أضاحي كثيرة في أكثر من مكانٍ، ولحومٌ لا تجد من يستحقها، ويتوه صاحبها أين وكيف يوزعها، ولا يوجد من يطلبها أو يسعى إليها
ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، هدوءٌ حذر، فرحٌ غير مكتمل، سعادةٌ منقوصة، قلقٌ وترقبٌ وحبسٌ للأنفاس، فرحةٌ متفاوتة غير متساوية، مزيجٌ من الاحتفالات يخالطها كثيرٌ من الدم،
أضاحي كثيرة في أكثر من مكانٍ، ولحومٌ لا تجد من يستحقها، ويتوه صاحبها أين وكيف يوزعها، ولا يوجد من يطلبها أو يسعى إليها، وخبزٌ مفقود في أماكن أخرى، وحليبُ أطفالٍ غير موجودٍ، فقد غاب من الأسواق، وجف في صدور الأمهات ولم يعد يجري، فقد يبست الشفاه والتصقت البطون،
لكن العيد سيبقى، وسيعود كل عامٍ من جديد، أكثر جمالاً مما مضى، بثيابه القشيبة، وراياته الجميلة، وزينته البهية، وأطفاله الأبرياء، وسيرحل الحزن، وسيزول الألم، وسننسى ما أصابنا، وسنجدد أفراحنا، وستنتهي غربتنا، وستعود الفرحة حتماً إلى قلوب أمتنا من جديد، فلا يأس ولا قنوط، ولكنه أملٌ في الله أكيد، وغدٌ آمنٌ مستقرٌ بيقين.
في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، كل عامٍ وأمتنا بخير، وهي بإذن الله بخير، رغم ما أصابها وحل بها، فإنها ستبقى بخير.
* د. مصطفى يوسف اللداوي
تعليقات: