موسم الجوز في إهدن وفير كمّاً صغير حجماً

موسم الجوز في إهدن وفير كمّاً صغير حجماً
موسم الجوز في إهدن وفير كمّاً صغير حجماً


الكيلو من 120 حبّة إلى 250 بسبب الحرارة

يلتقط المزارع بدوي يمين عصا غليظة وطويلة يضرب بها شجرة الجوز فتنهمر الحبات كالمطر على الأرض المفروشة ببساط من قماش لتسهيل عملية الجمع.

انه الموسم الأغزر منذ سنوات طويلة، إلا أن الكمية أتت على حساب النوعية، إذ ان حبات الجوز صغيرة جدا، والكيلو الذي كان يتراوح بين مئة حبة أو 120 حبة، بات اليوم يحوي أكثر من 250 حبة.

ويوضح يمين لـ"السفير" أن "الموسم في إهدن وفير، والشجرة التي كانت تطعم ألف حبة تحوي اليوم أكثر من خمسة آلاف حبة، إلا ان صغر حجم الحبة انعكس سلبا، فالكيلو الذي يباع بعشرين ألف ليرة، بات اليوم يباع بعشرة آلاف باستثناء منطقة "بقوفا" التي لم تتأثر أشجار الجوز فيها بالحرارة المرتفعة التي ضربت المنطقة مطلع الصيف أوان عقد الثمار".

موسم الجوز له نكهة خاصة في اهدن، حيث تجتمع العائلة بكل أفرادها يوم "الفرط"، ويتحول يوم القطاف إلى مهرجان عائلي بـ"عونة" تذكّر بأيام زمان، حيث يجتمع أفراد العائلة على اختلاف أعمارهم؛ أحدهم يفرط، غيره يلتقط الثمار، وآخرون يضعون القفازات لنزع القشرة الخضراء عن الحبات، بينما تتوزع الغلة على الأقارب والأصحاب، ويباع ما تبقى في السوق. ويفيد المزارع أبو طوني شلهوب "السفير"، بأنه "سنويا يؤمن قسط مدرسة أولاده، ومعيشة أول ثلاثة أشهر من السنة من الجوز، ويتكفل موسم التفاح إذا كان جيدا، ببقية المعيشة"، لافتا الانتباه إلى أن "شجرة جوز واحدة اذا كانت مثمرة، تؤمن نحو مليون ليرة، لأن العناية بها غير مكلفة، فباستثناء التقليم والرش لا تحتاج إلى أي عناية أخرى ان لناحية الري أو السماد".

ويؤكد المزارع داوود داوود لـ"السفير" أن "موسم الجوز هذه السنة غزير إلا أن الأشجار مريضة، وتحتاج لعناية خاصة مطلع الربيع، حيث استفحلت دودة الجوز بها بفعل الحرارة المرتفعة، وأدت الى يباس الأوراق وتساقط الحبات قبل الأوان"، كاشفا أن "الجوز في اهدن لا يتم فرطه قبل أواخر أيلول، إلا ان المزارع هذه السنة، اضطر إلى جني الموسم باكرا، خوفا من اليباس".

بعصا طويلة من الخيزران وقضبان من القصب، تتعاون عائلة كعوي على فرط أشجار الجوز المثمرة أمام المنزل في اهدن، وعملية لمّ الثمار تجري على قدم وساق لتتكدس الحبات في السلال التي يقول رب العائلة بربر إن "عددها هو الأكبر نسبة لكل السنوات السابقة"، كاشفا انه "تمكن من جني أكثر من عشرة آلاف حبة من شجرة واحدة"، موضحا أن "شجرة الجوز مباركة كشجرة الزيتون، إذ ان ثمارها تؤكل فيما قشرتها تستعمل كحطب في المدفأة، إلا ان الحسرة اليوم هو في صغر حجم الحبة بعدما كانت في المواسم الماضية بحجم ثمرة الاجاص".

حبات الجوز صغيرة الحجم هذا الموسم (حسناء سعادة)
حبات الجوز صغيرة الحجم هذا الموسم (حسناء سعادة)


موسم الجوز في إهدن وفير كمّاً صغير حجماً
موسم الجوز في إهدن وفير كمّاً صغير حجماً


تعليقات: