للبهجة والسرور".
ويرى التاجر عباس جابر أن "تراجع الأوضاع الاقتصادية والتجارية في سوق النبطية، سببه الأحداث الأمنية المتنقلة على مختلف الأراضي اللبنانية، وتخوّف التجار والمواطنين من استهدافهم بهذه الأحداث، إضافة إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية السيئة التي يعاني منها معظم المواطنين، مما رتب علينا أعباء مادية ثقيلة لم يعد باستطاعتنا تحملها".
تعليقات: